آراء

دانييل .. القصف المستمر

مجرد خربشات لا أقل ولا أكثر .. حتى نذكركم بما وقع .. عفوا سنذكركم بواقعة تأبى النسيان، وترفض مغادرة ذاكرة كل مغربي-ة عاش-ت أكبر عملية اغتصاب لإرادة المغاربة..

نتذكر لأننا مازلنا نقصف بذكريات أليمة عن أطفالنا

في نهاية يوليوز وبداية غشت سيصبح ملك المغرب ولأول مرة المسؤول الأول في فضيحة كبرى انفجرت بالبلاد وهزت الرأي العام الوطني والدولي، وهي تلك المتعلقة بعفو القصر عن مغتصب الأطفال دانييل غالبان المحكوم بـ 30 سنة بسبب جرائم اغتصاب قاصرين بمدينة القنيطرة.

ونتذكر أن ذيوع الخبر أدى إلى تعبئة كبيرة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي تبلورت بسرعة إلى مظاهرات ووقفات احتجاجية، في مجموعة من المدن المغربية، تعامل معها النظام السياسي بقمع عنيف مفرط نقلت تفاصيله كبريات القنوات والجرائد.

ونتذكر أيضا أن هذه الفضيحة قد خلقت موجة من الاحتجاجات العارمة ضد القصر مباشرة حتى من طرف أولئك الذين كانوا يعشقون الذل و العبودية، وذلك أدى بالديوان الملكي إلى إصدار بلاغين في ظرف يومين لأول مرة في تاريخ المليكة بالمغرب.

نستحضر أيضا أن هذا العفو خلق ارتباكا داخل مؤسسات الدولة بسبب تبادل اتهامات تحمل المسؤولية بين القصر والحكومة. وأخذت القضية أبعادا دولية، خصوصا على مستوى العلاقات المغربية الإسبانية، وأبعادا مخابراتية بحكم الصفة السابقة لدانييل غالبان كعميل للمخابرات الإسبانية.

ونتذكر أن هذه القضية أثرت عموما على قدسية وشعبية الملك.

ونتذكر أن الدولة منحت تقاعدا مريحا لأحد المتورطين الكبار في جرائم التعذيب. المندوب العام لسجون المملكة حفيظ بنهاشم الذي اتخذ في حقه قرار الإقالة بسبب اتهامه بتحمل مسؤولية العفو الملكي، قالت عنه مصادر إعلامية أنه مزال يتقاضى راتبا شهريا يفوق 6 مليون سنتم حتى كتابة هذه المقالة.

دانييل كالفان لم يعد إلى السجون المغربية بسبب تعقيدات النظام القضائي الإسباني، وقالوا عنه أن يقضي العقوبة في سجن إسباني و الله أعلم، لكن ماذا عن خروجه من المغرب دون جواز سفر، هل كان كل شيء مرتبا؟

نتذكر أننا كنا جالسين على مائدة الشاي، ونشاهد الملك يستقبل أسر الأطفال المغتصبين، بوجوههم الشاحبة، مروا مرور الكرام على شاشتنا الصغيرة، يبتسمون بدل أطفالهم، تخفي ابتسامتهم جرحا لا يندمل..

قالوا إن استقبال واحد من طرف عاهل البلاد يكفي الأطفال ليسترجعوا طفولتهم المغتصبة،

ما هذا الاغتصاب المستمر؟

نتذكر التصريحات الجبانة لبعض المنظمات التي تدعي الدفاع عن الطفل وحقوقه، قالت حينها أن للملك حق إصدار العفو على من يشاء، حتى ولو كان المجرم عنه قد اغتصب 11 طفلا صغيرا واحتفظ بصور الجريمة على حاسوب.

مازال بعض الشباب كانوا بيننا في وقفة أمام البرلمان متابعين في حالة سراح على خلفية الاحتجاجات التي عقبت العفو الملكي على دانييل، ومازال أطفالنا الصغار يتعرضون لأبشع عمليات الاستغلال الجنسي، وهذا ما أكده بالصدفة شريط وصلنا من مراكش…

ماذا نحقق؟

بين ذلك وهذا سيستقبل الملك محمد السادس نظيره الإسباني فيليب السادس، على بعد أيام من الذكرى المشؤومة التي راح ضحيتها 11 طفلا … وتتزامن زيارة الملك الإسباني للمغرب مع ذكرى العفو على البيدوفيل الإسباني دانييل كالفان..

هل كل  ذلك صدفة.. قصف مستمر أم اغتصاب جديد لذاكرة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *