ثقافة وفن هام

فن “التبوريدة” يزين المعرض الدولي للفروسية بالجديدة

بعروض من فنون “التبوريدة” الاستعراضية التقليدية، مساء الأربعاء 14 أكتوبر، تواصل المعرض الدولي للفرسية بالجديدة، حيث تنافس الخيالة (الفرسان) في “سربات” (فرق خيالة) من مناطق مختلفة من المغرب في إظهار فنون الاستعراض بالخيول.

ويحاكي الخيالة بذلك معارك التحرير واحتفالات الانتصارات، ممتطين أجود الخيول، تكسوها سروج مزركشة ومطرزة، ومرتدين أزياء مغربية تقليدية، وهم يحملون بنادق محشوة بالبارود.

وشارك في هذا الاستعراض 18 “سربة”، كل واحدة منها مكونة من 15 خيالاً (فارساً)، تمثل جهات ومناطق المغرب المختلفة، تتمايز من حيث ألوان ملابس الفرسان، وسروج الخيول.

ويقود كل سربة قائد يسمى “العلام”، يتوسط بخيله أفراد السربة، ويتميز عنهم بلباس مختلف، كما يتمز خيله بسرج مختلف عن سروج خيول باقي الأعضاء، وتنسب السربة إلى قائدها “العلام”، أو إلى المنطقة التي تنتمي إليها.

مع إعطاء “قائد السربة” (العلام) إشارة البداية تنطلق الخيول المدربة في الركض دفعة واحدة، وينفرد الخيالة المتحدرين من مناطق أمازيغية بترديد أهازيج تعبر عن أمجاد فرقتهم وبطولات منطقتهم.

مع الركض يقوم الخيالة بحركات استعراضية ببنادقهم، تختلف من سربة إلى أخرى، وحين الاقتراب من خط الوصول يستعد الخيالة لإطلاق البارود بشكل جماعي، فمعيار نجاح “حركة سرب الخيالة” هو سماع الجمهور لطلقات بارود الفرسان وكأنها طلقة واحدة.

وبينما تختار بعض “السربات” أن تطلق البارود في الهواء إلى الأعلى، تختار “سربات” أخرى أن تطلقه إلى الأرض، ومتى نجحت الفرقة في توقيع عرضها باستعراض يتناغم فيه أداء كل أعضاء الفرقة تتعالى هتافات تشجيع الجمهور، الذي تابع أطوار هذا الاستعراض في مدرجات الحلبة التي احتضنته.

أعراب داداوي، مهندس زراعي متخصص في الإنتاج الحيواني ومسؤول عن قطاع “التبوريدة” بمعرض الفرس، قال إن “التبوريدة في الأصل طريقة للفرح، وهي الآن طريقة لرد الاعتبار للمجاهدين القدامى في الحروب، والتي كان للحصان فيها مكانة مهمة”.

وأضاف أن “فنون التبوريدة طرق كثيرة تختلف من منطقة إلى منطقة، حيث إنه مثلاً في المناطق الصحراوية تكون طلقة البارود في اتجاه الأرض، لأنهم يوجدون في مناطق رميلة، في حين أن مناطق أخرى يطلقون البارود في السماء، كما يختلفون في طريقة مسك البندقية، ولجام (عقال) الحصان، ونوعية وجودة السروج، وغيرها من التمايزات الدقيقة، لكنها كلها تندرج في مسمى التبوريدة”.

الدورة الثامنة للمعرض الدولي للفرس بالجديدة ، تتواصل إلى 18 من الشهر الجاري وتعرف هذه الدورة التي تنظم تحت شعار “الفرس.. فنون ومهن”، تنظيم مسابقات ومباريات دولية ومحلية، بمشاركة متنافسين محترفين من المغرب وخارجه، وعروض استعراضية من فنون “التبوريدة” (استعراض يحاكي معارك التحرير واحتفالات الانتصار).

وتشهد الدورة تنظيم المباراة الدولية لجمال الخيول العربية، التي قال المنظمون إنها تخضع لقوانين منظمة المؤتمر الأوروبي للحصان العربي، ويشارك فيها زهاء مائة من الخيول في ملكية مربين ينتمون إلى عدة دول من أوروبا والشرق الأوسط.

كما تشهد تنظيم المباراة الدولية للقفز على الحواجز، والتي تضم 27 مباراة من فئة 3 نجوم، والتي تضم 9 مباريات تندرج ضمن قائمة “لونجين” الخاصة بالجامعة الدولية للفروسية من بينها 3 جوائز مؤهلة لكأس العالم.

هذا وتنظم البطولة الدولية للخيول البربرية المنظمة تحت رعاية المنظمة العالمية للحصان البربري، ويشارك فيها حوالي ستين من الخيول المنتمية إلى بلدان شمال إفريقيا وبعض الدول الأوروبية.

يضاف إلى ذلك تنظيم محاضرات علمية في تاريخ وفنون والاقتصاد المرتبط بالفرس، وعروض ترفيهية وتعليمية للأطفال والزوار.

ويشارك 92 عارضا في الدورة الثامنة للمعرض الدولي للفرس بالجديدة، من المغرب بينهم مؤسسات عمومية مدينة وعسكرية وشركات خاصة، ومن دول عربية وأوربية بينها الإمارات والسعودية وسلطة عمان والجزائر وتونس، وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا وهنغاريا ورومانيا.

وحلت البرتغال ضيف شرف هذه الدورة من المعرض.

مقترحة :