اقتصاد

4 أسئلة لمدير المركز الجهوي الاستثمار بمراكش آسفي

يتطرق المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار بجهة مراكش آسفي، ياسين المسفر، في هذا الحوار، إلى الدينامية الاقتصادية التي شهدتها الجهة خلال العام الجاري، رغم الظرفية الاستثنائية الناجمة عن الأزمة الصحية، وكذا آفاق الاستثمار خلال عام 2021.

1-على الرغم من الظرفية الاقتصادية الصعبة الناجمة عن الأزمة الصحية، فإن جهة مراكش أسفي شهدت دينامية اقتصادية، ما هي مظاهر هذه الدينامية؟

الأزمة الصحية والسوسيو-اقتصادية هي أزمة عالمية مست جميع القارات، ومن المؤكد أن جهة مراكش أسفي لم تكن بمنأى عن هذه الأزمة، وعلى الرغم من هذه الوضعية الاقتصادية غير المسبوقة، فإن الجهة شهدت بعض الدينامية الاقتصادية.

في ما يتعلق بإحداث المقاولات، فقد تم خلال السنة الجارية إنشاء نحو 4 آلاف مقاولة مقابل نحو 3 آلاف في العام المنصرم.

وهذا الارتفاع في عدد المقاولات هو تمرة لسياسيات المواكبة وتمويل المقاولات ، وخاصة نظم ريادة الأعمال مثل برنامج “انطلاقة” .

وعلى مستوى الاستثمار، هناك أرقام تؤكد على الدينامية التي تشهدها الجهة رغم الأزمة .

إن لجنة الاستثمار التي سبق أن عقدت 40 اجتماعا هذه السنة، قامت بدراسة أزيد من 250 مشروعا مقابل 50 مشروعا في 2019 ، أي بزيادة تقارب 400 بالمائة ، وذلك راجع إلى تسهيل إجراءات الاستثمار وبالدينامية الجديدة للمركز الجهوي للاستثمار الناتجة عن سياسة اليقظة والتخطيط الاستراتيجي تحت إشراف والي الجهة .

إننا لم نغفل أي مشروع استثماري في طور الدراسة، وأن الثقة التي أبان عنها كل هؤلاء المستثمرين تثبت بأن الأسس البنيوية لجهة مراكش أسفي لاتزال ممتازة. إنها أفضل فرصة للاستثمار في الجهة.

2-ماهي القطاعات التي أبانت عن صمودها والتي تضررت أكثر؟

الأمر ليس مفاجئا، إنها قطاعات السياحة والصناعة التقليدية والمطعمة هي التي تضررت جراء قيود التنقل التي فرضتها السلطات المختصة لمكافحة الوباء.

كما أن قطاعات أخرى لها ارتباط قوي بالسياحة، قد تضررت خاصة الثقافة والتنشيط والنقل.

غير أن مختلف الفاعلين بالجهة برهنوا على صمود رائع أمام هذه الأزمة غير المسبوقة ، فضلا عن إظهار تضامن نموذجي.

كما أن عدة قطاعات كانت أكثر صمودا أمام هذه الأزمة، ويتعلق الأمر بالصناعات الغذائية، والصيد البحري والتعليب، وصناعة التعدين والنسيج، بينما أبانت بعض القطاعات عن قدرة استثنائية (إنتاج أقنعة واقية أو مستلزمات النظافة).

3- المركز الجهوي للاستثمار ضاعف من المبادرات لمواجهة هذا الوضع، ماهي محاور هذا التدخل ؟

لقد تمحور تدخلنا من أجل مواجهة هذا الوضع حول ثلاثة محاور هي: صمود ، إنعاش، إعادة اكتشاف.

لقد قمنا منذ شهر مارس الماضي ، وبشكل سريع، بخلق خلايا لليقظة الاقتصادية برئاسة والي الجهة وبتعاون مع فاعلين عموميين وخواص على مستوى الجهة، ثم خلق لجان جهوية لليقظة الاقتصادية بهدف تتبع، عن قرب، تطور الأزمة واقتراح حلول عاجلة للدعم والإنعاش.

وفي هذا الإطار ، قام المركز الجهوي للاستثمار بشراكة مع جامعة القاضي العياض بمراكش، بإطلاق دراسة حول مرحلة ما بعد (كوفيد-19) للمحافظة وإنعاش الاقتصاد والاستثمار في الجهة ، وذلك من خلال أهداف ثلاثية تتمثل في: تحليل آثار الوباء على الاقتصاد الجهوي وتحديد الرهانات البنيوية ، وإنجاز معيار دولي لإيجاد حلول للإنعاش ما بعد الأزمة، واقتراح حلول للمحافظة على الاقتصاد وانعاش الاقتصاد والاستثمار على مستوى من التراب الوطني.

كما أطلقنا ،بتعاون مع المركز الجهوي للسياحة ، برنامجا طموحا لتعزيز التشغيل والاستثمار في الجهة، وحول مسارات الأسفار ، ولعل هذه الطرق ستسلط الضوء على تراث لا يقدر بثمن وأحيانا لا يتم استغلاله بالقدر الكافي ، إنها فرص من أجل الاستثمار وخلق مناصب شغل قارة.

قام المركز على مدى هذه السنة، بمواكبة بعض المقاولات الصغيرة والصغيرة جدا، والشباب حاملي المشاريع ، وذلك عبر تقديم الدعم والمواكبة والإرشاد عبر العديد من البرامج (انطلاقة، البنك العالمي، جيز).

4- ما هي آفاق السنة المقبلة 2021 ؟

إن سنة 2021 ستكون سنة إنعاش وتحديات، لأنه على الرغم من أن تاريخ الخروج من هذه الأزمة هو غير واضح، فإنه يتعين علينا الاستعداد بشكل جماعي لمرحلة ما بعد كوفيد-19 .

إن الجهة أبانت عن القدرة على الإنعاش ، إنها ستبرهن على التكيف من أجل استغلال الفرص الجديدة للاستثمار التي توفرها .

بالنسبة لعام 2021، فإن مخطط عمل المركز يتمحور حول ثلاثة نقاط : داطا، داطا ثم داطا (البيانات)، ولذلك فإن الأزمة الحالية أظهرت مدى أهمية (داطا) التي يتعين أن تكون موثوقة وشفافة ومجالية ومحينة.

سنقوم ، قريبا، بإطلاق أول مؤشر جهوي للتنافسية الذي سيندرج في إطار شمولي لمرصد جديد للتنمية السوسيو-اقتصادية.

من جهة أخرى، سنقوم بإطلاق القواعد الأساسية للنظم الإيكولوجية الصناعية الجديدة من خلال خلق مجموعات موضوعاتية أو قطاعية ، ويتعلق الأمر بالابتكار والاستدامة بالرحامنة ، والمهن البحرية بأسفي، والصناعة الإبداعية بالصويرة، والأدوية الزراعية وصناعة التجميل بمراكش.

وأخيرا، سنواصل مهمتنا اليومية في مواكبة المقاولات وحاملي المشاريع ، لاسيما عبر بنك المشاريع الصناعية الموضوعة من طرف وزارة التجارة والصناعة، دون إغفال كل المجهودات الخاصة باليقظة والتخطيط والإنعاش وتطوير عرض مجالي مندمج وجذاب ، من خلال ، بالخصوص، إطلاق قريبا ، منصة رقمية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *