هام

الانتخابات الجماعية والجهوية بالمغرب .. غرام وانتقام

تعد الانتخابات البلدية في المغرب هذا العام، الأولى من نوعها في ظل دستور 2011 الذي تم تبنيه عقب حراك شعبي في غمرة ما سمي الربيع العربي، كما تعد أهم امتحان لشعبية الحزب الذي فاز لأول مرة في تاريخه بالانتخابات البرلمانية نهاية 2011، وقاد التحالف الحكومي حتى اليوم.

وانطلقت السبت رسميا التجمعات الخطابية للأحزاب السياسية في أنحاء البلاد المختلفة، من أجل الترويج للمرشحين وبرامجهم الانتخابية.

وترأس عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ظهر السبت مهرجانا خطابيا في المجمع الرياضي مولاي رشيد في مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط حضره نحو 700 من مسؤولي الحزب وأنصاره ووسائل الإعلام.

ابن كيران يطلق النار مجددا على الأصالة والمعاصرة ذكر ابن كيران أن حزبه استعد جيدا للانتخابات، ولديه قناعة ان الانتخابات ليست اداة للضبط والارهاب وشراء الذمم والاصوات وإخافة المواطنين،مضيفا أنه إذ استمر خصوم العدالة والتنمية على الخديعة واستعمال المال الحرام، فإن المغاربة لن يسمحوا لهم بذلك.

واشار ابن كيران الى أن هناك من كان يريد أن يتخلص من هذا الخصم العنيد الذي هو حزب العدالة والتنمية، ويحاول تنحيته أو اضعافه بشكل حقيقي منذ 2002، ومنهم من عمل على تنحية الحزب حتى طالبوا بحله، ولم يستطيعوا الى ذلك سبيلا،لأن المغرب برجالاته استطاع أن يتجاوز تلك المرحلة.

وانتقد ابن كيران مجددا غريمه السياسي حزب الأصالة والمعاصرة الذي قال عنه انه جاء خصيصا لمحاربة ومواجهة حزبه. واضاف ان الحزب الذي كانت ولادته مشبوهة يقول إنه سيحتل المرتبة الأولى، وتساءل: لماذا سيحتل الرتبة الأولى، ما الذي قدمه هذا الحزب صاحب الولادة المشبوهة، الذي ولد كبيرا على غير العادة؟

وعلق ابن كيران ساخرا على ولادة حزب الأصالة والمعاصرة كبيرا، وقال المصائب هي التي تولد كبيرة مثل الزلازل والبراكين، أما الطيبات فتولد صغيرة، وهكذا كان شأن حزب العدالة والتنمية.

وبدوره لم يسلم حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض، من انتقادات ابن كيران، الذي سخر من وعوده بجلب البحر إلى مدينة فاس، كما سخر من تظاهرته السابقة ضد الحكومة التي جلبت السخرية للبلاد بسبب إشراك الحمير فيها.

قصة حب حكومية

لم تغب عن الحملة الانتخابية ولم تغب قصة الحب التي جمعت بين وزيرين سابقين من حزب العدالة والتنمية، هما سمية ابن خلدون الوزيرة في وزارة التعليم العالي، والحبيب الشوباني، الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، عن خطاب ابن كيران، اذ دافع عنهما، وقال إن الخصوم لن يجدوا ما يقولونه بشأن هذه القصة سوى أن وزيرا أحب وزيرة وتزوجها، مضيفا الحب ليس حراما، على الأقل عندنا نحن.

وأبدى ابن كيران تفهمه لكون نقابة حزب العدالة والتنمية تحتل المرتبة الرابعة، وكذلك كون حزبه احتل المرتبة السادسة في انتخابات الغرف المهنية ليوم 7 غشت، لكنه خاطب الحاضرين بكثير من الثقة قائلا سيكون من الطبيعي ان تكون الانتخابات الجماعية وكذلك الانتخابات البرلمانية (2016) من نصيبنا.

واضاف من يدعي أنه سيحل في المرتبة الأولى وسيسبقنا فليقدم لنا سببا وتفسيرا وليقل لنا ماذا فعل للشعب المغربي، متابعا في نوع من التحدي لخصومه إذا أردتم هزيمة حزب العدالة والتنمية فأنا أخبركم كيف: شمروا عن سواعدكم.

وقال ابن كيران ان حزبه جاء من أجل ترسيخ منهج الاصلاح في البلاد لا ليحقق مكاسب مادية، مضيفا ان حزبه شارك في الحكومة لكي تتحسن الحياة الديمقراطية، ويقطع المغرب مع ممارسات الماضي، ولكي يصبح رأسه مرفوعا أخلاقيا وسياسيا.

العنصر: الانتخابات سترسخ وحدة الحركة

اما الأمين العام لحزب الحركة الشعبية محند العنصر (مشارك في الحكومة) فأكد السبت في مدينة سلا، أن الانخراط الفاعل للحزب في الاستحقاقات المقبلة سيمكنه من ترسيخ وحدة مختلف الحركيين في مغرب متعدد وديمقراطي وحداثي، وتوطيد تجربة دامت ستة عقود، في جو من الشفافية وتضافر الجهود.

