مجتمع

كيف يتعامل المغاربة مع الإنفاق في مواجهة الثالوث: الصيف والأضحى والدخول المدرسي في وقت واحد؟

ثلاث موجات للإنفاق تضرب المغاربة خلال شهر أغسطس الجاري بشكل مترادفٍ؛ عطلة الصيف وعيد الأضحى والدخول المدرسي.

هذه المناسبات تسبب لكثيرين ضغطا ماديا يدفع البعض إلى اللجوء للاستدانة والحصول على قروض صغيرة للخروج من عنق الزجاجة.

الخراطي: لا يوجد حل

كيف يمكن للمغاربة تجاوز موجات الإنفاق هاته؟

يؤكد رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، على أن الحل غير قابل للتطبيق ويصبح معدوما في هذه الحالة بسبب سيكولوجية المواطن المغربي.

ويقول الخراطي: “المغربي لا يمكنه أن يتخلى عن أية مناسبة من المناسبات الثلاث، خاصة أضحية العيد، التي أصبحت موضة وطريقة للتباهي حتى بالنسبة للفقراء”.

ويرى الخراطي أن المغاربة المنتمين للطبقة الفقيرة والمتوسطة تعايشوا مع هذا التزامن المناسباتي لكونه تكرر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولا يستطيعون التخلي عن مناسبة معينة رغم الأضرار المادية التي قد تسببها لهم، حسبه.

ويعتبر المتحدث ذاته أن المغاربة “في حاجة إلى التطبيع مع المناسبات الدينية التي تحولت إلى ممارسات اجتماعية هدفها التباهي على الآخرين”.

التعليم أولى من الأضحية

في المقابل، يرى رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، مصطفى بنحمزة، أن مسألة موجة الإنفاق التي تضرب المغاربة خلال شهر أغسطس عادية، بل تساهم في حل الأزمة الاقتصادية من خلال العمليات المالية التي تترتب عن هذه المناسبات، على حد قوله.

ويوضح بنحمزة، أن المغاربة المنتمين للطبقات الفقيرة ليسوا مطالبين بالالتزام بكافة المصاريف المترتبة عن هذه المناسبات الثلاث، مشددا على ضرورة عدم تضييق المواطنين على أنفسهم بمصاريف إضافية قد تدفعهم إلى أخذ قروض بنكية.

وسط هذه الموجة، يؤكد المتحدث ذاته على منح الأولوية لنفقات التعليم أو العلاج على حساب أضحية العيد أو العطلة الصيفية، لأنها تبقى الأهم، حسبه، موضحا أن “الأضحية أصبحت عادة اجتماعية لا ترحم في وقت لا تفرض فيه الشريعة ذلك”.

ويضيف بنحمزة قائلا: “الناس لا ينبغي أن تقترض من أجل أضحية العيد، فيمكن للأخ أن يشرك أخاه في الأجر والأضحية”.

قهرية المجتمع

الإصرار على تأدية هذه المصاريف، رغم تأثيرها على القدرة الشرائية للمغاربة، يفسره الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي، مصطفى الشكدالي، بكونه خضوعا لما سماه “قهرية المجتمع القائمة على العادات والتقاليد”.

ويعتبر الشكدالي، أن “الجانب القهري يُخضع المجتمع المغربي لسلوكات تدخل ضمن العادة والنسق التنشيئي، ومنها شراء أضحية العيد رغم انعدام الإمكانات المادية لذلك”، معتبرا أن هذا التعامل ما زال يتركز في الأحياء التي تحافظ على الحس المشترك، وهي أحياء شعبية، وفق تعبيره.

ويضيف المتحدث ذاته: “بعض من هذه المناسبات فيها شق طقوسي احتفالي، والمغاربة لا يحتفلون لأنفسهم ولكن من أجل عيون الآخرين، وكأن الفرد يجد ذاته في هذه الاحتفالية”.

الحلول لا يمكن أن تكون جاهزة، وفق الباحث في علم النفس الاجتماعي الذي يعتبر أن المسألة يجب أن تخضع لديناميكية المجتمع وتحولاته وأن تصحح على مستوى مسار التنشئة الاجتماعية وقوالب التربية، على حد تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *