آخر ساعة

في سابقة عربية وافريقية المغرب ينضم إلى معاهدة آسيان

في إطار احتواء المناورات السياسية التي يقوم بها البوليساريو وحاضنتها الجزائر، وفي إطار اعتماد المغرب دبلوماسية نشيطة على المستوى الإفريقي وأيضا على المستوى الدولي مع رهان استراتيجي يتمثل في الاعتراف بسيادة المملكة على صحرائها أمام معارضة الجبهة الوهمية التي ترفض حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، انضم المغرب الأسبوع الماضي في سابقة عربية وافريقية إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا  والتي تدعى “أسيان”، وبها يصبح المغرب “أول بلد عربي وأفريقي” ينضم إلى هذه المعاهدة.
ووقع ناصر بوريطة الوزير المنتدب في الخارجية في فينتيان بلاوس على هامش أعمال قمة قادة آسيان المنعقدة هناك، على وثائق انضمام المغرب الى معاهدة الصداقة والتعاون لأسيان، وفي نفس إطار التعاون أعلن المغرب في يوليو المنصرم نيته للانضمام مجددا إلى الاتحاد الأفريقي.
وتعرف الدبلوماسية المغربية نشاطا غير مسبوق يتميز بالاشتغال على عدة واجهات، ما من شأنه أن يكسب العلاقات الإقليمية والدولية للمغرب تطورا نوعيا، خاصة في مرحلة تتميز بأهميتها التاريخية وتحدياتها الكبرى سواء على المستوى الوطني أو الدولي. في الوقت الذي تعرف فيه مخططات البوليساريو تراجعا ملحوظا لزيف الأطروحة، وكذلك للتطورات الايجابية التي يعرفها ملف الصحراء المغربية إضافة إلى الانتكاسات التي تعرفها تحركات الجبهة الانفصالية، كتراجع عدد كبير من الدول بالاعتراف بها وكذلك نقص المساعدات وتراجع المساندين لأطروحاتها في مجلس الأمن الدولي.
ومنحت التحركات الحيوية لدبلوماسية المغرب الاشتغال على محاور متعددة في المحيط الإقليمي والإفريقي والأوربي – المتوسطي، إضافة إلى بناء وتطوير علاقات وشراكات إستراتيجية جديدة مع روسيا والصين وتوسيع منافذه الاقتصادية في القارة الإفريقية.ويتمتع المغرب بصورة ايجابية في المحافل الدولية في ظل الاستقرار الأمني والسياسي وهو أمر مهم عززته الإصلاحات السياسية التي جعلت المملكة نموذجا قويا في المنطقة في محيطها الإقليمي.
ويأمل المغرب في توسيع نطاق العلاقات المغربية الآسيوية بعد نجاح دبلوماسيته الأفريقية في إعادة الأمور إلى نصابها والخروج من سياسة رد الفعل ليكون في موقع الفاعل برؤية إستراتيجية بعيدة المدى.كما ان الدبلوماسية المغربية حققت انتصارات عديدة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث انتخبت المملكة في أربع هيئات أممية مند  2013. كانتخابه عضوا في مجلس حقوق الإنسان ولجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، ومجلس المنظمة البحرية الدولية والمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو.
و جاءت هذه التتويجات المتلاحقة، تفعيلا لتوجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس التي حدّدت للدبلوماسية المغربية أولوية ضمان حضور مستمر وهادف للمغرب داخل هيئات الأمم المتحدة ومؤسساتها المختصة.ويرى مراقبون للشأن المغربي أنّ اختيار هذه الترشيحات لم يكن اعتباطيا، بل يندرج في إطار الأهداف التي حدّدتها المملكة في مجال التعاون متعدد الأطراف، لاسيما في إطار المنظمة الأممية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *