المغرب الكبير

جدل بالجزائر حول إلغاء “سورة الإخلاص” من المقررات الدراسية

لقي مقترح مدير مركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في وهران، بإلغاء سورة الإخلاص من الطور المدرسي الإبتدائي، تحت مبرر صعوبة استيعاب معانيها، جدلا كبيرا في المجتمع الجزائري، وذلك تزامنا مع دعوة بعض الفرنسيين لحذْف آيات من القرآن الكريم بدعوى مُعاداتها لليهود.

ويدعو المقترح، الذي رفعه الدكتور جيلالي مساري، خلال مداخلته بالملتقى الدولي حول تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية، بضرورة إلغاء سورة الإخلاص من كتب الجيل الثاني وعدم مطالبة التلميذ بحفظها وهو في سن صغيرة، بمبرر أن تلميذ الطور الابتدائي لا يفهم معنى السورة رغم سهولة حفظها، حيث قال “الطفل يعرف الأشياء المجردة، ولا يفهم محتوى السور”.

أثار مساري، الذي خلف وزيرة التربية نورية بن غبريط على رأس الـ”CRASC”، ضيوف الملتقى، خاصة من أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى. فيما لقي مساندة من البعض الآخر خاصة مقترح إلغاء بعض السور من الطور الابتدائي في مواضيع الشرح وليس الحفظ، حيث صرح أحدهم بالقول إن “التلميذ في الطور الابتدائي لا يفهم معنى كثير من السور، واذا أدرجنا هذه السور في مواضيع على أساس اثرائها واستخراج أفكار منها، فقد نخلط الأمر على التلاميذ”.

أما عضو الفتوى المركزية بوزارة الشؤون الدينية، محمد الأمين ناصري، فأكد في اتصال مع جريدة الشروق الجزائرية، أن الدكتور جيلالي مساري، ذهب أبعد من ذلك عندما اقترح وخلال نفس الملتقى، بإلغاء درس فرائض الوضوء بمبرر صعوبته على تلميذ الابتدائي، ليؤكد أن الميدان أبلغ رد على ادعاءات مدير “الكراسك”، فحسبه “المدارس القرآنية، مليئة بآلاف التلاميذ في سن قبل التمدرس، والذين يحفظون عن ظهر قلب أداب الوضوء والصّلاة، وآداب الأكل، كما يحفظون حزبا من القرآن الكريم”.

واعتبر الشيخ بن حنفية العابدين، عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين بالجزائر، أن الأساتذة الباحثين الذين دعوا إلى حذف سور من القرآن الكريم على غرار “سورة الإخلاص”، يريدون ضرب الدين الإسلامي في عمقه من خلال هذه الدعوات التي لم تخرج عن الحملات المسعورة التي تستهدف دين الأمة.

وقال الشيخ في منشور له على الصفحة الرسمية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ردا على الأساتذة الداعين لحذف السور من القرآن الكريم من منهاج التدريس “هؤلاء يتعاملون بالتدرج من حذف البسملة إلى غيرها، يجسون النبض، ويقع بناء على ذلك الإحجام أو الإقدام”.

وأضاف الشيخ “أولادنا يحفظون أجزاء من القرآن وهم دون سن السادسة”، متسائلا “ما الذي استصعبه هؤلاء الجاهلون في سورة الإخلاص، إلا أن يكون الكائدون لا يريدون أن يتبرأ أولادنا من عقيدة النصارى وهي الأب والإبن وروح القدس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *