طب وصحة | هام

دراسة حديثة: الزبدة ليست مضرة كما تعتقد

الزبدة بريئة من السمعة السيئة التي اكتسبتها على أساس كونها مُضرة بالصحة، فقد بُنيت سمعتها السيئة هذه على الأطعمة الضارة التي ندهنها عليها كالخبز الأبيض، وفق دراسة جديدة رصدتها “التلغراف” البريطانية، في 29 يونيو 2016.

الدراسة انكبت على 9 دراسات أخرى بالتفحص والتدقيق في حالات 600 ألف شخص، فوجدت أن علاقة الزبدة بالإماتة الكلية ضعيفة جداً ولا تربطها أي صلة بالأمراض القلبية، بل حتى أنه وجد لها أثرٌ في الحماية قليلاً من مرض السكري!

ومع أن خبراء التغذية والأنظمة الغذائية الصحية درجوا على النصح بتقليل استهلاك الدهون الحيوانية، إلا أنه صدرت عدة دراسات العام الماضي أظهرت أنه لا يرجح أن دهون وشحوم الحيوان تزيد من احتمال الإصابة بالنوبات القلبية أو أمراض القلب أو السكري.

وهكذا يقول الباحثون إن الزبدة طعامٌ “في منتصف الطريق” لا يضر كثيراً، بيد أنه بالإمكان تقليل خطر أمراض القلب بالاستعاضة عنها بدهون صحية أكثر كزيت الزيتون البكر المعصور على البارد.

لكن الأكاديميين حذروا من أن الأطعمة التي عادة ما تترافق مع الزبدة كالخبز والبطاطا هي التي قد تضر بالصحة.

د. لورا بيمبين قادت البحث من كلية فرايدمان لعلوم التغذية وإدارتها في جامعة تافتس ببوسطن، وقالت إن مَنْ يفرطون في تناول الزبدة عادة ما تكون أنظمتهم الغذائية أسوأ عامة.

وتضيف د. بيمبين التي تعمل الآن خبيرة ومحللة بيانات نماذج الصحة العامة في منتدى الصحة بالمملكة المتحدة: “وحتى مع أن مَنْ يفرطون بتناول الزبدة عادة ما تكون أنظمتهم الغذائية ونمط حياتهم أسوأ، إلا أن [أثر الزبدة نفسها] يبدو محايداً بشكل عام”.

وتتابع: “ما يعنيه هذا هو أن الزبدة قد تكون طعاماً “من منتصف الطريق”، وأنه خيار صحي أكثر من السكريات أو النشويات كالبطاطا والخبز الأبيض اللذين عادة ما ندهن الزبدة عليهما، واللذين وجدت لهما صلة بإمكانية أكبر للتعرض للسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية”.

ويعود تاريخ “شيطنة” الدهون المشبعة إلى خمسينيات القرن الماضي عندما ألمحت الدراسات والأبحاث إلى وجود صلة بين الاستهلاك الكبير للدهون المشبعة والوفاة بأمراض القلب.

لكن الباحث صاحب الدراسة بنى نتائجه على بيانات من 6 بلدان فقط متجاهلاً بيانات 16 دولة أخرى لم تتوافق مع فرضيته التي تلت دراسته لبيانات 22 دولة.

مع ذلك حفرت نتائج أبحاثه في الذاكرة، ودأبت مؤسسات الصحة العامة منذ السبعينيات الماضية على التوصية بتقليل الشحوم.

يقول د. داريوش مظفريان، عميد كلية فرايدمان: “عموماً نتائجنا تشير إلى أن الزبدة يجب لا شيطنتها ولا تصويرها كطريق نحو صحة أفضل”.

وأضاف “إننا بحاجة لمزيد من الأبحاث كي نفهم أكثر إمكانية انخفاض التعرض للسكري، وهو ما ألمحت إليه دراسات أخرى عن دهون الألبان. قد يكون هذا حقيقياً أو قد يكون نتيجة لعوامل أخرى مرتبطة بتناول الزبدة”.

لكن خبراء تغذية ومؤسسات خيرية حذرت من الإفراط في تناول الزبدة. تريسي باركر خبيرة التغذية وصحة القلب في المؤسسة البريطانية للقلب British Heart Foundation، تقول: “في حين أن هذه الدراسة الفاحصة تشير إلى وجود علاقة بسيطة أو محايدة بين استهلاك الزبدة وزيادة التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنها لا تمنحنا الضوء الأخضر كي نبدأ بأكل المزيد من الزبدة، ونحن بحاجة للمزيد من البحث في آثار الدهون المشبعة”.

وتابعت القول: “لكي تحمي صحة قلبك ننصح بنمط طعام متوازن كنمط غذاء البحر الأبيض المتوسط غنياً بالفاكهة والخضار والبقول”.

أما البروفيسور بيت وايلد، قائد فريق الأبحاث في برنامج الغذاء والصحة بمعهد أبحاث الغذاء، فقال: “ليس واضحاً كيف يؤثر نمط الحياة على هذه العلاقة، فقد يكون الأمر مردّه إلى أن مستهلكي الزبدة يستهلكون إلى جانبها طيفاً واسعاً من منتجات الألبان الأخرى”.

هذا وقد نشر البحث في مجلة PLOS one العلمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *