مجتمع

هذا ماتقدمه الدول المغاربية من مساعدات إنسانية دولية

تختلف مساهمات الدول المغاربية في العمل الإنساني والمساهمة البعثات الدولية لحفظ السلام.

لكن المشترك بين دول الجزائر والمغرب وتونس، هو كونها عملت، منذ حصولها على الاستقلال، خلال خمسينات وستينات القرن الماضي، على إرسال بعثات لحفظ السلام

داتفي المغرب

يخصص المغرب، في كل سنة، من خلال قوانين ماليته، ميزانية بلغت في سنة 2018 مبلغ 200 مليون درهم (أزيد من 21 مليون دولار).

هذه الميزانية تُصرف في مجموعة من الجوانب، من بينها بناء المستشفيات العسكرية وإرسال المساعدات الطبية والغذائية إلى المناطق التي تعرف نزاعات.

ويجري إنفاق المبلغ المذكور عبر صندوق يحمل اسم “صندوق مشاركة القوات المسلحة الملكية في مأموريات السلام والأعمال الإنسانية والدعم برسم التعاون الدولي”، ويُشرف عليه الجيش المغربي.

ويعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس بالرباط، محمد بنحمو، أن تخصيص المغرب ميزانية للعمل الإنساني الدولي وفي السياق نفسه، يؤكد أن “الدبلوماسية المغربية تتسم بالبعد الإنساني”.

“اهتمامات المملكة تشمل، منذ نهاية فترة الحماية، الجانب المرتبط بحفظ السلام والمساعدات الإنسانية والمستشفيات العسكرية والمساعدات الطبية والغذائية، وهو الأمر الذي يبرَّر بقناعة المغرب الراسخة الخاصة بضرورة التضامن الدولي وتحمل المسؤولية إلى جانب المنتظم الدولي”، يردف بنحمو.

في تونس

أما في تونس، فيقول الخبير في الشؤون العسكرية، فيصل الشريف، إن الجيش التونسي بدوره يمارس مهاما تتعلق بحفظ السلام في الخارج، وذلك منذ سنة 1956.

ويشير الشريف،  إلى أن الجيش التونسي شارك في أول بعثة أممية لحفظ السلام في الكونغو سنة 1960، مضيفا: “كانت تجربة رائدة تتطابق مع عقيدة الجيش بعدم خوض حروب خارجية، وإنما المشاركة في عمليات استتباب الأمن وحراسة الحدود والمساهمة مع الدول في عمليات فرض السلام”.

ويذكر الشريف: “شاركت تونس أيضا في البعثة الأممية في رواندا سنة 1994، بعد أن سقط مئات الآلاف من الضحايا، وكان للجيش التونسي دور كبير هناك، على درجة سميت ثكنة عسكرية رئيسية باسم الدبلوماسي التونسي كمال مرجان”.

“يقوم الجيش التونسي والمغربي على عقيدة الابتعاد عن السياسة، حيث تم الحسم في هذا الأمر في البلدين، رغم اختلافهما بين نظام جمهوري وملكي، ولكن فلسفة الجيش تبقى هي الابتعاد عن السياسة”، يستطرد الخبير العسكري.

في الجزائر

يقول الخبير الأمني الجزائري، بنعومر بن جانة، إن تدخلات الجيش الجزائري تقتصر على قوات حفظ الأمن بمشاركة من الدرك والشرطة.

ويورد بن جانة، أن الجيش الجزائري قام بعدد من التدخلات في الخارج، كما هو الحال بالنسبة للحرب الأهلية في لبنان، من خلال ضباط مشرفين مراقبين، وأيضا تدخلات أخرى في أفريقيا.

ويشير المتحدث ذاته إلى أن “تدخلات القوات المسلحة في الدول المغاربية تبقى تدخلات نظيفة، وفي إطار العمل العسكري الإنساني فقط”.

ويرجع بن جانة هذا الأمر إلى أن “العمل الإنساني مرتبط بالعقيدة العسكرية لهذه الجيوش التي ترفض التدخل في شؤون الغير، وترفض أن تنزلق في صراعات خارج المنظمة”، مضيفا أن عامل الاستقرار السياسي الذي تعيشه هذه الدول أيضا هو الذي يجعلها ترفض التدخل في المناطق الأخرى”.

في موريتانيا

تشارك موريتانيا أيضا في مهام حفظ سلام وتنشط في مجال العمل الإنساني الدولي، وقد بلغ الأمر حد دفع البلاد كلفة هذه المشاركة قبل شهور.

ففي أبريل الماضي، قُتل جندي موريتاني في القوة الدولية لحفظ السلام، وجرح 11 آخرون، في هجوم على قاعدة للأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى، حيث عُثر على جثث 21 مدنيا، في مقابل مقتل حوالي عشرين مسلحا ينتمون إلى ميليشيا الدفاع الذاتي “انتي بالاكا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *