آخر ساعة

انسداد أفق جبهة البوليساريو

المتتبع لملف الصحراء المغربية لابد أن يطرح تساؤلا حول الأفق السياسي لجبهة البوليساريو بعد 40 سنة من الصراع على جميع المستويات خاصة العسكري والدبلوماسي.

لاستجلاء هذا الأفق لابد من طرح بعض الأسئلة الجوهرية: ماذا جنت قيادة الرابوني من حربها العسكرية مع المغرب؟ هل بإمكان جبهة البوليساريو حسم صراعها على المستوى الدبلوماسي؟

هل إستراتيجية البوليساريو المتمثلة في إشعال الانتفاضة داخل الأقاليم الصحراوية والعزف على وثيرة احترام حقوق الإنسان، كفيلة بترجيح كفة الجبهة على المستوى الدولي؟

للإجابة عن هذه الأسئلة، استقى موقع ”مشاهد انفو”، شهادات شيوخ و خبراء عاينوا خلال الأربعين سنة الأخيرة تطور قضية الصحراء و الدين خرجوا بما يلي:

”جبهة البوليساريو تعلم علم اليقين أن المجابهة العسكرية مع المغرب رهان خاسر، ومجازفة خطيرة لن يقبل بها الآن المنتظم الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا، التي تخشى ان تتحول أي حرب في الصحراء، الى بؤرة تشجع على تنامي المنظمات الإرهابية، بما لذلك من انعكاس سلبي على مصالح هذه الدول في جنوب الصحراء وشمال افريقيا.”

”على المستوى الدبلوماسي، فان جادبية حركات التحرر فقدت بريقها على المستوى الاممي، والدول المساندة للجمهورية الصحراوية الوهمية بدأت خلال السنوات الاخيرة في تراجع، امام فعالية الدبلوماسية المغربية، التي استطاعت ان تستميل غالبية الدول العظمى الممثلة في مجلس الآمن لصالح طرحها”.

”إن الرهان على الانتفاضة من الداخل، خيار مآله الفشل، فما اصطلح عليه بالانتفاضة السلمية ليس سوى مجرد مظاهرات يقودها ثلة من الرعاع الذين يسترزقون من فتات قادة الرابوني ليقوموا بتجييش الأطفال والنساء، لالتقاط الصور والفيديوهات وبعتها للمدعو عمر بولسان، في مغالطة صريحة لواقع الحال بالأقاليم الصحراوية، ذلك ان الغالبية الساحقة للصحراويين مدركة تمام الإدراك، بان مصيرها مرتبط عضويا بالدولة المغربية.”

”إن الدولة المغربية الراسخة في التاريخ، والقوية بمؤسساتها الدستورية، وإدراكا منها لتداعيات الاسترتتيجية الحقوقية للبوليساريو، قامت بانشاء المجلس الجهوي لحقوق الانسان بالصحراء، الذي شكل ضربة قوية لما يسمى بالجمعيات الحقوقية الموالية لجبهة البوليساريو، كفرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان الذي يتراسه حمود اكليد، وهيئة الكوديسا.”

”إن انسداد الأفق السياسي لجبهة البوليساريو واقع لا مفر منه، وعلى قادة الرابوني، إن كانوا يمتلكون قليلا من الرصانة وبعد النظر، وان كان يهمهم فعلا مصير الصحراويين، أن يستغلوا العرض المغربي المتمثل في مبادرة الحكم الذاتي، لان الانسياق الأعمى وراء مطامع الجزائر، لن تجر على الصحراويين سوى السراب و استمرار الشتات والعيش في الذل والمهانة داخل مخيمات لحمادة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *