المغرب الكبير

الجزائر.. احتجاجات بسبب منع تعميم تدريس الأمازيغية

تطرقت الصحف في الجزائر إلى الجدل حول النهوض باللغة الأمازيغية والحركة الاحتجاجية التي أثارها رفض المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) لمشروع تعديل قانون المالية 2018 من أجل تدريس هذه اللغة في جميع ربوع البلاد.

وأكدت صحيفة (كل شيء عن الجزائر)، في هذا الصدد، أن حدة التوتر ارتفعت منذ رفض المجلس الشعبي الوطني مشروعا لتعديل قانون المالية 2018 ، اقترحه حزب العمال، ويرمي إلى تخصيص الاعتمادات اللازمة من أجل التعميم التدريجي لتدريس الأمازيغية في جميع المدارس الجزائرية.

وأضافت أن الحركة الاحتجاجية كانت أكثر حدة في المواقع والاقامات الجامعية، خاصة ببجاية، حيث تشهد أغلبية الشعب إضرابا منذ أزيد من أسبوعين وأن هناك مسيرات وتجمعات منتظمة للطلبة، مشيرة إلى أن التنسيقية المحلية لطلبة بجاية، التي تضم لجان مختلف الكليات التابعة للجامعة وكذا لجان الإقامات الجامعية، دعت إلى مسيرة احتجاجية اليوم الاثنين .

وأكدت التنسيقية أن “الأمر يتعلق بمطلب مزدوج لها، إذ نستنكر رفض البرلمان تمويل تعميم تدريس الأمازيغية ، ولكن أيضا قانون المالية في حد ذاته، على اعتبار أنه يتضمن إجراءات تقشفية صارمة”، واصفة قانون المالية ب”النيو ليبرالي” بما أنه يعطي الأولوية لمصالح أرباب العمل على حساب الشعب، كما يتبين من خلال رفض مشروع الضريبة على الثروة.

من جهتها، ذكرت صحيفة (الوطن) أن حزب العمال أدرج في إطار مشروع قانون المالية 2018، مقترح الفصل 104 مكرر الذي ينص على أن “تسهر الدولة على تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في كل المدارس العمومية والخاصة، وعلى أن يكون التدريس إجباريا في إطار تطبيق مخطط تدريجي”.

ورفضت لجنة الشؤون القانونية بالمجلس مباشرة المقترح، معتبرة أن “السلطات بذلت مجهودات معتبرة من أجل النهوض باللغة الأمازيغية”.

وأشارت الصحيفة، استنادا للهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، إلى أنه منذ سنتين يتم تدريس الأمازيغية في 37 ولاية بالبلاد.

من جانبها، أشارت صحيفة (الحياة) إلى ردة فعل الحكومة لأول مرة إزاء هذه القضية على لسان وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي ، الذي أكد أن الدولة “لن تتراجع في قضية النهوض بالأمازيغية”.

بدورهما، تطرقت صحيفتا (الشروق) و(لوسوار دالجيري) إلى التطمينات الصادرة عن الوزير، الذي أكد أن الدولة وضعت الوسائل الضرورية من أجل النهوض بالأمازيغية، عبر مختلف القطاعات الوزارية، ومنها الوزارة التي يتولى حقيبتها، ووزارة التربية الوطنية، والثقافة والتعليم العالي، والتي تخصص ميزانيات هامة للنهوض بالأمازيغية.

ولاحظت الصحف الجزائرية أن الاعتراف والنهوض بالأمازيغية من قبل الدولة “يزعج البعض”، داعية شباب منطقة القبائل إلى توخي “اليقظة تفاديا للسقوط في وضع مأساوي كتلك التي سبق لهم أن عاشوها، عبر المحافظة على الاستقرار والسلم والأمن بهذه المنطقة”.

كما أشارت إلى أنه ضمن مخطط العمل الحكومي هناك مشروع قانون سيتم عرضه على البرلمان من أجل تحديد صيغ إرساء واشتغال الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية، المنصوص عليها في الدستور.

وفي السياق ذاته، كشفت الصحف أن الاحتفال الرسمي بالسنة الأمازيغية الجديدة الذي يصادف يوم 12 يناير من كل سنة سيتم بتيزي وزو بمشاركة العديد من الولايات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *