آراء

الغلوسي يكتب..البيجيدي غير قادر على طرح المشكل الحقيقي ببلادنا.. وهو غياب الديمقراطية

كتب القيادي بحزب العدالة والتنمية حامي الدين عبد العالي إن الحكومة الحالية هي حكومة الأقوياء وأن الأحزاب المشكلة لها غير حرة وغير مستقلة.
من يسمع مثل هذا الكلام سيعتقد أن حكومة عبد الإله إبن كيران هي حكومة الضعفاء والفقراء وأن ابن كيران كان يفاوض أحزاب قوية ومستقلة وأن الأحزاب المشكلة للحكومة السابقة هي غير تلك الموجودة في هذه الحكومة .
تتبعت الكثير من تصريحات بعض قياديي العدالة والتنمية بخصوص تشكيل الحكومة الحالية وهي تصريحات لاتنفذ إلى عمق المشكل والسبب في ذلك هو أن هؤلاء يعتبرون أن إعفاء ابن كيران هو انتكاسة لسيرورات ومسار الإصلاح الديمقراطي ببلادنا، وهو أمر غير صحيح ذلك أن لا أحد يمكن أن يقبل أو يصدق بأن رئيس الحكومة السابق يتوفر على برنامج يهدف إلى تعميق الإصلاح الديمقراطي، ذلك أنه وعلى العكس من ذلك فإن كل القرارات التي إتخذها إبن كيران هي في خدمة التوجه المناهض للإصلاح والديمقراطية ويكفي هنا أن نتذكر كيف يتم قمع الحركات الإحتجاجية ضدا على كل القوانين والمواثيق الدولية ذات الصِّلة بحقوق الإنسان وكيف أن ابن كيران رفع الراية البيضاء في مواجهة الفساد والإستبداد بقوله عفا الله عما سلف وبتنازله عن صلاحياته الدستورية بحثا عن رضا الدولة العميقة.
كما أنه إتخد  كل القرارات المؤلمة لشرائح واسعة من المجتمع المغربي، ولست في حاجة هنا إلى إستعراضها فالواقع لايرتفع كما أن المغرب في عهد حكومة ابن كيران صنف دوليا في مراتب متأخرة في سلم التنمية والشفافية والرشوة،كما تدهورت جل الخدمات العمومية في عهده (الصحة ،التعليم ،إرتفاع البطالة ،تراجع الإستثمار….)
إن حزب العدالة والتنمية في شخص بعض قياديّيه يتفادى أو  بالأحرى غير قادر على طرح المشكل الحقيقي ببلادنا والمتمثل في غياب الديمقراطية وأسس دولة الحق والقانون والتي لايمكن أن تكون إلا في ظل ملكية برلمانية.
على حزب العدالة والتنمية أن يتوقف عن التسويق لنقاش مغلوط نقاش عبارة عن بوليمك وجدل سياسي وتصريف لردود الأفعال عن إعفاء إبن كيران وإلا لماذا قبل هذا الحزب الإنخراط فيمايعتبره حكومة الأقوياء المشكلة من أحزاب أغلبها بمثابة رجع الصدى للسلطوية في بلادناورغم ذلك لم يختر مواجهة هذاالتوجه بخط سياسي واضح يفصل بين من لهم مصلحة في الديمقراطية ومن يسعى إلى الخلط والتضليل وهما من أخطر الأساليب كما قال الشهيد عمر بن جلون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *