آراء

الصناعة الخفية لسكوت المثقفين .. مفاعيل النيوليبرالية في الحقل الاكاديمي

لم يكن سكوت المثقفين والجامعين والأساتذة اختيارا، فهم يرغبون في النقاش العمومي، وفي تقديم وجهات نظرهم كما حال زملائهم في باقي الدول، لكن هناك أكثر من عائق يمنعهم من ذلك. يتمثل أول عائق في مساهمة المؤسسات الجامعية في بناء عقيدة لدى هؤلاء مفادها أن الأهم، ليس النقاش العمومي، وإنما الحصول على استشارات الدولة، بله المنظمات الدولية، والحصول على منح البحث أو النشر في المجلات المحكمة، وفي دور النشر الكبيرة، وفي نفس الوقت تكون لدى هؤلاء سلوك التنقيص من كل من يناقش العموم ويحاوره، وقد انتشر في أوساط الاكاديمين توصيمات للأستاذ الجامعي والباحث المشارك في النقاش العمومي، والذي يظهر في الإعلام ويكتب في الجرائد وصفحات التواصل.
يتعلق الأمر هاهنا بمفاعيل الليبرالية الجديدة التي سارت في أوصال الجامعة، وجماعات الباحثين، والتي يقيس على أساسها الباحثون أنفسهم، فالباحث والاكاديمي هو الذي يحصل على الاستشارات وينشر في المجلات المحكمة فقط، وغالبا ما يصاب هؤلاء بالعجز للوصول لهكذا هدف، كما أنهم لا يحصلون على الاستشارات العمومية، و لا يقدرون على النقاش العمومي. وهكذا أحبطت النيوليبرالية الباحثين، احباطا منعهم من الانخراط في المنطق الليبرالي من جهة، ومن النقاش العمومي من جهة أخرى؛ إذ أصبحوا في حالة العجز التام
لقد انتبه السوسيولوجيون إلى أثر النيوليبرالية حول سلوك الباحثين، فقد نظر مايكل بوراووي لسوسيولوجيا العموم، التي تستهدف العموم البادي للعيان وتحاوره. وتدافع عن حقوقه، كي لا تتركه فريسة المقاولات ومختلف أشكال
السلطة.

مقترحة :