وطنيات

بوعيدة : الدولة صنعت نخبا يطاردها سؤال من أين لك هذا؟

قال عبد الرحيم بوعيدة، رئيس جهة كلميم وادنون، أنه “منذ مدة طويلة وأنا أستمع إلى سؤال واحد هو ما الذي حققته هذه الجهة إلى الآن ؟ ولا أحد للأسف كلف نفسه عناء طرح سؤال مضاد، ما الذي يقع بالضبط داخل جهة كلميم وادنون”.
والجواب، في نظر بوعيدة في تدوينة له على الفايسبوك، مرتبط بسياقات متعددة منها ما هو متعلق بطبيعة الخطاب نفسه المتعلق بمشروع الجهوية، كما أطلقته الدولة وهلل له الإعلام حتى تحولت الجهة إلى بديل عن كل القطاعات يمسح فيها الكل اختصاصه ويحملها الكل ما لا طاقة لها به، والحال أن سنة كاملة من عمر هذه التجربة مرت في انتظار مراسيم وقوانين مؤطرة لمشروع أطلقته الدولة دون أن تضع الأسس الحقيقية للبناء الجيد للمشروع نفسه..
السياق الآخر مرتبط بطبيعة المجال الداخلي للجهة الذي أفرز نخبا سياسية استفردت بالساحة لسنوات طويلة، ولم تعد قادرة على تقبل وجود منافس آخر، فهي إما أن تضع قواعد اللعب أو تفسد اللعبة ذاتها، تماما كما في مباراة لكرة القدم بين الأطفال ، هذا الوضع الذي قوى بعض الأطراف وجعلها حاملة لكل المبادرات والمشاريع هو الذي قلب موازين المعادلة داخل الجهة وأفرغ المؤسسات المنتخبة من أي دور حقيقي مبني على مأسسة العمل إلى شخصنته وربطه بفاعل سياسي واحد، يستغل شبكة علاقات متشعبة تفسح له المجال للتحكم عبر آليات مادية في المجال الترابي ، ليتحول الكل لمتفرجين في الساحة السياسية أو بالأحرى مجرد ألقاب لمؤسسات معطلة بفعل صراع سياسي غير قائم على أي أساس ولا يخدم مفاتيح التنمية داخل الجهة” يفسر الكاتب.

وأضاف بوعيدة أن “هذا الوضع غير الصحي خلق للأسف تناقضات وتجاذبات سياسية أثرت بشكل أو بآخر على السير الطبيعي للعمل، وأصبح أكبر إنجاز يمكن أن تحققه الجهة في هذه السنة والنصف هو أن تجتمع أطيافها المختلفة لأن آليات القوة المتحدث عنها تعمل جامحة على تفتيت هذه القوى وضرب كل مبادرة جماعية للعمل، في أفق التخطيط لشل هذا المرفق العام وإظهار الرئيس والمكتب المسير بمظهر العاجزين عن التسيير، هذا العمل الذي شاركت فيه أطراف عديدة والتي سيأتي الوقت للتفصيل فيه، لم يعد مقبولا مستقبلا على إعتبار أن أي عرقلة لعمل الجهة ولتنميتها هو عرقلة لطموحات الساكنة ولإرادة صاحب الجلالة الذي أطلق مشاريع تنموية كبيرة في جهة كلميم وادنون لازالت للأسف لم تراوح مكانها”.
وأكد رئيس الجهة، أن الدولة نفسها هي من صنعت هذه النخب وقوتها على حساب الساكنة واليوم لم يعد مقبولا في ظل التوجهات الجديدة لصاحب الجلالة أن تستمر هذه النخب في هذا العبث السياسي خصوصا وأنها تجتر تاريخا حافلا بالمتابعات وعليها فقط أن تجيبنا على سؤال واحد من أين لكم هذا”.

مقترحة :