تمكنت الأجهزة الأمنية في مدينة ورزازات نهاية الأسبوع المنصرم من توقيف المعتدي بالسلاح الأبيض على السائحة اليابانية وسرقة محفظة نقوذها ووثائقها الشخصية، وحظي الحادث باهتمام لدى الرأي العام المحلي باعتبار هذه الحوادث طارئة وإستثنائية في مدينة تنعم بالهدوء والأمن وذات صيت وإشعاع دولي في المجال السياحي والصناعة السينمائية.
كرونولوجيا الترصد بالسائحة والاعتداء عليها بالسلاح الأبيض
المتهم “ع .ا” يبلغ من العمر 20 سنة يسكن بأحد دواوير جماعة ايت زينب وسبق تقديمه للعدالة من أجل تهمة التحريض على الفساد في 2003،انقطع عن الدراسة في المستوى الإعدادي. وأفادت مصادر مطلعة أنه ارتكب عدة جرائم في السرقة والإعتداء بالسلاح الأبيض، يتنقل الى مركز مدينة ورزازات عبر سيارة أجرة بهدف ارتكاب أعماله الإجرامية عن سبق إصرار وترصد.
في مساء يوم 23 نونبر حوالي الساعة السابعة مساء لمح السائحة اليابانية بعد خروجها من الفندق فتعقب خطواتها واقترب منها ثم عرض عليها مرافقتها فحركت رأسها كتعبير منها بالرفض التام، أصر على السير بجانبها وبدأ يتحاور معها بلغة الإشارات فتتجاوب حينا وتمتنع أحيانا أخرى، ظل يراقب تحركاتها من بعيد لأزيد من ساعة إلى أن وصلت لمكان خال من المارة، طلب منها أن تمده ببعض النقود فرفضت واستل سكينا ووضعه على وجهها وشرعت بالصراخ وهي تقاومه بكل ما أوتيت من قوة فوجه لها ضربة قوية بالسكين على مستوى الفخذ فسقطت أرضا ليتمكن من الإستيلاء على محفظة نقوذها.
خلال الإعتداء فطن سائق شاحنة إلى صراخ السائحة فترجل لإنقاذها غير أن الجاني لاذ بالفرار واتجه صوب بعض الحقول حيث يصعب تعقبه في الظلام وليعود إلى دواره بجماعة ايت زينب، غير أن عودته بعد أيام إلى المجال الحضري بورزازات لإعادة تكرار نشاطه الإجرامي والبحث عن ضحية أخرى سيقوده إلى كمين محكم لفرقة أمنية تلقي القبض عليه وتضع حدا لجرائمه وتفك لغز العديد من عمليات السرقة التي تقدم ضحاياها بشكايات لدى الشرطة القضائية.
تعبئة وحملة أمنية واسعة للقبض على الجاني
علمت “مشاهد” أنه بعدما توصلت الشرطة القضائية بإشعار حول الإعتداء على السائحة اليابانية يوم 23 نونبر المنصرم حوالي الساعة الثامنة مساء عملت على اتخاذ إجراءات احترازية منها تشديد المراقبة على مداخيل ومخارج المدينة واتضح للجميع ازدياد عدد الدوريات والفرق الأمنية التي تجوب مختلف أحياء المدينة وفي النقط السوداء.
كما أفاد أحد المستخدمين في محل لصرف العملات انهم تلقوا تعليمات أمنية بضرورة التعرف على هوية زبنائهم، واستمعت الشرطة للسائحة اليابانية لتحديد مسارها منذ خروجها من الفندق إلى غاية حصول الإعتداء عليها كما استمعت لأحد الشهود الذي عاين عملية الإعتداء.
واهتدت الأبحاث إلى شريط فيديو التقطته كاميرا مراقبة في محطة بنزين في شارع محمد الخامس يوضح مرور الضحية والجاني بمحاذاة المحطة جنبا إلى جنبا بشكل عادي لا يثير أية شبهات، وساهم هذا المقطع في تحديد الملامح الأولية للجاني فتجندت العناصر الأمنية لتوقيف واستجواب الأشخاص الذين يتصفون بملامح مشابهة.
في يوم السبت 28 نونبر الجاري تمنكنت إحدى الفرق الليلية لعناصر الشرطة من توقيف الظنين ع.ا لكونه يتصف بنفس الأوصاف وخلال عملية التفتيش عُثر على بطاقة بنكية في اسم السائحة اليابنية الضحية وبعد تعميق البحث معه اعترف بكل تلقائية بارتكابه لعملية الإعتداء والسرقة تحت التهديد بالسلاح.
كما اعترف أنه عمل على صرف العملة الأجنبية في أحد الأبناك فيما أخفى جواز السفر لدى صديقه “ع.أ” الذي يتابع دراسته في معهد التكوين المهني ويكتري بيتا في حي المقاومة بعدما أسر له بتفاصيل القضية. وصرح بعض سكان الحي لـ”مشاهد” أن العناصر الأمنية انتقلت الى بيت المتهم الثاني “ع.أ” واعترف بعلمه بتفاصيل القضية غير أنه لخطورة الحادثة عمل على التخلص من جواز السفر عبر رميه في أرض خلاء. وقررت الضابطة القضائية وضعه رهن الحراسة النظرية لتعميق البحث معه.
التورط في اعتداءات سرقة روعت المواطنين
وحسب مصادر متعددة ومتنوعة فإن الجاني الموقوف شكل موضوع مذكرة بحث أمنية بعد ارتكابه العديد من جرائم السرقة والإعتداء تحت التهديد بالسلاح الأبيض، واتضح للعناصر الأمنية أن طريقة اعتدائه على السائحة اليابانية تتشابه مع طرق تنفيذ عدة عمليات للسرقة، وهو ما أكده الضحايا المشتكون بعد إعادة استدعائهم من طرف الشرطة وتمكنوا من التعرف على المتهم الموقوف بسهولة ولم يملك الا الاعتراف بالمنسوب إليه وبما اقترف من عمليات سرقة واعتداء بلغ عددها حوالي عشرة اعتداءات أهمها: الإعتداء على مواطن والاستيلاء على مبلغه المالي الذي يزيد عن 5000 درهم بعد الاعتداء عليه بالسلاح.
كما نفذ عملية سرقة سائحة أجنبية عن طريق النشل خلال الصيف المنصرم، وتسلق العديد من المنازل للإستيلاء على الأموال ومنها فيلا بحي الوحدة خلال شهر مارس المنصرم.
وبعد انتهاء البحث التمهيدي أحالت الشرطة القضائية المتهم الى النيابة العامة يوم الإثنين المنصرم حيث قرر الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف متابعته بتهم السرقة الموصوفة بجناية تعدد السرقات المقرونة بالضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض واعتراض سبيل المارة، ومحاولة السرقة المقرونة بالضرب والجرح الخطيرين واستهلاك المخدرات، كما يتابع المتهم الثاني بتهمة إخفاء وعدم التبليغ بوقوع جناية السرقة الموصوفة، ومن المرتقب مثولهما أمام المحكمة يوم الخميس 03 دجنبر الجاري.