مجتمع

شباب مدينة أكادير والانترنيت .. عن ماذا يبحثون؟

الانترنيت يلعب دورا هاما في حياة الناس، فقد أصبح ظاهرة اجتماعية، لذلك فانه يثير مخاوف بعض الآباء والمربين و يرون أنه يشكل خطرا على الأطفال والشباب، لذلك يجب تحسيس الشباب على الاستخدام الأمثل للإنترنيت، ورقابة الأهل للأطفال لحمايتهم من أي محتويات في الويب قد تعتبر مرفوضة وضارة.

 لذلك حاول مجلس القيادات الشابة بمدينة أكادير استطلاع رأي مجموعة من الشباب حول كيفية استخدامهم للانترنيت والمواقع الالكترونية الأكثر تصفحا، والآثار الاجتماعية والثقافية والنفسية لاستخدام الانترنيت؟

 شباب مدينة أكادير يقضون الكثير من الوقت في تصفح الانترنيت، إما للاستماع للموسيقى ومشاهدة أشرطة الفيديو، أو للولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي والدردشة مع الأصدقاء، أو للعب على الانترنيت و الانتقال من موقع إلى آخر دون هدف محدد. وكثير منهم يبقى حتى وقت متأخر من الليل أمام شاشة الحاسوب، باختصار، الشباب اليوم أصبح مدمنا على الشبكة العنكبوتية.

 ففي سؤال حول مجالات استخدام الشباب للإنترنيت، أجاب أكثر من 90 % من الشباب أنهم يستخدمون الشبكة العنكبوتية للولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي والدردشة واللعب ومشاهدة مقاطع الفيديو،  و70 % من أجل الاطلاع على الأخبار وآخر المستجدات والبحث، و45 % للتعليم والدراسة والعمل.

ويرى أيوب بونوار عضو مجلس للقيادات الشابة بمدينة أكادير، أن الشباب يستغل الانترنيت في جانبها السلبي، فأغلبهم يتجه نحو مواقع التواصل الاجتماعي والدردشة ومشاهدة أشرطة الفيديو التي غالبا لا تصلح للشباب وتتضمن مقاطع إباحية، فالشباب عليه أن يتجه نحو التثقيف والاستفادة من الجانب الايجابي للانترنيت في تقريب الثقافات ونشر المعلومة.

 أما خديجة ماركو موظفة بمندوبية الثقافة تقول أن الانترنيت له تأثير سلبي على الهوية الثقافية للشباب من خلال انفتاحهم على الثقافة الغربية، كما أنه يؤثر على المشهد الثقافي بسوس من خلال قرصنة أعمال الفنانين الأمازيغ ونشرها على الويب.

 في حين اعتبر عبد العزيز بوضوضين موظف جماعي أن الانترنيت أضحى من الضروريات الأساسية في الحياة اليومية للناس وخاصة الشباب باعتبارها الفئة الأكثر استعمالا للانترنيت، لذلك وجب التحسيس بأهمية الاستعمال الايجابي للويب.

 وللانترنيت تأثير على المسار الدراسي للشباب، بحيث لم يعد لديهم الوقت الكافي للمراجعة والتحضير للامتحانات، بحيث أصبح الشباب لا يقرأون تقريبا، حتى البحوث التي يطلب منهم الأستاذ القيام بها حول موضوع معين، فإنهم يبحثون عنها عبر الانترنيت وطباعتها دون أي يبذلوا جهدا في قراءة واختيار المعلومات، وبعبارة أخرى الانترنيت تشجع على الكسل الفكري.

 هذا ما جعل مجموعة من الشباب يؤسسون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي باسم “مصاصي الكتب”، تضم تلاميذ وطلاب وأساتذة، وتقول سهام حدي عضوة هذه المجموعة أن زينب المندوبي مدربة تنمية ذاتية هي صاحبة الفكرة، وأنهم يختارون كل شهر كتاب من مختلف المجالات ويلتقون في اجتماع بين أعضاء المجموعة آخر كل شهر في مكان عمومي لمناقشة الكتاب  تحليل مضامينه.

 من ناحية أخرى، فقضاء فترات طويلة أما الحاسوب يؤدي إلى ألم في الظهر وضعف في البصر بالإضافة إلى التأثير السلبي لبعض المواقع على أخلاق الأطفال والشباب، فالعديد من المواقع الإباحية تثير الرغبة الجنسية لدى المراهقين وتشجعهم على ممارسات جنسية غير طبيعية وغير صحية.

 بالإضافة إلى الكثير من المخاطر التي تهدد الشباب من جراء الاستخدام السلبي للأنترنيت، كتضييع أوقات الشباب في غير منفعة، الإصابة بالأمراض النفسية، الغرق في أوحال الدعارة والفساد، التعرف على أساليب الإرهاب والتخريب، التعرض لدعوات التنصير والتهويد والمذاهب الهدامة، انهيار المجتمع بانهيار فئة الشباب فيه.

 ورغم أن للإنترنيت سلبيات لها ايجابيات كذلك، فهي تعتبر مصدرا قيما للمعلومات يمكننا استخدامها لتحسين مستوى الطلاب الذين لديهم مشاكل في المدرسة، بالإضافة إلى كونها وسيلة غير مكلفة للاتصال. فهي تتيح للناس التواصل مع بعضهم البعض وتبادل وجهات النظر حول مختلف الموضوعات، فحسب خديجة فوزي مجازة في علم الاجتماع فالانترنيت استطاع خلق ثورات الربيع العربي بإتاحته الفرصة للشباب من أجل التواصل وتبادل الآراء في المواقع الاجتماعية، وأضافت أن لهذه المواقع سلبيات كذلك لأن الشباب أصبح يقضي ساعات طوال أمام الحاسوب مما ساهم في تراجع العلاقات الاجتماعية.

 كما تلعب شبكة الإنترنت دورا اقتصاديا هاما لأنها المكان الذي يمكن للشركات والمؤسسات إشهار وبيع منتجاتها أو خدماتها من خلال مواقع متخصصة، كما يستطيع العاطلون عن العمل البحث عن فرص الشغل من خلال إعلانات الوظائف في مواقع المصانع والشركات والحكومات، فيونس الصحراوي نموذج لشاب استطاع إدارة شركته من خلال الانترنيت، بحيث قال أنها سهلت عليه إدارة أعماله والدعاية لمنتوجات شركته كما أنها وسلية غير مكلفة للتواصل مع الأصدقاء و الأقارب، وأضاف أن الانترنيت مهمة جدا في حياتنا رغم كونها سيف ذو حدين لها سلبيات وايجابيات لهذا يتوجب مراقبة الأطفال لحمايتهم من الاستخدام السلبي للإنترنيت.

 اليوم، لا بد من الاعتراف أن “الإنترنت” أصبح واقعاً مفروضاً بحكم الفوائد الاقتصادية والثقافية التي يوفرها لنا والتي لا حصر لها، لذا من الواجب علينا أن نثقف أطفالنا والشباب للاستفادة بشكل أمثل من هذه التكنولوجيا الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *