آخر ساعة

منتدى الحقيقة والانصاف بأگادير يخلد الذكرى الأربعينية لوفاة المناضل بوزاليم

يعتزم فرع جهة سوس ماسة للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والانصاف،تنظيم حفلا تأبينيا للمقاوم محمد كجاج الملقب باسم بوزاليم.

وذلك يوم السبت 10نونبر الجاري، بقاعة العروض محمد خير الدين بأگادير، ابتداء من الساعة السادسة مساء.

ويذكر أن المناضل بوزاليم لعب أدوار طلائعية في التاريخ السياسي المغربي، ولد حوالي سنة 1926 بدوار أغبالو التابع لقيادة أسكاون بدائرة تالوين بإقليم تارودانت، من والده أحمد بن محمد ووالدته فاطمة بنت محمد.

ويقول المؤرخ محمد لومة “إن محمد كجاج نزح من المدشر سالف الذكر صوب الدار البيضاء حوالي سنة 1941م، للعمل في عدد من المهن اليدوية البسيطة التي لا تتطلب مستوى تعليمياً معيناً، من أجل مساعدة عائلته على مواجهة متطلبات العيش، وأيضاً لتأمين قوت يومه كباقي أترابه في نواحي إقليم تارودانت، حيث لا تسعف الفلاحة البورية الشحيحة في ضمان الحد الأدنى من متطلبات العيش آنذاك.

ارتبط بوزاليم، في وقت مبكر وتحديدا في سنة 1946م ، بحزب الاستقلال على يد أبو الشتاء الجامعي والهاشمي الفيلالي، ثم انضم إلى منظمة “اتحاد الجنوب” لروادها الوطنيين الأوائل ومنهم عبد الله الصنهاجي وحميدو الوطني، والتي تشكلت لتخفيف معاناة العائلات السوسية من تحديات ومظالم الإقطاع المحلي وأسياده المستعمرين.

قادته علاقاته الوثيقة مع بعض الوطنيين السوسيين في الدار البيضاء إلى الارتباط بخلايا “المنظمة السرية”؛ ولكن انكشاف أمره في أعقاب مشاركته في عدد من العمليات الفدائية جعل قيادة المنظمة تقوم بترحيله إلى ضيعة فلاحية بمحاذاة وادي إيكم في ضواحي مدينة الرباط، كانت المنظمة قد اتخذتها ملجأ لمناضليها المبحوث عنهم من لدن البوليس الاستعماري، حيث تمكنوا من الاختباء لبعض الوقت في انتظار نقلهم إما إلى المنطقة الخليفية في الشمال، وإما إلى مدينة إيفني في الجنوب.

ويضيف لومة “لأنهم لم يتخذوا ما يلزم من الحيطة والحذر، تعرضت هذه الضيعة للمداهمة، ليجري اعتقال كل من محمد كجاج “بوزاليم” والمحجوب الطباخ ومحمد المذكوري وعسو وبوشعيب؛ وهو ما سيقود سريعاً إلى اعتقال كل من الحسين الزعري والفقيه الخنبوبي وغيرهما. وقد حكمت عليه المحكمة الاستعمارية بعد ذلك بعشرين سنة سجناً نافذاً، ومثلها نفياً عن منطقة الرباط.

وبعد الإفراج عنه، غداة نيل بلادنا لاستقلالها الوطني، عمل فترة قصيرة في مكتب المقاومة بدرب الطلبة بالدار البيضاء والذي كان مثل الإدارة المؤقتة المنوطة بها شؤون قدماء المقاومين وذويهم، وكذا شؤون المنظمات الفدائية وتدبير مهام وأنشطة جيش التحرير في الجنوب المغربي. كما كان من أعضاء أول مجلس وطني للمقاومة في غشت 1956م.

في أواخر سنة 1957م، عيّن محمد كجاج “بوزاليم” مسؤولا عن مستودع الأسلحة والذخائر لجيش التحرير في كولميم، وظل يعمل هناك مشاركا في عملياته التي تصدت ببطولة للجيش الاستعماري الإسباني، إلى حين تفكيك وحدات هذا الجيش واندماجه في القوات المسلحة الملكية.

ارتبط محمد كجاج “بوزاليم” بمجموعات المغتربين والمنفيين في الخارج إبان ما عرف بسنوات الرصاص، حيث ورد اسمه في محاكمات الحركة الاتحادية فيما عرف باسم مؤامرة 1963 وفي محاكمة سنة 1973 التي عَرفت باسم محاكمة الشهيد عمر دهكون… مما أجبره على مغادرة الوطن، في اتجاه الجزائر التي استقر فيها حوالي سنتين ثم ليببا التي لم يمكث فيها طويلا، قبل التوجه إلى فرنسا التي كانت مقرا لمنفاه السياسي، قبل العودة في مطلع التسعينيات إلى وطنه بعد صدور العفو السياسي.

مقترحة :