كواليس

إبراهيم دحان وعمر بولسان وجهان لعملة واحدة .. الفساد والارتزاق بمعاناة الصحراويين

تتمثل بعض إفرازات ظاهرة الفساد الخطيرة التي ترزؤ تحت وطأتها فئات عريضة من صحراويي المخيمات، في توالي الفضائح التي أماطت اللثام عن الطغمة المتحكمة في مصائر رهائن مخيمات  الاحتجاز، وتعالي الأصوات من داخل تلك المخيمات للمطالبة بمحاسبة المتاجرين بمعاناتهم (خاصة بعد ثبوت تورط  عدد من الموظفين العسكريين المقربين من الرئيس محمد عبدالعزيز ومن زوجته السيدة الأولى بالرابوني في قضايا الاختلاسات الأخيرة) ، بالإضافة إلى تفشي داء القبلية حيث ظهرت نعرات قبلية تحركها العصبية لحماية أقارب قيادة البوليساريو من المساءلة.

وقد طالت ظاهرة هذا التعصب القبلي، حسب مصادرنا، ما يسمى ببرلمان البوليساريو حيث يصف عدد من الصحراويين الأمر ب تغلغل بعبع القبلية داخل هذا ‘’الجهاز’’ في تحالف مع لوبيات الفساد داخله، غلى درجة ان ما يسمى ‘’بالكتل البرلمانية’’ تحولت إلى تكتلات قبلية ترمي غلى ترسيخ مبدأ اللاعقاب والمحسوبية انطلاقا من إرغام المحتجزين على  التسليم بدونيتهم و بمبدأ غلبة قياديي الرابوني وصانعيهم ، انتصارا للمنطق القبلي القائل: “أنا وولد عمي على البراني”.

يقول مصدرنا إن منطق القبلية كان ولا زال وسيظل هو المقياس  وهو أساس  تحكم الزمرة المتنفذة،  إلا أنه لم يظهر باديا للعيان إلا بعد  ظهور”حركة شباب التغيير” الذي ارتكز في عمله على فضح هذه العصابة، ساردا لنا كيف أن العديد من النكرات وصلوا إلى مراكز القرار ممتطون صهوة هذا العامل الذي كان حاسما في العلاقات والتراتبية في تولي المناصب.
ولعل من بين الأمثلة التي سرد لنا أو ذكر بها قصة “عامل محطة البنزين المياوم”  محمد ولد السالك ولد عبد الصمد أو “عمر بولسان”، كما يفضل أن يسمى المتواجد بجزر كناريا الاسبانية، والذي أصبح بقدرة قادر مكلفا بما  يسمى ب”إدارة الارض المحتلة والجاليات والريف الوطني” ، حيث عمل على تقريب أبناء قبيلته منه لمساندته في صراعاته مع خصومه “السياسيين” الذين ينتمون إلى القبائل الصحراوية الأخرى، انتصارا للمنطق القبلي المذكور آنفا: “أنا و ولد عمي على البراني”.

وأقرب نمودج لهذا الاصطفاف والتكتل  القبلي هو ابراهيم  دحان الملقب بـ “بكنا”، المزداد سنة 1965 بمدينة العيون، رئيس ما يسمى ب ” الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان” الذي كان  يعمل كحارس لمقلع للحجارة، إذ استطاع عمر بولسان أحد أبناء عمومته من “أولاد تيدرارين”  أن ينتشله من براثن الانحراف وإدمان المخدرات، ويدخله ضمن العصابة التي يحاول بها بولسان أن يدير بواسطتها المنطقة من الداخل وحتى الخارج، حيث أنه يقدم له دعما كبيرا ومبالغ مالية ضخمة يقوم بتوزيعها على من يراه هو مناسبا، شريطة أن يظل تحت سيطرته الكاملة، كما يعتمد عليه في وضع العديد من الخطط واستراتيجيات عمله داخل المنطقة   من خلال إعطائه تعليمات وأموامر، وهو بدوره يمررها إلى “الناشطين” على أنها أفكاره، وعلى أنه هو من وضع تلك الخطط، من أجل تفعيل “النضال” داخل المنطقة وتأجيج الشارع ”بالمظاهرات ومحاولات العصيان الفاشلة”.

فقد مكن بولسان، ابن عمه، إبراهيم دحان الذي يعتمد عليه في خوض صراعاته الداخلية بـ “التفويض”، من الإشراف على تأسيس ما يسمى ب “تنسيقية الاطارات الحقوقية بمدينة العيون” حتى يتسنى له بسط سيطرته على أكبر عدد ممكن من الناشطين الصحراويين بمساعدة  إبراهيم الصبار، ومحمد ميارة، كما عبد له الطريق للا شتراك في العديد من الوفود التي زارت مخيمات تيندوف.

