آراء

يا عزيزي كلنا داعش !

مراد لمخنتر

يبدوا أن جل البلاد الإسلامية لحد الساعة تندد وتشجب ما تقوم به داعش من تقتيل وذبح واغتصاب للنساء، الكل يقول أن ما تقوم به هذه الجماعة مرفوض ولم يأتي به الإسلام. نعم نتفق معهم بأن هذه الأفعال لا تمت بصلة إلى الإسلام وهو برئ منها، لكن لا يجب أن نتوقف هنا ونصمت، دعونا نمحص ما نعتقده أولا قبل الحكم على داعش بالضلال، ونرى أوجه اختلافنا مع داعش. فهل صحيح أننا نختلف معها؟

ليس تنظيم الدولة تنظيم غريب عنا وعن تاريخنا الإسلامي، فقد وجدت جماعات عديدة تحمل نفس فكرها ونفس سلوكها، وستكون جماعات أخرى في المستقبل لها نفس الفكر ما لم نراجع فكرنا ونصوصنا الدينية. فمن الطبيعي أن تسبي داعش النساء وتجعلهم جواري وإيماء للنكاح وملك يمين، مادام القرآن لحد الآن يتحد ث في 50 آية عن الايماء والجواري، هم يطبقون هذه الآيات، ومن يختلف معهم يجب عليه الإقرار بأن تلك الآيات لا تصلح لهذا الزمان، وأن تغير الواقع قد نسخها.

ما تقوم به داعش الآن من هجوم لنشر الإسلام وتأسيس دولة إسلامية في العراق والشام وكل ما يتبع ذلك من تقتيل وسبي وضرب للأعناق، ليس غريبا عن تاريخنا بل إن العرب المسلمين قاموا بنفس الفعل فيما يسمى الفتوحات أو الغزو فقد غزى موسى ابن نصير وعقبة بن نافع المغرب وقتل وشرد، وآلاف نساء البربر سبي إلى الشرق بخلفية دينية، وقد ظل المغرب بلاد حرب رغم أنهم أسلموا وذلك لتبقى تجارة الرقيق وسبي النساء مفتوحة….وكذلك بنفس الطريقة استعمرت مصر وباقي الدول ….. وهذا موثق وتجمع كل المراجع على هذا التوصيف، والواجب فصل التاريخ البشري بما له وعليه عن الدين، حتى نغلق باب التقليد.

داعش تطبق النصوص الإسلامية التي تجمع عليها أغلب التيارات الإسلامية، تطبق الخلافة كنظام للدولة الاسلامية وهو ما تتفق عليه الجماعات الإسلامية شرقا وغربا، على اعتبار أن الخلافة موجودة في الأحاديث الصحيحة. و كذلك تجد داعش مرجعيتها العنيفة في آيات القتال، فهي تطبق آية« ‫‏فإذا‬ لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ». فإما حديث الخلافة غير صحيح والآية لم تعد صالحة لهذا الزمان أو أننا كلنا داعش أو مشروع داعش.

ما أود قوله من هذه المقالة المختصرة هو أننا نحمل نفس فكر داعش، فقط داعش مرت الى الفعل ونحن مازلنا في القوة حسب تعبير الفلاسفة. علينا أن نراجع نصوصنا ومقرراتنا من أجل اجتثاث وتجفيف منابع الإرهاب، وقد أسس مجموعة من المفكرين المعاصرين لهذا الطريق كالمفكر الإسلامي محمد شحرور والمرحوم جمال البنا.

مقترحة :