حوارات

نشيط: الوضعية الراهنة تفرض على قوى اليسار الترفع عن الأنانيات

اعتبر الحسن نشيط المسؤول الجهوي السابق للحزب العمالي بجهة سوس ماسة درعة وعضو اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي حاليا، أن الوضعية الراهنة تفرض على قوى اليسار الترفع عن الأنانيات لتشكيل جبهة موحدة ضد ما وصفه بالمد المحافظ غير الحداثي، معتبرا في هذا الحوار القصير مع “مشاهد” أن “التحديات التي يشهدها المغرب من جراء تنامي مد الحركات المحافظة التي تستثمر الدين في السياسة، تلزمنا كيسار وطني أن نتجند وأن نكون يقظين، وذلك من خلال خلق حالة من الاستنفار في صفوف اليساريين والحداثيين لتأطير المواطنين، وعدم الانخراط في ثقافة اللامبالاة والكرسي الفارغ”.

1- كيف تنظر إلى عملية اندماج الحزب العمالي داخل الاتحاد الاشتراكي؟

قبل كل شيء أود أن أؤكد أن الهاجس الذي كان يحكم توجهاتنا داخل الحزب العمالي هو الحرص الشديد على وحدة اليسار، بالإضافة إلى البحث المستمر عن الميكنزمات والآليات الكفيلة بتوحيد أسرة اليسار بكافة أطيافه وتلاوينه، خصوصا وأن الظرف الراهن يفرض على الجميع أكثر من أي وقت مضى التنازل عن الأنانيات العابرة لإخراج هذا المشروع الكبير إلى الوجود، خدمة أولا للمصالح العليا للوطن، وثانيا لدفع القوى اليسارية لاستعادة المبادرة، وتأطير المواطنين، وتحصين المكتسبات الديمقراطية التي ساهمت قوى اليسار في تحقيقها بفضل التضحيات وبذل الغالي والنفيس.

بالنسبة لاندماج الحزب العمالي داخل الاتحاد الاشتراكي فأعتبر أن العملية عبارة عن تحصيل حاصل بعد التقارب الذي حصل بين قيادتي الحزبين، وانتفاء العوامل التي كانت تعيق هذا الاندماج، وكلها عراقيل ذاتية غير موضوعية مرتبطة بأمزجة خاصة…في نظري فإن هذا الاندماج ينبغي أن يشكل محطة هامة في تاريخ اليسار المغربي بعد عقود من البلقنة والتشتت، لأنه سيقتح أوراشا اندماجية أخرى، وسيفسح المجال للإرادات الصادقة التي تروم تحقيق وحدة اليسار من تجسيد رغباتها وطموحاتها على أرض الواقع.

2- ماهي الإضافة النوعية التي سيقدمها هذا الاندماج للمشهد الحزبي المغربي الراهن؟

أولا، التحديات التي يشهدها المغرب من جراء تنامي مد الحركات المحافظة التي تستثمر الدين في السياسة، تلزمنا كيسار وطني أن نتجند وأن نكون يقظين، وذلك من خلال خلق حالة من الاستنفار في صفوف اليساريين والحداثيين لتأطير المواطنين، وعدم الانخراط في ثقافة اللامبالاة والكرسي الفارغ.. وهو الشيء الذي يخدم الأجندة الخاصة بالتيارات المحافظة وأحزاب الإسلام السياسي.. هذه الوضعية تفرض أيضا على قوى اليسار الترفع عن الأنانيات ونكران الذات لتشكيل جبهة موحدة ضد المد المحافظ غير الحداثي والذي من شأنه الإجهاز على العديد من المكتسبات الديمقراطية التي تم تحقيقها بالمغرب.

ثانيا، البلقنة والتشتت الذي يعيشه المشهد الحزبي خلق ضبابية أمام المواطن المغربي الذي كان رد فعله هو العزوف السياسي والانتخابي، مما لايخدم مبدأ المشاركة الشعبية الواسعة والذي كان اليسار يطمح دائما إلى تحقيقها، مما يضعنا أمام مسؤوليات تاريخية مرتبطة براهن الوضعية السياسية والحزبية التي يعيشها المغرب.

إذن أعتقد أن الاندماج الذي تحقق بين مكونات ثلاثة أحزاب هو تمرين سياسي ورسالة بيداغوجية لأحزاب وقوى أخرى للإقدام على التقارب والتحالف والاندماج.

3- على المستوى المحلي، هل تعتقد أن تعقد الوضعية التنظيمية للاتحاد الاشتراكي ستسهل مأمورية إيجاد جبهة موحدة لدخول الاستحقاقات السياسية والانتخابية المقبلة؟

بالنسبة لي أعتبر أن موقعي الطبيعي، كما أقول دائما، هو المشاركة في تدبير الشأن العام المحلي، بنفس الحرص على اعتناق مبادئ اليسار والحداثة، وهنا لابد أن أؤكد أن أجندة القوى المحافظة والتي يمثلها حزب العدالة والتنمية سيتم تمريرها من التدبير الحكومي إلى التدبير المحلي، فالفشل الذي يعتري تسيير شؤون المغرب حكوميا سيطال تدبير الحماعات المحلية والمجالس الإقليمية والجهات، مما يفرض علينا وأكثر من أي وقت مضى التصدي لهذه الاستراتيجيات التي يتم نسجها داخل كواليس الحزب الأغلبي..كل هذه المستجدات تفرض على القوى اليسارية والحداثية التنسيق فيما بينها محليا لإنجاح تحدي سحب بساط تدبير الشأن العام المحلي للمواطنين من القوى المحافظة والرجعية.

لذلك أعتقد أن هذه التحديات ستدفع الجميع داخل الاتحاد الاشتراكي وأحزاب أخرى إلى مراجعة طريقة اشتغالها وسبل تدبيرها للمحطات السياسية والانتخابية المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *