آخر ساعة

2016 .. سنة صعبة جدا على البوليساريو

تميز حلول عام 2016، بتوالي الضربات الموجعة التي انهالت من كل حدب وصوب على قيادة البوليساريو، كما توالى مسلسل النكسات والانكسارات على كل الأصعدة، بعد أن ودعت ذات القيادة السنة المنصرمة بمهزلة المؤتمر الرابع عشر الذي خرج بقرار وحيد هو تزكية محمد عبد العزيز كقائد أبدي على رأس الجبهة.

ويعتبر إعلان المغرب عن تنظيم منتدى كرانس مونتانا في مدينة الداخلة للمرة الثانية على التوالي أولى الضربات القاصمة التي تلقاها البوليساريو في مطلع السنة الجديدة، وكانت بمثابة بداية الغيث الذي سيعصف لا محالة بما تبقى من كيان منهوك يعيش الرمق الأخير من حياته تحت رعاية طبية جزائرية، والتي بدأت بدورها تتهاوى أمام وضع داخلي قابل للانفجار في أية لحظة.

في نفس السياق، حل بمدينة الداخلة يوم 27 يناير الماضي وفد أمريكي عن شركة “UPC RENEWABLES” الرائدة في مجال الطاقات المتجددة ولها استثمارات مهمة في العديد من الدول من مختلف القارات، حيث عبر هذا الوفد خلال استقباله من طرف رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب عن رغبة قوية في الاستثمار بهاته المدينة، مما يشكل ضربة موجعة وفشلا ذريعا للبوليساريو التي تحارب الاستثمارات بكل الطرق في الأقاليم الجنوبية المغربية.

في حين كانت البوليساريو تبحث عن شبه انتصار ببيعها الوهم لسكان المخيمات بأن دولة السويد بصدد الاعتراف بها كدولة، كانت الصدمة بالغة بعدما أعلنت هذه الدولة الأوروبية عن موقفها الواضح والغير القابل للتأويل عن رفضها القاطع للاعتراف بهذا الكيان الكرتوني، مما جعل الحسرة و الأسى ينتابان البوليساريو و صنيعتها الجزائر.

ولم تقتصر نكسات البوليساريو المتتالية على الصعيد الخارجي فقط، بل داخليا كذلك حيث أن ساكنة المخيمات ما زالت في حالة غليان جراء تداعيات المؤتمر الأخير للجبهة، إذ عبر شبابها عن الرغبة في تغيير قيادة لم تصل بهم من حلول إلا السير بهم في طريق مسدود، كما تم سحب الشرعية منها من طرف المعارضة ممثلة في خط الشهيد و بعض القوى الأخرى كمنتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بفورساتين، الذي توصل مؤخرا ببيان صادر عن اللجنة الصحراوية لمحاربة الفساد بالمخيمات تطالب بالإفصاح عن الإمكانيات التي تسلم لكل مسؤول في   القيادة ، أمام تزايد معاناة باقي الصحراويين الذين لا يجدون قوت يومهم و يعيشون على فتات المساعدات الغذائية التي تتعرض للسرقة و النهب والتحويل الى الاسواق الخارجية.

القيادة الهلامية تعيش اليوم على حافة الهاوية، فهي في وضع بين مطرقة الأحداث الدولية المتسارعة التي تسير ضد أطروحتها المتجاوزة والتي عفا عنها الزمن وبين سندان المطالب الاجتماعية الملحة لساكنة كسرت جدار الصمت و الخوف و القمع ولم تعد تؤمن بالأوهام التي تحاول قيادة الجبهة ترويجها سواء بالترغيب أو بالترهيب. وإن كانت البوليساريو قد أعلنت مرارا بأن سنة 2015 ستكون سنة الحسم من غير نتائج تذكر، فالمجتمع الدولي و ساكنة المخيمات قد أعلنا بدورهما على أن سنة 2016 ستكون سنة الحسم مع هذا الجسم الذي تعفن من كثرة الفساد و الاتجار بآلام الصحراويين المحتجزين، لتكون بذلك هاته السنة بداية نهاية هذا الكيان الذي يعيش على الاسترزاق واحلام اليقظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *