تشهد اليوم الاحد ، خمس مدن كاطالونية وهي برشلونة وتراغونا ( جنوب) وليدا ( غرب) وسالت (شمال) وبيرغا ( ضاحية برشلونة) ، مظاهرات شعبية حاشدة لإحياء العيد “الوطني” لكاطالونيا ( شمال شرق إسبانيا) .
وكانت هذه المظاهرات التي يطلق عليها ” لاديادا” ، والتي تنظم في 11 شتنبر من كل سنة ” بمشاركة مئات الالاف من الاشخاص ، تقام في السابق في برشلونة لوحدها قبل أن يتم هذه السنة إشراك مدن أخرى في هذا الاقليم الذي يعتبر من الاكثر تطور في إسبانيا .
واختار منظمو هذا الحدث ، الجمعية الوطنية الكاطالانية وأمومنيوم الثقافية ، وهما من أقوى الهيئات المدنية المطالبة بانفصال الاقليم عن إسبانيا ، شعارات “الحرية” لمظاهرة برشلونة ، و”التقدم” لمظاهرة تاراغونا، و”التوازن الإقليمي” لمسيرة ليدا ، و “العدالة الاجتماعية” لسولت ، و”الثقافة” لبيرغا.
وتحاول الاحزاب والتيارات الانفصالية في كاطالونيا ، من خلال مظاهرات هذه السنة الضغط على الحكومة المركزية في مدريد ، وإظهار القوة الضاربة لمؤيدي الانفصال خاصة في ظل الازمة السياسية التي تعيشها إسبانيا بسبب فشل تنصيب رئيس حكومة جديد .
وعلى الرغم من الاحتفالية التي تميز هذا اليوم فإن المواطن الكاطالوني لا ينتظر الشيء الكثير من هذا الحدث ، وذلك بسبب الموقف الصارم للحكومة المركزية في مدريد ، التي ترفض أي حديث عن انفصال الاقليم عن الوطن الام .
و كما كان الامر بالنسبة ل ” ديادا” 2015 ، فإن كل المؤشرات توحي بأن سنة 2016 ستعرف استمرار الازمة السياسية والمواجهة مع الحكومة المركزية .
فجل المراقبين يعتبرون أن موازين القوى لا تميل لأي طرف في المعادلة السياسية في هذه الجهة وبالتالي ، فإنه من المستبعد أن تتغير ملامح الصراع السياسي في غياب اتفاق تاريخي بين مدريد وبرشلونة.