وقال العنصر في كلمة خلال لقاء تواصلي نظمه الحزب بمناسبة انطلاق حملته الرسمية للانتخابات المحلية والجهوية تحت شعار معا لبناء جماعات وجهات الغد إن الانتخابات المقبلة، ستكون حاسمة لمستقبل المغرب خاصة في ظل ما يخوله الدستور الجديد من اختصاصات واسعة لمجالس الجهات والجماعات المحلية، مشيرا إلى أن الحركة الشعبية تعمل جاهدة على تكريس الثقافة الديمقراطية، وتوسيع صلاحيات الجهات، وضمان العدالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال بلورة ميثاق خاص بها.

وأشار العنصر إلى أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 62 لثورة الملك والشعب، يعتبر خارطة طريق واضحة المعالم لنيل ثقة المواطنين لتدبير شؤونهم اليومية بتفان ونكران الذات، ونبراسا نستنير به كمناضلين حركيين ولحظة فارقة في تاريخ الديمقراطية المغربية حين قال جلالته: إن الثورة التي نحن مقبلون عليها لن تكون إلا بمنتخبين صادقين،همهم الأول هو خدمة بلدهم، والمواطنين الذين صوتوا عليهم.

بنعبد الله يتحدث عن تدخل سافر للمال

بدوره، أبدى نبيل بنعبد الله، الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة، ارتياحه للتحضير الجيّد للانتخابات من طرف وزارة الداخلية والحكومة، لكنه في المقابل أبْدى قلقا كبيرا من توغل المال في العملية الانتخابية، وقال صحيح ان الشكاوى قليلة، لكن المال يضرب الأخلاق في الصميم.

ودعا بنعبد الله الناخبين المغاربة وخاصة الشباب الى المشاركة بكثافة في الانتخابات البلدية والجهوية، وقال إن التصويت بكثافة لفائدة المُرشّحينَ النزهاء، هو السبيل الوحيد لقطْع الطريق أمامَ المرشحين الفاسدين.

وذكر بنعبد الله، الذي أعطى انطلاقة حملة حزبه الانتخابية من مدينة تمارة ان الايام القليلة التي سبقت بداية الحملة الانتخابية سجلت تدخلا سافرا للمال، مشيرا الى ان أحزابا سياسية اشترت لوائح بأكملها.

من جهته، قال مصطفى الباكوري الامين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، الذي كان يتحدث صباح الجمعة في الرباط في تجمع انتخابي لإعطاء انطلاق الحملة الانتخابية للحزب، إن الشعارات الانتخابية الفارغة قد انتهى زمنها.

وأشار إلى أن برنامج حزبه واقعي وملموس وجرى تحضيره بناء على مواكبة حثيثة ويومية للسكان وأحلامهم، مضيفا أن هذا البرنامج يتضمن أهم انتظارات المواطنين ويتوزع على 20 التزاما بين الحزب والمواطنين.

وأوضح الباكوري أن هذه الالتزامات تهم الشأن البيئي وتحقيق نهضة ثقافية تساعد على المحافظة على مكتسبات المجتمع وتشجع الإبداع على المستويين الفردي والجماعي، وإرساء تنمية اقتصادية منتجة يحضر فيها البعد الاجتماعي وتستهدف الفئات الهشة من المجتمع.

العماري: حزبنا ليس ثكنة عسكرية

في غضون ذلك، هدد الياس العماري نائب الامين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس اللجنة الوطنية للانتخابات في الحزب بسحب تزكية الحزب من المرشحين الذين يثبت تورطهم في ارتكاب خروقات قانونية خلال الانتخابات البلدية والجهوية.

وأوضح العماري أن الحزب لن يتردد، وسيلجأ في أي مرحلة من مراحل الانتخابات لمعاقبة مرشحيه إذا أظهرت الوقائع انهم أخلوا بسلامة الانتخابات أو خالفوا مبادئ الحزب.

ودعا العماري مرشحي حزبه الى التحلي بالأخلاق العالية واللجوء لتفعيل التدابير القانونية والقضائية وعدم الحصول على الحقوق بالقوة وخارج المؤسسات.

ونصح العماري مرشحي حزبه بعدم بيع الوعود الانتخابية الكاذبة،وحثهم على معاملة الخصوم السياسيين بالاحترام اللازم وعدم التشهير بهم أو بالإدارة المشرفة على الانتخابات.

وقال العماري إن الأصالة والمعاصرة ليس ثكنة عسكرية بل حزبا ينخرط فيه الأشخاص وينسحبون منه عن قناعة وبكل حرية، مشيرا الى ان المهم هو الانتساب للمشروع المجتمعي الذي يهدف الحزب الى تحقيقه.

وكشف العماري أن 30 في المائة من مرشحي الحزب ترشحوا لأول مرة ،ولم يسبق لهم المشاركة في الانتخابات.

شباط: الأول أو الاستقالة

وجدد حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض تعهده بتقديم استقالته من الأمانة العامة للحزب، إذا لم يحصل حزبه على المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية والجهوية.

ووعد شباط، في لقاء مع صحافيين  السبت، استقالته من الأمانة العامة للحزب، في حالة عدم حصوله على المرتبة الأولى مسألة عادية، وتمرين ديمقراطي.

ونالت حكومة ابن كيران نصيبها من انتقادات وهجومات شباط، الذي قال ان حزبه تابع المسلسل الانتخابي منذ بدايته بقلق شديد، منتقدا عدم استجابة الحكومة لمطلب التصويت بالبطاقة الوطنية، وعدم انتخاب رؤساء الجماعات والجهات عبر الاقتراع المباشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *