مجتمع

خمس مدن مغربية..إليك أصل تسميتها

هي خمس مدن مغربية يعرفها كثيرون بأسمائها الحالية، لكن جولة في التاريخ تكشف أصول تسمياتها، فمنها ما يعود إلى “أسطورة” ومنها ما هو أمازيغي، ومنها ما هو معروف من تراث شفوي متداول بين الساكنة.

الرباط

الرباط هي عاصمة المغرب، وكان اسمها “رباط الفتح” في عهد يعقوب المنصور.

يرجع تأسيسها، مثلما يشير موقع وزارة الثقافة المغربية، إلى “عهد المرابطين الذين أنشأوا رباطا محصنا، فهاجس الأمن كان أقوى العوامل التي كانت وراء هذا الاختيار، ليكون نقطة لتجمع المقاومين، ورد الهجومات البورغواطية”.وفي عهد يعقوب المنصور، جعل من “رباط الفتح” عاصمته، يقول كتاب “المغرب الكبير” أنه “في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة تم بناء رباط الفتح وتم تشييد سورها وركبت أبوابها، وكانت مدينة عظيمة”، أما عبد الكريم كريم فيقول في كتابه “رباط الفتح عاصمة المملكة المغربية”، إن المهدي بن تومرت كان أول من فكر في بناء مدينة حول القصبة المرابطية، فأمر الموحدين قائلا “تبنون مدينة عظيمة على ساحل هذا البحر، ثم يضطرب أمركم وتنتقض عليكم البلاد حتى ما يبقى بأيديكم إلا هذه المدينة، ثم يفتح الله عليكم ويجمع كلمتكم ويعود أمركم كما كان”.

الدار البيضاء

تقع جنوب العاصمة الرباط، تشتهر باسم “كازابلانكا” أما اسمها الأمازيغي فهو “أنفا”.سمّاها البحارة البرتغاليون خلال القرن الخامس عشر الميلادي “كازا بلانكا”، للدلالة على المدينة، حيث كانوا يرون من بعيدا منزلا بلون أبيض يساعدهم على تحديد موقعها، وتعني كلمة “كازا” الدار أو البيت، أما “بلانكا” فهو اللون الأبيض، وقد حافظ الفرنسيون بعد احتلال المغرب على هذه التسمية.

أما الباحث الفرنسي إيميل لاوست، فيذكر في كتابه “دروس في البربرية المغربية”، أن اسم المدينة هو “أنفا” وتعني التلّة، في إشارة إلى المكان المرتفع الذي بنيت عليه.​

طنجة

ربطت الحضارتان الفينيقية والبونيقية اسم طنجة بأساطير، فقالت إن اسمها “تينجيس” وهي زوجة “آنتي” ابن” بوسايدون” إله البحر و”غايا” التي ترمز للأرض، مثلما يشير كتاب “طنجة عبر التاريخ”.وفي عهد الرومان تحوّل الاسم إلى طنجة، فيما تذكر رواية شفوية أنه بعد الطوفان ضلت سفينة نوح تبحث عن اليابسة، وذات يوم حطت حمامة فوق السفينة وشيءٌ من الوحل في رجليها، فصاح ركاب السفينة “الطين جا.. الطين جا”، أي جاءت الأرض اليابسة، ومن ثم سميت المنطقة “طين جا”، ثم تحولت إلى اسمها الحالي طنجة.

مراكش

تأسست مراكش خلال زمن المرابطين، وتختلف الروايات في تفسير الاسم؛ فيرى بعضها أن أصل التسمية كلمة أمازيغية تعني “مرّ بسرعة”.روايات أخرى تقول إن اسم “مراكش” يرجع إلى الكلمة الأمازيغية “أمور ن آكوش”، وتنطق بالأمازيغية “أموراكش”، وتعني بلاد الله أو أرض الله، وقد حدد تاريخ بناء النواة الأولى لمدينة مراكش سنة 1070 م من قبل المرابطين، وهم قبائل أمازيغية رحّل جاءت من الصحراء.

وأطلق اسم مراكش على كل المغرب قديما، منذ أن تأسست كعاصمة للمرابطين، ولا زالت هذه التسمية متداولة في كل اللغات، ففي الفرنسية “ماروك” وفي الإسبانية “مارويكوس” وفي الإنجليزية “موروكو”.

فاس

يرجع تاريخ تأسيس مدينة فاس إلى نهاية القرن الثامن الميلادي إبان مجيء المولى إدريس الأول إلى المغرب سنة 789م، وفيها يوجد جامع القرويين الشهير.
ويتداول التراث الشفوي أنه “لما شرع المولى إدريس في بناء المدينة كان يعمل بيديه مع البنائين والصنّاع تواضعا، فصنع له الناس فأسا من ذهب وفضة، فكان إدريس يستعمل الفأس للتخطيط والحفر، فكثر ذكر تلك الفأس بين الناس طيلة مدة البناء، فأطلقوا اسمها على المدينة، وكانت عاصمة المغرب أيام الأدارسة”.

وغير بعيد عن الرواية الشفوية، ذكر كتاب “الروض المعطار في خبر الأقطار” أنّ سبب تسمية فاس بهذا الاسم، أنه “حين بُنِيَ أساسها وُجد فيها فأس، فسُميت به المدينة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *