حوارات

أمكاسو: ليت فضيحة دفن زوجة المرشد لم تقع في عهد حكومة بنكيران

يستعرض الدكتور عمر أمكاسو عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان ونائب رئيس الدائرة السياسية ماوقع بعد ظهر يوم الخميس 26 مارس 2015، بمقبرة الشهداء بالرباط بعد تدخل السلطات وخلافها مع عائلة الفقيدة خديجة المالكي أرملة مرشد ومؤسس الجماعة الشيخ عبد السلام ياسين.

وكانت السلطات استقدمت أعدادا كبيرة من قوات التدخل السريع، وبعد مشادات كلامية ومفاوضات استمرت لأزيد من ثلاث دفنت الفقيدة بجوار زوجها تنفيذا لوصيتها.

وينفي الاستاذ أمكاسو ما ورد في بلاغ ولاية الرباط، كما يتحدث في هذا الحوار لـ “مشاهد.أنفو” عن الحكومة التي يرأسها حزب العدالة والتنمية، ووصف بنبرة من الحسرة ما وقع في المقبرة بالفضيحة الكبرى وغير المسبوقة.

ما حقيقة ماوقع بين السلطات وجماعة والعدل والإحسان حول قبر أرملة المرشد؟

كل ما في الأمر أنه بعد وفاة الفقيدة، اتصل بعض أفراد الأسرة وقياديين من العائلة بالسلطات المحلية في شخص قائدة المنطقة، وقبلت طلب دفن الفقيدة قرب قبر زوجها تنفيذا لوصيتها والوصية واجبة شرعا، وأرسلت القائدة مع أفراد العائلة من يعاين المكان وتم حفر القبر ليلا، ومرت الأمور على أحسن ما يرام، غير أننا تفاجأنا بتخريب القبر في الليل ولما اتصلنا بهم في الصباح قالوا أن هناك نوعا من الإرتباك وادعوا أن القبر لم يستقبل القبلة وتمت مراجعة الأمر وحفر قبر آخر في الاتجاه الصحيح علما أن مجموعة من القبور كانت عرضية أي غير مستقبلة للقبلة وهذا أمر فيه نقاش بين الفقهاء على كل حال.

وتم حفر قبر جديد في الاتجاه الذي أمروا به، فإذا بنا نتفاجأ بهدم القبر مرة أخرى والإصرار على دفنها بعيدا عن قبر زوجها الإمام عبد السلام ياسين، ولما انتهينا من مراسيم صلاة الجنازة فوجئنا بعسكرة المقبرة بشكل رهيب جدا وبأعداد كبيرة من رجال الأمن الذين كان أولى بهم أن يتواجدوا في النقط السوداء في المغرب وما أكثرها حيث الدعارة والسرقة والفساد والمخدرات فإذا بهمة يحتشدون بالشكل الذي رأيتموه في الصور، وفي الحقيقة لم نكن نرغب أن تسوق مثل هذه الصور عن بلدنا الحبيب.

جاؤوا يمنعوننا من الدخول الى المقبرة وفي نفس الوقت كان هناك اعتداء على بعض الاخوان الذين كانوا بجانب القبر، وكانت جنائز أخرى تنتظر بدورها. أجد حرجا كبيرا في الحديث عن هذه الوقائع وهي فضيحة كبرى في سجل الدولة وفي سبة المسؤولين أجمعين.

وبعد تدافع طلبوا دخول بعض أفراد العائلة ومسؤولين في الجماعة إلى المقبرة قصد التفاوض لنكتشف أن هؤولاء لايريدون التفاوض وإنما يسعون إلى فرض أمرهم وعدم دفن الفقيدة بالمكان الذي رغبت فيه وأوصت بشأنه قبل وفاتها وهذا من حق مواطنة أن تدفن إلى جانب زوجها ولامشكلة في ذلك فالمكان موجود وليس فيه أي خلل شرعي.

ولاية الرباط قالت في بلاغ لها أنكم حفرتم القبر بطريقة مخالفة لإجماع الأمة؟

ماصدر في بلاغ ولاية الأمن كله هراء وكذب وبهتان، يعني أن الدولة أحرص منا على الاسلام وهذا ما لن نقبله ولا يمكن أن يصدقه عاقلا. قال البيان بأن مجموعة من الناس أرادت أن تدفن على غير ما تعود المسلمون وهذا ضحك على الذقون وعلى الناس.

وبعد مفاوضات عسيرة تبين أنهم لا يملكون القرار، وبعد إصرار العائلة جاءتهم أوامر جديدة لنُترك وشأننا بعد أزيد من ثلاث ساعات ونصف وإصابات وجرحى وإغماء الأخ فتح الله أرسلان والأخ عبد الله الشيبباني. كانت فضيحة بكل المعايير لم يسبق لها مثيلا في أي دولة من العالم أن يُمنع الإنسان من الدفن ويكون المبرر هو استقبال القبلة، وأرادوا أن يفرضوها بالقوة، وهي بشرى كبيرة أن الدولة المغربية أرادت أن تفرض الاسلام بالقوة وهذا لا يمكن أن نصدقه بتاتا.

تمنينا لولم تقع هذه الفضيحة وأنا شخصيا أجد حرجا في الحديث عن هذه الواقعة للصحافيين، وبعض الناس يطلبون منا أن نتقدم بطلب للترخيص بتأسيس حزب سياسي، فدار لقمان لازالت على حالها، وبأنهم ينظرون في العدل والإحسان معارضة وهناك إصرار بالحقد على هذه الأسرة بسبب مواقف الأستاذ عبد السلام ياسين الذي يريد الخير لهذه الأمة ولكن القوم لا يريدون.

وزير العدل والحريات قال أنه لا علم له بالمشكل، كيف ترون مسؤولية الحكومة فيما وقع؟

هذا عجيب وغريب جدا، كنا نقول وما زلنا نقول أن حكومتنا لا تحكم، فكل المواقع نشرت الخبر والدنيا كلها تتحدث عنه والسيد الوزير ينكر علمه بالموضوع، وثانيا فالسيد الذي يعطي أوامره في المقبرة ممثل للنيابة العامة وتابع لوزير العدل وكون هذا ليس بعلم الوزير فهذا دليل بأن وزراءنا لا يحكمون ولاسلطة لهم وأن المخزن هو الحاكم الفعلي.

هل كان لكم اتصال بأحد من وزراء حزب العدالة والتنمية أو بعض قياديي الحزب؟

ليس هناك أي اتصال من طرفنا، بعد اندلاع المشكل، جاءنا أحد قياديي الحزب قال لنا لماذا لم نخبرهم، وهم زارونا في في الأمس وقدموا لنا التعازي وأخبرناهم ويعرفون كل شيء والأكثر من ذلك، منذ وفاة الأخ المرشد عبد السلام ياسين، فإن نائب عمدة الرباط وهو من الحزب هو من منحنا الترخيص ليبقى قبر المرحومة بجانب قبر زوجها، وبعد ذلك تجاوزت السلطة هذا الترخيص وانقلبت على كل شيء.

مع الأسف لم نكن نريد لإخواننا في العدالة والتنمية أن تسجل هذه الفضيحة في عهدهم وحتى للمخزن نفسه لانريدها له حرصا على مصلحة البلاد التي لا نريد أن تُلطخ إلى هذا الحد، واش أعباد الله الحرب في اليمن والأمة عندها قضايا كبرى واحنا ندابزوا على القبر§ حشومة كاع هاد الشيء!” لا أخفيك أنني أجد حرجا في الحديث في هذا المشكل.

مقترحة :