مجتمع

حموش قاطع الرؤوس .. نموذج لشبابنا المغرر بهم باسم الجهاد

لعل المتتبعين لأخبار الاحداث السورية شاهد صورة الشاب المغربى محمد حموش الذي يجلس متباهيا وسط رؤوس بشرية  وهو يعرض ابتسامته الدموي الذي يعبر عن نشوته وفرحته بعمل شنيع يتباهى به عبر صفحات الفيسبوك مبررا فعلته باسم نصرة الحق وتحقيق الجهاد ورفع راية الإسلام متناسيا شروط الجهاد المشروع أولا وتاريخ الشعب المغربي المسلم المسالم الذي يزخر ببطولات و معارك يشهد لها العدو قبل الصديق بأنها كانت للدفاع عن الحق وليس للغزو والتمثيل بالجثت واخذ الصور معها عوض تكريم الميت بدفنه.

الشاب المغربي الذي قبل بحزام ناسف كمهر لزوجته المغربية وجعله مفخرة ولا يقبل بإسلام “كافر”، ويوزع بطائق التكفير على عموم المسلمين، لأمر بالغ الخطورة. ألا يعلم ان ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل، الا ان النصر للحق و الجهاد لنصرته ليس بتكفيرمن خالف الراي واباحة دمه و قطع الرؤوس وتحميس الشباب الى منهج ليس بين المعالم ورايته عمية وليس له مصداقية فى خطابه بل هو عديم التوجه قليل التربط مستعجل للنصر محرض لغيره على عداوته مشوه لحال الدين وسماحة الشريعة الإسلامية.

إذا كان الإسلام قد حرم   ِخِطبة المسلم  على خِطبة اخيه المسلم حتى يتحاشى بُغض وحقد اخيه المسلم فكيف بالحق تعالى ان يجيز قتل المسلم لاخيه تحت أي تبرير فبالاحرى قطع  الرؤوس والثمثيل بها. فما لهِذه الوحشية للاسلام بصلة، وحاشى ان يقبل الدين الحنيف  وبالاحرى ان يامر بها.

فقد ثبت ذلك باحاديت شتى ففى حديث بريدة فى صحيح مسلم ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول لقواده اثناء الحروب ضد الكفار والمشركين “اغزوا ولا تغلوا ولاتغدروا ولاتمثلوا”.

روى مالك معنى ذلك عن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامل من عماله ”ولاته” انه بلغنا ان الرسول الله صلى عليه وسلم كان اذا بعث سرية يقول لهم ”اغزوا باسم الله ولا تغلوا وتمثلوا”.

وروى ابو داود فى كتاب الجهاد باب النهى عن المثلة عن ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ”اعف الناس قتلة اهل الايمان” ومعنى هدا انهم يعفون عن الانتقام من الموتى و الثمثيل باعضائهم وحثثهم فهذا يتنافى مع عفة اهل الايمان.

ومن تم التزم المسلمون فى جميع حروبهم ان يراعوا حرمة الموتى ولايتعرضون لجثتهم بأي تشويه ولهدا منع الخلفاء الراشدون نقل رؤوس المحاربين من قادة اعدائهم إلى خلفائهم ليتشفوا بالنظر إليها والحذيث هنا عن الحروب ضد الكفار والمشركين اللذين يحاربون المسلمين وليس عن حروب طوائف وجماعات من المتعصبين.

انه لفعل جهلة من طينة محمد حموش،رافقهم الفشل والامية والانحراف طيلة حياتهم ولما يئسوا من جدوى افعالهم اختبؤا تحت غطاء الاسلام الذي لم ياخذوا منه الا الشبيهَ من الكلام والذي يتماشى مع نزعاتهم  وميولاتهم الدموية المرضية ليس إلا، ضاربين بافعالهم تلك قيم  وقوام الامة الاسلامية ورجالاتها الذين كان ومازال الدين وازعهم  والإخاء والمحبة والبنيان وليس الحقد والكراهية ومصادرة الحياة والتمثيل بالجثث.

هؤلاء الدمويون، يحنون الى عهد التتار والماغول، ويريدون العودة بالبشرية لعهود  هولاكو،أين هم من رجالات الاسلام و الامة  الاسلامية السمحاء التي وصفها الحق تعالى بـ ”خير امة اخرجت للناس”، والذين لم ياخذوا من هؤلاء سوى الالقاب لمنادات بعضهم البعض، دون حرج او خجل.

إن الشباب المغربي رجال يتباهون بشواهدهم وعلومهم واختراعاتهم وانجازاتهم و تشبتهم بتعاليم الدين الاسلامى المعتدل الحنيف،  اسوة  باجدادهم  الذين بصموا تاريخ الامة الاسلامية  بامجادهم  والذين نصروا الدين خير نصرة وليس بقتل الأنفس التي حرم الله الا بالحق وقطع الرؤوس، شباب يجسد الإنسانية  والسماحة والسلم في كل مجالات الحياة.

نحن حفدة المولى إدريس و يوسف ابن تاشفين ونحن شعب قوامه 15قرن من التقدم والعلم والعمران والمحبة السمحاء، اصحاب ارض تعايشت عليها و ما تزال كل الديانات السماوية.

اما هم، من هم؟ قتلة و سفكة دماء، ختم الله على قلوبهم و افئدتهم فلم يعودوا يفرقون بين المسلم وغير المسلم وبين الطفل والكهل. لا يفقهون في الدين وفي غيره شيئا ولا يعون شر أفعالهم وأعمالهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *