في إطار انفتاح جهة سوس ماسة على الاستثمارات الصينية، قام وفد من جمهورية الصين الشعبية ترأسه رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الصينية دينغ هوفي، بزيارة لجهة سوس ماسة ما بين الرابع والسادس من ماي الجاري؛ وذلك لاستكشاف المؤهلات الإقتصادية والإمكانيات التي تتيحها الجهة للمستثمرين في مختلف المجالات الاقتصادية بجهة سوس، كما تأتي هذه الزيارة في إطار برامج الشراكة والتعاون المزمع اطلاقها في المستقبل القريب بين سوس ماسة وجمهورية الصين الشعبية.
وقال مصدر مطلع بالمجلس الجهوي إن الوفد الصيني التقى في اليوم الأول مع الفاعلين والمهنيين في قطاع الفلاحة من مجموعتي ASPAM و APEFEL المعنيتين بالتصدير في مجال الحوامض والبواكر، عرض فيه ممثلو المجموعتين الامكانيات التي تزخر بها جهة سوس ماسة في المجال الفلاحي، كما قدمت أرقام حول المؤهلات الفلاحية الكبيرة والتقنيات الحديثة المستعملة في الفلاحة بسوس؛ مما يتيح اقتصاد الماء والطاقة واحترام البيئة، واطلع الوفد لأيضا بمقر Haliopolis و Agropole على أهمية المشرعين الصناعيين والامكانات التي يتيحها للمستثمرين؛ وذلك من خلال الشروحات التي قدمتها مسؤولة بإدارة المنطقة الصناعية المذكورة. وفي اليوم الثاني اطلع الوفد على مشروع تغازوت باي خليج من خلال زيارة الموقع ومن خلال الشروحات التي قدمها مسؤول بالمحطة.
وأضاف المصدر ذاته أنه في اليوم الثاني استمع الوفد الى تقديم تجربة منطقة سوس ماسة درعة في الصناعة السينمائية والجهود والإنجازات التي قامت بها مجالس الجهة السابقة لجعل ورزازات مدينة السينما بامتياز. كما قدم نائب رئيس الجهة الإمكانيات التي تزخر بها الجهة الحالية في مجال الصناعة السينمائية وأبرز طموح المجلس في هذا المجال، من جهته استعرض رئيس الوفد الصيني الإمكانات الكبيرة التي وصلت اليها الصناعة السينمائية واهتمام المسؤولين السينمائين الصينيين بالإنتاج السينمائي في المغرب من خلال إنتاج فيلم الأكشن الضخم، ووعد بفتح النقاش مع المسؤولين في مجال السينما في بلده حول موضوع التعاون السينمائي بين الجهة والصين، وتعرف الوفد الصيني على مشروع “محطة القرية السينمائية المندمجة“.
وأبرز مصدر «مشاهد» أن الوفد الصيني استقبل في نفس اليوم من طرف المدير الجهوي للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء، الذي قدم عرضا حول البنية التحتية لميناء اكادير وبرامج تطويره كما قدم عرضا حول صناعة السفن؛ وتطلع مجلس الجهة والوزارة المعنية إلى جهله مركزا كبيرا في صناعة السفن واصلاحه.
وفي السياق ذاته قال عبد الجبار القسطلاني، النائب الأول لرئيس مجلس جهة سوس ماسة، إن برنامج التعاون مع الصين انطلق منذ أزيد من سنة، بتنسيق متواصل مع جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية وجمعية صداقة الشعب الصيني مع بلدان العالم،نتج عنه تبادل للزيارات والتعرف على أهم المجالات الكفيلة بتحقيق التعاون الثنائي فيها، وأكد القسطلاني أن هذه الديناميكية سيتمخض عنها زيارة لوفد هام من المستثمرين الصينيين، وذلك للمرور مباشرة نحو تنفيذ برنامج التعاون على أرض الواقع.
وأضاف القسطلاني أن برامج التعاون والشراكة بين مقاطعات ومدن صينية وجهة سوسيأتي تجاوبا وانخراطا فوريا مع مضامين الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين جلالة الملك والرئيس الصيني يوم 11 ماي 2016، والتي تحل ذكراها الأولى هذا الأسبوع، كما تتماشى مع المبادرة الضخمة « الحزام والطريق » التي أطلقتها الصين، مشيرا إلى أن الرئيس الصيني قال إن 68 دولة ومنظمة دولية وقعت اتفاقيات تعاون مع الصين حول الحزام والطريق،كما تم وضع قائمة تضم ما يربو على 270 نتيجة.
وكانت رقية الدرهم كاتبة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية قد أكدت أن المغرب منفتح على مبادرة الحزام والطريق التي تقدمت بها الصين لأنها تتماشى مع جهوده الرامية للنهوض بتنمية البلدان الأفريقية، وتوفر فرصا لإقامة شراكات ثلاثية في إطار التعاون جنوب– جنوب.
وقالت رقية الدرهم، في تصريح، على هامش مشاركتها في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين،” إن الجولات التي قام بها الملك محمد السادس بالعديد من البلدان الإفريقية تعد تجسيدا قويا لهذا التوجه، كما تجسده الـ55 اتفاقا التي وقعها المغرب مع هذه البلدان، والتي تبرهن على صدقية وفعالية الجهود التنموية للمملكة في أفريقيا”.