ومن أبرزها مشاركته في “المؤتمر13” لجبهة البوليساريو بمنطقة تيفاريتي حيث دارت حرب كبيرة بينه (بالنيابة دائما)  وبين اعلي سالم التامك الذي  يؤاخذ علانية على عمر بولسان الانخراط في سياسة النعرة القبلية التي يعمل بها اتجاه  قبائل  أيت أوسا وازوافيط وأيت لحسن، ناعتا إياهم كونهم محسوبين على المغرب وليسوا معنييين بـ “قضية الصحراء”  لذالك دخل دحان على الخط ، في صراعات مع اعلي سالم التامك حيث وصلت صراعاتهم إلى درجة السب والشتم أمام المشاركين بما يسمى بمؤتمر تفاريتي والذي تحول إلى مسرحية حاول كل واحد منهم عبر الميكروفون أن يظهر عيوب الآخر.

ودائما في خضم هته  التكتلات، يقوم ابراهيم دحان الآن بعقد العديد من الاجتماعات مع مجموعة من الشباب قصد وضعهم في صفه والدفاع عنه وعن بولسان، من أمثال حسنة ابا، وبشري بن طالب، ومحمد حالي الذي ينتمي أيضا الى نفس قبيلته وقبيلة بولسان، كما يقوم بجلب العديد من الأجانب إلى مدينة العيون واستقبالهم في منزله ووضع برامج ولقاءات لهؤلاء مع العديد من الصحراويين، المواليين له ولبولسان، هذا في الوقت الذي يقوم فيه بإقصاء كل الاشخاص الذين يخالفونه الرأي.

وفي نفس الحرب بالتفويض دخل  في عدة مشاحنات و عداءات مع انفصاليين آخرين مثل تجمع “المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان” الذي تترأسه امينتو حيدار والتي يقول دحان بأنها إنسلخت عن جبهة البوليساريو وأصبحت تبحث عن مصالحها الشخصية، وأيضا مع  “تنسيقية اكديم ازيك للحراك السلمي” التي تضم الشيوخ والشباب والكثير من الناشطين والتي لايتورع أن يعتبرها ابراهيم دحان بأنها صنيعة اعلي سالم التامك والمخابرات المغربية، كما يقوم بالتشهير بهم علنا وأمام الكل ونفس الموقف يتبناه مع ”جمعية أنصار الخير للمعاقين بمدينة العيون” التي يرأسها سيدي محمد علوات ،والتي يتهمها ايضا بالعمالة للمخابرات المغربية.

فكل من لم يدخل تحت سيطرته هو وابن عمومته بولسان يكون عميل بالنسبة له، ويقوم بالتشهير به ، علما أنه معروف هم الآخر بعلاقاته الوطيدة بالأجهزة، إلى درجة أن البعض يتهمه بالعمالة.

إبراهيم دحان هذا حسب مصادر أخرى ل “مشاهد.أنفو”، معروف بعنصريته الإقليمية ضد مناطق طانطان، وكلميم، وآسا-الزاك وهي المناطق المعروفة المناطق بجنوب المغرب، حيث يدعي أنهم أبناء العسكر، مستغلا العديد من التظاهرات لقول هاته العبارة كما حدث في منزل المدعوة أم المؤمنين اسويح إبان تخليد ذكرى ما يسمى “الوحدة الوطنية” حيث صرح علانية بأن أبناء هاته المناطق هم أبناء العسكر الذين ارتكبوا جرائم ضد الصحراويين.

كما أنه دخل في حرب كبيرة مع شبكة ميزيرات الاعلامية التي قامت بفضحه والدفاع عن أبناء منطقته وان ما يقوم دحان بالترويج له ما هو إلا تجسيد للسياسية القبلية التي يروج لها بولسان من خلاله، كما ان إبراهيم دحان اعتبر ان شبكة ميزرات الاعلامية ما هي أيضا إلا صنيعة للمخابرات، وقام بالتشهير بها في جميع التجمعات.

أما فيما يخص الجانب “الاخلاقي” فعلى منوال ولي نعمته عمر بولسان المعروف بهوسه  وضعفه المرضي أمام النساء مثل قصته الغرامية مع  فا- با.الملقبة ب (منت…) وأيضا  وخاصة مع المتزوجات مثل الز-لغ. (متزوجة بالعيون) ، فان إبراهيم دحان، بفضل العطاءات السخية من ابن عمه المرتزق بمآسي قاطني المخيمات، له علاقة حميمية كبيرة مع المدعوة “خي..الج…” المعروفة ب”غا”  حيث تروج أخبارا مؤكدة حول تعرضها مؤخرا لعملية إجهاض جديدة نتيجة العلاقة الجنسية المستمرة التي تربطها مع دحان.

إنها شذرات من قصة عامل مياوم  بمحطة للبنزين ومن حارس لمقلع للحجارة تحولا إلى قياديين في “الجمهورية الوهمية” وكما يقال ” الطيور على أشكالها تقع” و”كل واحد ونضاله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *