آخر ساعة

غليان وسط مخيمات تندوف

كشفت مصادر عليمة عن وجود حالة من الاحتقان داخل مخيمات تندوف هذه الأيام، بعد غياب الرئيس الابدي محمد عبد العزيز، الذي يتواجد بأمريكا قصد العلاج. ويأتي هذا الاحتقان لكون الساكنة قد وجدت متنفسا للتعبير عن رفض استمرار الأوضاع المأساوية في المخيمات وتردي الأوضاع المعيشية لها، مما دفع بعدد كبير منهم للاحتجاج بقوة أمام مقر ما يسمى بالقيادة، مرددين شعارات قوية ضد الجبهة التي وصفوها بالفاسدة والبائدة. كما رفعت خلالها لافتات كتب عليها “نعم للحكم الذاتي”، و “محمد عبد العزيز ارحل” مما أدي بمتنفذي جبهة البوليساريو الى الهجوم على المحتجين، حيث قاموا بحجز كل آلات التصوير التي كان المحتجون يوثقون بها وقفتهم الاحتجاجية.

وأدى ظهور تيارات جديدة رافضة لسياسة القمع والتجويع في المخيمات هذه الأيام إلى غليان خطير، إذ تسارعت وثيرة الاحتجاجات والمظاهرات التي اقتصرت في اليوم الأول على حركة “خط الشهيد” لتشمل جميع مناطق مخيمات تندوف، التي خرجت لتندد بسياسة القمع والاضطهاد والإقصاء الذي تمارسه “البوليساريو” في حق الصحراويين، والمطالبة بوقف المتاجرة بمأساة المحتجزين، ووقف تحويل عائدات بيع المساعدات الإنسانية إلى الحسابات البنكية الخاصة بقادة “البوليساريو” ورجال المخابرات العسكرية الجزائرية، والدعوة الى فك ارتباطها مع القيادة الفاشلة.

وتقول نفس المصادر الإعلامية إن الأوضاع بمخيمات تندوف مأساوية وكارثية تفوق الوصف، مبرزة أنه في الوقت الذي ينعم فيه السكان الصحراويون المستقرون بالأقاليم الصحراوية للمملكة بامتيازات اقتصادية واجتماعية توفر لهم أجواء من الرخاء، يعيش إخوانهم المحتجزين في مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري ظروف عيش مأساوية وغير إنسانية، نتيجة أعمال القمع الأمنية التي تمارسها ميلشيات “البوليساريو” بالتنسيق مع مخابرات الجيش الجزائري، وأن الوضعية الحالية التي وصلت إليها المخيمات لا تنبئ بخير، حيث يفرض على المواطنين الصحراويين في المخيمات، الولاء والطاعة بالقوة والغصب لقادة “البوليساريو” من أجل الحصول على بعض المكاسب البسيطة.

وتضيف نفس المصادر أنه بخصوص المساعدات الإنسانية الموجهة إلى ساكنة المخيمات، والتي تقدمها الجمعيات والدول المانحة للسكان الصحراويين في مخيمات تندوف، يتم تحويل كميات كبيرة منها إلى الأسواق الجزائرية والموريتانية وبعض الدول المجاورة الأخرى، كما جاء في تقارير الهيئات والمنظمات الدولية ذات الاختصاص، في غياب إحصاء دقيق ونزيه لسكان هذه المخيمات. والذي على أساسه يتم احتساب حجم المساعدات الضرورية الموجهة للمحتجزين رغم شكوك المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومطالبة المغرب الملحة بإجراء إحصاء لعدد سكان المخيمات، فإن الجزائر تستمر في “تضخيم” العدد الحقيقي لهؤلاء السكان وتمنع منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من إجراء إحصاء عام في مخيمات تندوف والتأكد من العدد الحقيقي للسكان الصحراويين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *