مجتمع

الفيسبوك ليس أمينا كما تعتقد..لا يخبرك بكل مايعرفه عنك

يسمح فيسبوك للمستخدمين منذ فترة طويلة بالاطلاع على كل أنواع الأشياء التي يعرفها الموقع عنهم، مثل إذا ما كانوا يحبون كرة القدم، أو المكان الذي انتقلوا إليه مؤخراً، أو حتى إذا أبدوا إعجاباً بميلانيا ترامب.

ولكن العملاق التكنولوجي يعطي المستخدمين إشارة بسيطة فيما يتعلق بشراء معلومات أكثر حساسية عنهم، ويتضمن ذلك دخلهم، وأنواع المطاعم التي يترددون عليها، بل يتضمن ذلك معلومات عن عدد بطاقات الائتمان التي يمتلكونها، وذلك بحسب تقرير نشره موقع Business Insider.

منذ سبتمبر/أيلول، شجعت مؤسسة ProPublica مستخدمي الفيسبوك على مشاركة أنواع وأصناف الاهتمامات التي يُتيحها الفيسبوك لهم، وقد أظهر المستخدمون كل شيء بدايةً من “التظاهر بإرسال الرسائل النصية في المواقف المحرجة”، فيما تمكنت المؤسسة من جمع أكثر من 52,000 سمة مميزة يستخدمها الفيسبوك بغرض تصنيف المستخدمين.

وفي هذا الصدد، يقول موقع فيسبوك إنه يحصل على معلومات المستخدمين “من خلال بضعة مصادر مختلفة”، ولكن الأمر الذي لا يُفصح عنه الموقع هو أن هذه المصادر تتضمن ملفات تفصيلية حصل عليها من شركات الوساطة لجمع البيانات التجارية عن حياة المستخدمين الواقعية.

كما أن فيسبوك لا يُتيح للمستخدمين معرفة أي شيء عن المعلومات التفصيلية المهمة المعتادة، التي يحصل عليها من مثل هذه الشركات.
فيسبوك ليس أمينًا:
“لم يكن فيسبوك أميناً” هكذا وصف المدير التنفيذي لمركز الديمقراطية الرقمية، جيفري تشيستر الوضع، وتابع حديثه قائلاً: “يتعامل فيسبوك مع العديد من شركات المعلومات المختلفة من أجل استهداف العملاء، ويجب أن يكون لدى العملاء الحق في الوصول والتعرف على هذه الشركات أيضاً”.

عندما سُئل فيسبوك هذا الأسبوع عن عدم الشفافية، أجاب أنه لا يخبر المستخدمين عن معلومات الطرف الثالث لأنها متاحة على نطاق واسع كما أنها لا تُجمع من قِبل فيسبوك.

إذ قال ستيف ساترفيلد، مدير سياسة الخصوصية في فيسبوك: “نهجنا في التحكم بتصنيفات الطرف الثالث مختلف نوعاً ما عن نهجنا فيما يخص تصنيفات فيسبوك المحددة، وذلك لأن الشركات التي تمُدنا بالمعلومات تقوم بشكل عام بجعل تصنيفاتها متاحة عبر العديد من المنصات الإعلانية وليس فيسبوك فقط”.

وأردف ساترفيلد قائلاً: “على المستخدمين الذين لا يرغبون بإتاحة هذه المعلومات لفيسبوك التواصل مع هذه الشركات مباشرةً، ويمكن للمستخدمين زيارة صفحة فيسبوك الرئيسية للمساعدة، إذ تُمدهم الصفحة بطرق للخروج من هذا التعامل فيما يخص 6 شركات تزود فيسبوك بالمعلومات”.
لوقف الشركات عن مراقبتك:

مسألة تحجيم شركات البيانات التجارية ليست بالأمر الهين. فعلى سبيل المثال، للتوقف عن التعامل مع شركة مثل Oracle’s Datalogix التي تمد فيسبوك بنحو 350 نوعاً من المعلومات بحسب محللين، يتطلب الأمر إرسال طلب مكتوب، ومرفق معه نسخة من بطاقة الهوية التي تصدرها الحكومة، عبر البريد، لمسؤول الخصوصية بالشركة.

ويمكن أن يطلب المستخدمون من هذه الشركات أن يُتيحوا لهم المعلومات المخزنة عنهم، ولكن هذا الأمر يمكن أن يكون معقداً أيضاً.

إذ نجد مثلاً إحدى هذه الشركات وهي شركة Acxiom، تطلب من المستخدمين إرسال آخر أربعة أرقام في بطاقة الضمان الاجتماعي من أجل الحصول على معلوماتهم.

ويقوم فيسبوك بتغيير مقدمي هذه الخدمات من حين إلى آخر، لذا سيتطلب الأمر من الأعضاء زيارة صفحة المساعدة الرئيسية باستمرار من أجل حماية خصوصيتهم.

وفي الحقيقة فإنه من المجهد لأي شخص القيام بما يقترحه فيسبوك علينا. وبينما كانت المراسلة جوليا انجون تكتب كتاباً عن الخصوصية عام 2013، كانت قد أنهكت من محاولة التوقف عن التعامل مع عدد من مثل هذه الشركات.
ومن ضمن 92 شركة التي قبلت خروج جوليا من التعامل معها، تطلبت نحو 62 شركة منها أن ترسل لها أي بطاقة هوية مثل رخصة القيادة على سبيل المثال. وفي النهاية لم تتمكن من إزالة معلوماتها من قاعدة بيانات معظم هذه الشركات.
آلية عمل إعلانات فيسبوك:
كانت تجربة شركة ProPublica لجمع تصنيفات فيسبوك الإعلانية من القُرّاء، جزءاً من الأسرار الغائبة عن المشهد، التي تكشف مدى قوة هذه الأنظمة الرياضية.

إذ يستخدم فيسبوك هذه الأنظمة ليس فقط من أجل تحديد الإعلانات والأخبار التي تظهر للمستخدمين، ولكن تستخدمها أيضاً من أجل تصنيف المستخدمين في عشرات الآلاف من المجموعات الصغيرة القابلة للاستهداف.

وتظهر مصادر المعلومات الكثيرة، أن فيسبوك لديها تصنيفات معتادة مثل بعض المجموعات التي تحب الطعام الجنوبي، كما أن لديه تصنيفات أكثر حساسية مثل “التقارب العرقي”، وهو التصنيف الذي يقسم المستخدمين وفقاً للتقارب الإفريقي-الأميركي، أو اللاتيني. ويمكن أن يستهدف المعلنون توجيه بعض الإعلانات لبعض المجموعات أو إقصاء مجموعات أخرى.

وفي الشهر الماضي، وعقب قيام شركة ProPublica بشراء إعلانات فيسبوك، استثنت المستخدمين المنتمين إلى تصنيف الأفارقة-الأميركيين اللاتينيين، والأميركيين الآسيويين، وقالت الشركة إنها ستنشئ نظاماً آلياً لمساعدتها في ضبط الإعلانات التي تمارس تمييزاً غير قانوني.
عقود فيسبوك مع شركات البيانات:

يعمل موقع فيسبوك مع شركات البيانات منذ عام 2012، عندما وقعت عقداً مع شركة Datalogix. وهذا هو ما دفع تشيستر، المسؤول عن ملف الخصوصية في مركز الديمقراطية الرقمية، لتقديم شكوى للجنة الفيدرالية للتجارة، يزعم فيها أن موقع فيسبوك قد انتهك مرسوماً قد وافق عليه مسبقاً مع الوكالة فيما يخص قضايا الخصوصية.

فيما لم تُجب أبداً لجنة التجارة الفيدرالية عن هذه الدعاوى بشكل علني، وبعد ذلك وقع فيسبوك عقوداً مع 5 شركات أخرى.

وليكتشف موقع Business Insider أنواع المعلومات التي يشتريها فيسبوك من هذه الشركات، قام بتحميل قائمة تضم 29,000 تصنيفاً يقدمها الفيسبوك للمعلنين. ووصف حوالي 600 تصنيف بأنه مُقدم من هذه الشركات. (وأغلب هذه التصنيفات تنشأ من عملية التصفح على الفيسبوك، والضغط على الإعلانات).

وكانت التصنيفات التي أعدتها شركات البيانات التجارية تتركز على الأمور المالية بشكل كبير، مثل “إجمالي الأصول السائلة القابلة للاستثمار 1-24,999 دولار”، “دخل بعض الأسر التي يُقدر دخلها بما يتراوح بين 100,000 و125,000 دولار”.

قام الموقع كذلك بمقارنة تصنيفات هذه الشركات بقائمة مصادر كبيرة عن الأشياء التي يُتيح فيسبوك للمستخدمين معرفتها عن أنفسهم، فيما لم يتوفر شيء من المعلومات التي تقدمها هذه الشركات ضمن عشرات الآلاف من “الاهتمامات” التي يُظهرها فيسبوك للمستخدمين.

فيما تتيح الأداة التي استخدمها الموقع للمستخدمين التفاعل مع التصنيفات التي وضعوا ضمنها، حيث وصفت أفعالهم بأنها “خطأ” أو “مخيفة” أو “على صواب”.

وكان التصنيف الذي تلقى أكثر الأصوات بوصفه “خطأ” هو لعبة Farmville slots. بينما كان التصنيف الذي تلقى أكثر الأصوات بوصفه “مخيفاً” هو Away from family. في حين كانت “NPR” هي الخيار الذي جرى تصنيفه باعتباره “على صواب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *