آخر ساعة

رهائن قضية زائفة

تعيش مخيمات لحمادة في الآونة الأخيرة على إيقاع الانتفاضات والاحتجاجات المتوالية, بعد أن أزيح الستار عن قضايا فساد قادة البوليساريو و ذويهم و المحسوبين عليهم.

وفي هذا السياق ننقل من قلب المخيمات شهادة حية معبرة عن حقيقة الأمور التي ظلت لعقود داخل الستالاك الكبير من الطابوهات التي لا يجب الخوض فيها بل يمنع حتى التلميح بوجودها إلى ان طفح الكيل وانقشعت الغشاوة عن أعين المحتجزين خاصة شباب التغيير الذين وعوا بالواقع الا وهو كونهم رهائن قضية زائفة يتم استغلالهم من خلالها قصد الابتزاز من قبل عصابة منظمة تخدم مصالحها وأجندة أسيادها وصانعيها سكان قصر المرادية وهو ما يفسر مكابرة هده الطغمة أملا في إطالة أحكام قبضتها الحديدية بدعوى الحفاظ على ” الثورة” .

إن “واقع الفساد، و أسلوب اللامنطق والقبلية هو الحقيقة التي أصبحت تفرض نفسها على عقول كل المحتجزين الذين ضاقوا درعا بالأكاذيب والزور وتزييف الحقائق. تطغى الانتقائية في توزيع المهام والمناصب حتى الصغرى منها، ليس بناء على مبدأ الصالح والأصلح بل انطلاقا من المحاباة والتزلف والطاعة العمياء في خدمة أولياء النعم.

ويؤكد س.ج احد قادة شباب التغيير من داخل مخيمات لحمادة في هذا الصدد “إن ما يحز في النفس أكثر هو عندما توجه لنا انتقادات تضرب في العمق ضلوع القيادة في تسييرها للشأن المحلي والاعتماد على رموز الفساد الذين تعروا أمام القاضي والداني بسياستهم الخبيثة التي لا تمت للمجتمع الصحراوي بأية صلة”.

كما تؤكد “ا.ج” “ليست هناك سياسة صالحة لكل العصور، وبقاء نفس الوضعية مند عشرات السنين تخالف كل العقول، فلماذا نحن دون البشر مصابون بهذا الوباء السياسي، حتى ظن العالم أن مجتمعنا مصاب بعقم يستحيل عليه إنجاب الكوادر والنخب المقتدرة، والحقيقة غير ذلك ليست مسالة انعدام الطاقات الواعدة بقدر ما نحن مجتمع امتهن منذ الظهور رعي الإبل يجوب تخوم الصحاري وراء القطعان، وحينما تغير نمط العيش تغيرت العقليات وحينما أصبحنا، إدارة و قيادة أصيبت هذه الأخيرة بمرض السلطة وحب الكراسي غير مكترثة لما ستؤول لها الأوضاع إذا ما استمرت هذه السياسة، وان ’’القضية ‘‘ انحرفت عن مسارها الطبيعي وأنها متجهة إلى الهاوية”.

تستمر هذه الشابة الصحراوية في تحليل الوضع فتقول “هذا مجرد نمودج من الواقع المعاش فهناك مجموعة من الممارسات اللا أخلاقية التي ساءت بشكل كبير للمجتمع الصحراوي والتي كان بطلها في اغلب مشاهدها الخبيث ووسيط الدعارة بدون منازع “عمر بولسان” الذي اتخذ من اللقاءات التاطيرية والتكوينية لجبهة البوليساريو وكرا للدعارة وملاذا الأصحاب النزوات الغريزية بما فيها نزواته بطبيعة الحال، وامتهن القوادة لإرضاء ذوي النفوذ وأسيادهم وشراء ودهم ورضاهم عليه، بحيث لم يكن يهمه الوفد القادم المكون من الطبقة المثقفة من الصحراويين من اجل تلميع صورة ’’القضية‘‘ أمام الوفود الأخرى في أكثر من مناسبة، فمعظم أعضاء الوفد هم أشخاص مختارون بعناية من طرف عمر بولسان وهم من بين أذنابه وحاشيته وفي حالات أخرى انتقاءا قبليا محض.

وقد اختلط هنا الحابل بالنابل، ونعني بهذا الأمر أن وسيط الدعارة عمر بولسان قام باستقطاب الكثير من الصحراويات خاصة الحسناوات منهن مستغلا في ذلك ظروفهن الاجتماعية و المعيشية المزرية، وقد عمل صديقنا هذا، عامل محطة البنزين سابقا على تكوين شبكات الدعارة والقوادة من اجل توفير جميع الظروف الملائمة لممارسة جميع أنواع الرذائل وخير دليل على ذلك الممارسات اللا أخلاقية التي تشهدها الدورة الحالية للجامعة الصيفية ببومرداس الجزائرية لإطارات جبهة البوليساريو التي لم تحمل منها سوى الاسم الظاهري والباطن كان أعظم.

فإذا كان فاقد الشيء لا حول ولا قوة له فلا تنتظر منه العطاء، فما عسى أن تفيد به الانتفاضة الإطار في القوادة واختيار المومسات على المقاس والطريقة البولسانية المسماة “فكة بداد” و صديقتها في الفساد “نعيمة الصوفي” وغيرهن من بائعات الهوى في سوق النخاسة الذين واكبوا إشغال الجامعة الصيفية لكن خارج البرنامج المعلن عنه، فقد اغتنم بولسان الفرصة وخلو الجولة لتنفيذ قوادته السياسية لإرضاء أسياده وتلبية رغبات بعض المسئولين الجزائريين ولأجل هذا الغرض ثم رصد موارد مالية مهمة من أموال ’’الانتفاضة‘‘ وموارد بشرية من الأطر الصحراوية.

يقول ”ج.ح” احد رموز شباب التغيير “لتعلم القيادة أن القادم من الأيام سيكشف بالملموس أن اغلب الأشخاص الذين يحركهم ممثلهم في مكتب كناريا عمر بولسان لا يفهمون شيئا، وإنهم بأساليبهم التقليدية التي أكل الدهر عليها وشرب والتي لا وجود لها في عصرنا هذا في قاموس ’’النضال‘‘.

ليعلم عمر بولسان أن الشمس لن تحجب بالغربال و أن احسن ما يمكن أن يقدمه للصحراويين هو أن تكف عن الحديث عن الشجاعة وهو بعيد عن الميدان فأخطاءه أصبحت سهاما يرمي بها في المحافل الدولية ونقاطا سوداء تفضح واقع المتاجرة بمعاناة شعب رابط في اللجوء قرابة أربعة عقود هجر الأهل والأحباب وتحمل قساوة المناخ والظروف الغير إنسانية”.

إن” القضية” التي حكم عليها التاريخ والمنطق بأن تولد ميتة، وقد أصبحت الحناجر والأصوات تتعالى في المخيمات، بعد أن زالت الغشاوة عن أعينهم ليروا المزاعم و الأكاذيب تتهاوى كورق التوت، و تبينوا واقعهم الذي لاريب فيه وهو أنهم رهائن الابتزاز، لا يساهمون في الواقع سوى في تضخم أرصدة المنتفعين من معاناتهم في الابناك الأوروبية والجنوب أمريكية.

مقترحة :