وطنيات

قمة أفريسيتي: الفلاحة رافعة أساسية للتنمية بالمناطق الافريقية

أكد مشاركون في أشغال ورشة منظمة، اليوم الأربعاء، في إطار اليوم الثاني من أشغال الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية “أفريسيتي 2018″ ، الملتئمة حاليا في مراكش ،أن الفلاحة المستدامة تشكل رافعة أساسية للتنمية سواء للمدن أو الحكومات المحلية الافريقية .

ودعوا خلال هذه الورشة التي تطرقت لموضوع ” الاسترتيجيات المحلية من أجل تغذية و فلاحة مستدامة ” إلى اعتماد سياسات عقلانية للنهوض بالقطاع الفلاحي المحلي في مختلف تجلياته و مساعدة الساكنة القروية خصوصا على الاستقرار في اراضيها و استغلالها على الشكل الامثل لانتاج الثروة و خلق فرص الشغل.

وأبرز عمدة مدينة برازافيل ( جمهورية الكونغو ) كريستيان روجي أوكيمبا، في هذا السياق ، أن المواد الغذائية الفاسدة أو المنتهية الصلاحية التي تصل الى المدينة أضحت تمثل مصدر قلق للسطات المحلية باعتبارها تهدد الصحة العمومية ، مبرزا أنه تم تكثيف عمليات مراقبة المواد الغذائية القادمة من خارج البلاد و تشجيع الفلاحين المحلين على الانتاج في أفق تطويق هذه الظاهرة .

وأوضح أنه تم اعتماد سياسة القرب لدعم هؤلاء الفلاحين من خلال خلق مجموعة من الأسواق النموذجية في عدد من أحياء مدينة برازافيل ، التي تعرض المنتوجات المحلية، و إدراج التربية الفلاحية كمنهج دراسي جديد في المنظومة التربوية و الديتاكتيكية لفائدة المتمدرسين ، مع القيام بحملات في أوساط الساكنة لتوعيتهم من جهة بالخطورة التي تمثلها المنتوجات المنتهية الصلاحية، ومن جهة أخرى دعوتهم للانخراط في المجهود المبذول لتشجيع استهلاك المنتوجات المحلية .

وبدوره ، تطرق ممثل عن جمعية الجهات في بوركينافاصو ، إلى المشاكل التي يعانيها الفلاحون المحليون سواء في استغلال أراضيهم أو تسويق منتوجاتهم ، مبرزا أنه لمواجهة هذه التحديات ، اعتمدت السلطات المحلية استراتيجية تقوم على أساس استصلاح الأراضي التي تعاني من آثار التنغيرات المناخية بالنظر لكون بوركينافاصو من بلدان المنتمية لمنطقة الساحل و الصحراء . كما تقوم على عقلنة استغلال الموارد المائية ، و الغاية من ذلك ، يضيف المسؤول ذاته ، تشجيع الفلاحين على الاستقرار في أراضيهم و تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الفلاحية الغدائية .

من جهته ، استعرض الشيخ سار ، المسؤول المحلي في العاصمة السينغالية دكار ، المشاكل الناجمة عن ظاهرة الهجرة القروية و زحف الإسمنت وآثارها في تضييق حجم الأراضي الفلاحية في المدنية، و بالتالي حصول خصاص في المواد الفلاحية المحلية ، مشيرا إلى أن السلطات المحلية وبتعاون مع منظمة الأغذية و الزراعة (فاو) بادرت إلى انشاء تعاونيات فلاحية و اعتماد التكوين و التكوين المستمر لفائدة الفلاحين لثنيهم من جهة عن هجرة أراضيهم و دفعهم إلى تطوير محاصيل منتوجاتهم كما وكيفا .

وتعرف الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية “أفريسيتي”، مشاركة أزيد من 3 آلاف منتخب من مختلف البلدان الافريقية، سينكبون على مناقشة موضوع “الانتقال نحو مدن ومجالات ترابية مستدامة: دور الجماعات الترابية الإفريقية”.

ويلتئم في هذا الحدث الهام، المنظم تحت الرعاية الملكية للملك محمد السادس، أكثر من 5 آلاف مشارك، من ممثلي تدبير الشؤون المحلية بإفريقيا، وشركاء ينتمون لمناطق أخرى من العالم، ووزراء مكلفون بالجماعات المحلية والسكنى والتنمية الحضرية والوظيفة العمومية، إلى جانب السلطات والمنتخبين المحليين والمسؤولين عن الإدارات المحلية والمركزية، ومنظمات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص.

ومن شأن هذه القمة، التي ستتواصل إلى غاية 24 نونبر الجاري، أن تكرس المكانة المحورية لإفريقيا المحلية في تحديد وتفعيل سياسات واستراتيجيات التنمية، والاندماج والتعاون بإفريقيا، فضلا عن اقتراح آفاق جديدة من أجل مساهمة أكبر للجماعات الترابية بالقارة.

مقترحة :