آخر ساعة

الواقع الإنساني بالمخيمات .. مسمار آخر في نعش الانفصال

عملت عصابة الرابوني على استغلال ورقة حقوق الإنسان كسلاح ضد المغرب، في محاولة للإساءة إليه وتشويه صورته أمام الرأي العام العالمي، وتصويره على أنه بلد مستبد مناهض للحقوق والحريات.

وتوظيف هذه الورقة كان القصد منه استرجاع عصابة الرابوني لعذريتها التي فقدتها على مستوى السياسة الدولية حيث انكشفت في بادئ الامر اللعبة التي تلعبها هته الدمى والكراكيز خِدمَة َ لاجندة صانعيها بالمرادية وبحثا عن شرعية واهية على المستوى الأوروبي بعد ان ادار مجملهم باستثناء البعض من ذوي المصالح ،ظهره لهم فتحركت بعض الدمى منددة بانتهاك حقوق الإنسان.

ولم يكن في حسبان هؤلاء ولا محرضيهم من اولياء نعمتهم ان الزمن كفيل بكشف زيف الادعاءات وإماطة القناع عن الوجوه الحقيقية للذين يلعبون دور الضحية في حين أنهم وأزلامهم، هم من وجبت محاسبتهم عن الانتهاكات لأبسط حقوق البشر بالمخيمات الى درجة اعتبارهم قطيع لاحاجة لهم بشئ آخر سوى ان يعطى له ما يضمن حاجته من قوت بقاءه بالحياة والاستفادة من الوضع بالاسترزاق أكثر ما يمكن من الزمن.

فبعد توالي فضائح القيادة الفاسدة وظهورها للعلن، خاصة ما تعلق منها بتحويل المساعدات الانسانية نظرا لما تكتسيه المسألة من أهمية بالنسبة للدول والهيآت المانحة لهته المساعدات بدأت ساعة الكشف. حيث ابانت تقارير المنظمات، سواء منها الرسمية او غيرها والتي كانت تقوم بعديد من الزيارات بعضها في سرية تامة الى الاقاليم الجنوبية، أن الواقع بعيد كل البعد عن الادعاءات الزائفة والمغرضة لشرذمة المتنفعين الذين يتاجرون بمعانات بني جلدتهم وفي المقابل بدأ واقع المخيمات ينكشف من خلال ما يتسرب عبر مختلف وسائل الاتصال ليشد انتباه الدول والهيآت المانحة خاصة والراي الدولي على العموم للواقع اللانساني البئيس و المهين الذي يرزأ تحت وطأغرته المحتجزون بستالاكات النازية الجديدة بالرابوني على كل المستويات والذي فرضه عليهم المتنفعون من ماسيهم بتندوف و قصر المرادية.

وكشفت تقارير صحافية موثقة بشهادات من محتجزين سابقين تمكنوا من الفرار من “مخيمات العار”، الأزمة الإنسانية للمحتجزين ،والمسؤولية المباشرة لقادة البوليساريو عن هذا الوضع الماساوي وعن شتى الانتهاكات لابسط الحقوق مظهرة في نفس الوقت ان الوا زع هو الاغتناء وتكديس الثروات في الحسابات الأوربية و الامريكانولاتينية.

هذه المساكن البدائية، حسب نفس التقارير، والتي تنعدم فيها شروط الحياة بكل المقاييس لا يمكن وصفها إلا بالسجن الكبير المحاط بالأسلاك الشائكة و الكهرباء والألغام، الشاهد على ألوان التنكيل والقمع التي يمارسها الانفصاليون على كل من سوّلت له نفسه مخالفة النظام أو العزم على الفرار فوق ما يوصف، وقد كشف بعض الناجين عن بعض ألوان التعذيب اليومي التي كانت تمارس عليهم ، وضعية سجلته الجمعيات والمنظمات الحقوقية الغربية، كالمرصد العالمي للسجون، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة فرنسا الحريات…، في ذهول امام بشاعتها ووحشيتها.

وبدا واضحا للكل، بمن فيهم بعض المنظمات التي كانت عن غي وعدم فهم، تدافع عن اطروحة البوليساريو، ان قادة البوليساريو لا تهمهم مصالح الصحراويين المحتجزين في مخيمات العار ولا حقوقهم الوهمية بل يلعبون بحياتهم وآمالهم من أجل الحصول على السلطة والمال، ولو رفع عنهم الحصار ما بقي أحد داخل السجن الكبير ولالتحق كل المحتجزين بإخوانهم في الأقاليم الصحراوية ليشاهدوا عن قرب أن صحراء الأمس أصبحت مدنا عصرية حديثة.

لقد كان الزمن عبر المراحل، كفيلا بان يفضح المستور مهما كانت محاولات اقباره وكشف الاقنعة عن المخادعين مهما تفننوا في حجب وجوههم فالشمس لا يحجبها البال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *