آخر ساعة

ازدواجية الشخصية

مقال رأي

إن الاصطفاف القبلي ومنطق الموالاة الذي يحكم التراتبية الاجتماعية داخل المخيمات ويطبع العلاقات بين انفصاليي الداخل فيما بينهم، ينعكس حتما على مستوى الجامعات، حيث إن واقع الفئآت الطلابية الموالية للطرح الانفصالي، وهم قلة،  لا تمثيلية لهم، اللهم الاعتبار الجغرافي،  يحكمه نفس المنطق  سواء فيما يخص تمثيلية هؤلاء الطلبة أمام إدارة  الجامعة عن بعض المطالب الخاصة، أو فيما يخص تزعم ما يسمى بحركات الاحتجاج باسم “الطلبة الصحراويين”، كون هذه  الصفة “الميزة” تبقى حكرا على من يحسبون انفسهم صحراويون من الدرجة الاولى فيما يُنازع الآخرون في هذه “الأحقية”.

يقول طالب صحراوي في وصفه لما يسمى “بنضال” من يطلقون على أنفسهم “مناضلون صحراويون” : هذا الواقع بالنسبة لهاته الفئة من الطلبة ما هو في الحقيقة سوى امتداد للصراع  الدائر في الأقاليم الجنوبية ل “التموقع القيادي”  من علي جَدي، ابراهيم دحان، العربي مسعود، محمد دداش، أمينتوحيدر، ودجيمي الغالية، و خديجة موثيق، واللائحة طويلة، ممن يدعون أنفسهم “أساتذة” ، والذي يصل مداها إلى قلب المداشر.

فعند كل موسم جامعي جديد تشحن العقول وتزور الحقائق من داخل بنيات سرية تشتغل من داخل المدن و المداشر بهدف حشد الهمم وضمان أكبر عدد من الموالين لفريق دون الآخر، حيث تتصارع  هاته البنيات المكونة من طلبة قدامى وآخرين جدد فيما بينها داخل أروقة الجامعة قصد انتزاع ” زعامة واهية”.

يضيف طالب صحراوي آخر من جامعة ابن زهر بأكادير في وصفه لما يسمى “بنضال”  هؤلاء الذين  يطلقون على أنفسهم “مناضلون صحراويون” :إن واقع الجامعة من وجهة نظر ما يسمى ب “النضال” لا يغدو أن يكون مجموعة ذات سلوكات غير سوية يطلق عليهم ” سكارى جيت سكن “، بالإضافة إلى مناضلات صحراويات بحانات المارينا وآخرين من  قاطني الأحياء الجامعية.

إن العديد ممن يطلقون عن أنفسهم  صفة المناضلين بالتبجح وقت الدراسة والتحصيل الجامعي بنقاش التنظيم والحديث عن التاريخ والنظريات الاقتصادية وجغرافية العالم، وآخرون يتقنون فلسفة ماركس تتقطع ألسنتهم بمقولات مزورة منسوبة لغير أصحابها والواقفون في الجنبات يفتحون أفواههم وكأنهم رأوا عجبا.   فعلا انه العجب، فهؤلاء “المناضلون الشرفاء” أبناء عصابة الرابوني” لا تمر عليهم فترة الامتحان إلا وجدتهم يتفاوضون على تجاوز حالات الغش المنسوبة إلى رفاقهم واليهم أيضا،  في أكثر الحالات،  في ضرب من ضروب الابتزاز والتزلف، أحيانا  أخرى حيث يحاولون دائما أن يفهم أنهم  هم أصحاب القرار بإمكانهم أن يهدؤوا الوضع  في الحرم الجامعي أو يؤججوه بافتعال البلبلة .

هناك فئة أخرى، لابد من ذكرها وهم مناضلون صحراويون من نوع خاص الذين بمجرد ما يكترون شقة إلا وتناوب أفراد العشيرة عن التهرب في أداء ما بذمتهم من مستحقات الكراء وفواتير الكهرباء والماء في حين يتناولون بالنقاش الفضفاض مواضيع كبيرة  مثل الشرف والأخلاق و النضال.

كما ان هناك من الطالبات من تضفي على نفسها صفة “المناضلة” والتي لا  يسدل  الليل ظلامه حتى  ينكشف نوع النضال التي اختارته …فمن الشعارات الرنانة “العفة  و المبادئ”، ينكسر المرء حشمة حينما يجد ان إحداهن، تهم إلى صعود سيارة احد الأشقاء العرب ممن لا يعرف من الجنوب المغربي إلا التسمية و أخص بالذكر الأشقاء المشارقة.

قد تكون الجبهة الانفصالية، قد مهدت الطريق أمام أفراد بدون علم على ركوب الرذيلة، عبر أفعالهم المشينة لكن ما يجب أن يفهمه الجميع أن هاته الأفعال المشينة من اعتداءات وظلم وجور وأكل مال الناس دون وجه حق وغيرها، هي أفعال يعاقب عليها القانون الرباني قبل أن يعاقب عليها القانون الوضعي فأين هو النضال؟

ويجب الوقوف على كون الفئة  المقصودة  بهاته الأفعال  و التي تجر وراءها  بعض عديمي التجربة  والنضج، والذين ما هم في الواقع سوى كراكيز المواسم، تسخر عند كل موسم دراسى بالمقابل، من قبل من يسمون أنفسهم  ب “القادة ” بالرابوني،  وفق أجندة  ابتزاز للدول والمنظمات  والهيات المانحة للإعانات ، حتى ان العديد منهم يستحلي هذا الخنوع طيلة السنة وفي أخر الموسم يفاوض النجاح بشتى الادعاءات  الواهية.

وإذا كانت هذه النماذج قد استأنست بهذا الوضع، فإن الطلبة الجدد المفعمين  بالطموح والذين يستشرفون المستقبل  بحماسة الشباب مطالبين بالا ينجرفوا وراء تيار هؤلاء المتواكلين على الفتات الذي يصلهم من “البومبيست” عمر  بولسان و أشباهه  وعلى ابتزاز  إدارة الجامعة، واستعطاف الأساتذة.

إن موضوع “النضال” لدى الطلبة الصحراويين الموالين للانفصال فعلا يحتاج لدراسة نفسية، فلا يعقل أن يقف أحدهم في حلقيات النقاش يتحدث عن النضال في حين هو نفسه يغش وقت الامتحانات وأن تتحدث إحداهن عن الشرف لتقوم الليل كله بين كباريهات المارينا و فنادق المنطقة السياحية باكادير تحتسي الخمرة الرخيصة والشيشا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *