آخر ساعة

النضال المؤدى عنه واحتضار المشروع الانفصالي

إن المتتبع لمناورات البوليساريو والتي تستهدف أحدات البلبلة داخل التراب الوطني المغربي وخاصة بمدينة العيون وغيرها، يجد ان الجبهة تحاول يائسة بعث ما تسميه بفعاليات الانتفاضة من خلال تحريك أتباعها في مدن الأقاليم الجنوبية التي تعرف تمركزا لها و المتخصصين في إشعال فتيل الاحتجاج، من قبيل محمد علوات ومصطفى الميراس الناصري واعلينا مباركة واللائحة طويلة تزامنا مع تعيين المسمى “عبد الله ولد اسويلم” في مهامه على رأس مكتب كناريا والذي أصبح يسير على خطى من سبقه ويعتمد على نفس الوجوه التي تؤثث المشهد النضالي الفلكلوري بالمدن الجنوبية للمغرب.

 إن الاسطوانة المشروخة و التقنية البالية للبوليساريو في بعث تلك الاحتجاجات تعتمد على الأسلوب القديم والمتمثل في استغلال المناسبات التي يتفنن عملاء الانفصال في إخراجها على مقاسهم مقابل أموال الدعم المادي الذي يكون مصيرها جيوب مقاولي النضال، فيما يشبه نشاط المناولة من خلال القيام بكتابات حائطية مفرغة من كل دلالاتها السياسية، لدرجة أن السلطات لم تعد تكلف نفسها حتى عناء مسحها، وكذا تنظيم وقفات محتشمة تبعث على السخرية من طرف حفنة من مناضلات آخر ساعة كالتي حاولن يائسات تنظيمها يوم 25 من شهر نوفمبر بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ضد النساء ليتم تصويرها وإرسالها لقيادة المحتجزين في الرابوني   على أنها مظاهرات حاشدة وأعمال بطولية من اجل تبرير الدعم المحصل عليه.

 بعض المتتبعين يرون أن دار لقمان بقيت على حالها رغم ما وصل إليه ملف الصحراء المغربية من تطور وتأييد دولي وأممي، وأمام تراجع المشروع الانفصالي الذي يحصد الهزائم تلو الأخرى، كان آخرها تراجع الدول الأفريقية التي كانت إلى عهد قريب تؤيد هدا الكيان الوهمي الذي استغل عدم إلمام تلك الدول الأفريقية  بثنايا ملف القضية الوطنية، إذ قام الملك محمد السادس ببسط مضامينها أمام رؤساء تلك الدول وفضح دسائس الانفصاليين والجزائر بكسب رهان القضية وإعادة ربط العلاقات معها عن طريق فتح أوراش متعددة ذات طابع اقتصادي وتنموي.

 

    إن المشروع الانفصالي قد تراجع إلى الوراء و مسالة زواله هي مسالة وقت ليس إلا، لان ما وصلت إليه البوليساريو من عزلة ونقص المساعدات وتخلي الجزائر عنها لقلة عائداتها البترولية، هي كلها مؤشرات على بداية موت هذا الكيان الهلامي إضافة أن المراهنة على شبكة من المرتزقة داخل المدن الجنوبية المغربية، يسمون أنفسهم مناضلين ويتلقون أيضا أجورا شهرية ثابتة وعلاوات بين الفينة والأخرى من طرف مسؤولي مكتب البوليساريو بكناريا وغيرها مقابل ترك سكان مخيمات تندوف يعانون التشريد والجوع والظلم وفساد القيادة والدين يتطلعون إلى غد أفضل  وزوال المخيمات لن تجدي في أي شيء يذكر فيما يخص احتضار ما يسمى بالمشروع الانفصالي.

 

      إن واقع جبهة البوليساريو اليوم وعملائها في مدن العيون والسمارة يشبه مسرحية عبثية مخرجوها جماعة من المرضى النفسانيين يؤديها مجموعة من الممثلين والكومبارس من الشباب الجاهل لخبايا الأمور، فيما يبقى الجمهور المشكل من الفئة العريضة من المجتمع الصحراوي غير مبال أو مهتم بهذه العروض البئيسة، لعلمه برداءة السيناريو وسوء الإخراج وضعف الأداء و لعلمهم ان المشروع الانفصالي ذاهب إلى الزوال ولم يبق له أي صيت يذكر على الصعيد العالمي نتيجة الحصار المضروب عليه من طرف المغرب، والذي استطاع فضح دسائسه.

مقترحة :