مجتمع

رئيس تجمع مسلمي بلجيكا: نسعى للتعريف بالنموذج المغربي للتدين بأوروبا

قال صلاح الشلاوي، رئيس تجمع مسلمي بلجيكا، إن النموذج المغربي للتدين متفرد، مؤكدا على أن التجمع يعمل على التعريف بالأسس الفقهية والفكرية والفلسفية لهذا النموذج في بلجيكا وبلدان أوروبية أخرى.

وأوضح الشلاوي أن النموذج المغربي للتدين هو نتيجة لإرث حضاري راكمه المغرب على مدى عصور سادها العيش المشترك والاحترام المتبادل بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، ” فهذا النموذج في التدين وأسسه الفكرية والفلسفية والفقهية نريد أن يصل ويستثمر في بلجيكا وبلدان اوروبية أخرى”.

وشدد على أن المغرب هو البلد الوحيد الذي ينعم بالاستقرار الروحي والديني بالإضافة إلى استقراره السياسي في منطقة تعيش على وقع الاضطرابات.

وللحفاظ على الروابط الروحية والدينية لأفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا مع وطنها الأم، تشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بتنسيق مع تجمع مسلمي بلجيكا على إيفاد أئمة ومرشدات لإمامة الصلوات وإلقاء محاضرات بمختلف المساجد خلال شهر رمضان.

ويؤكد الشلاوي في هذا الإطار ” أن الهدف من استقدام هؤلاء الأئمة والوعاظ هو الحفاظ على التواصل الروحي مع البلد الأم وكذا على الثوابت الدينية التي نؤمن بها جميعا كمغاربة وعلى رأسها إمارة المؤمنين ووحدة المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف”.

وقال إن المغاربة ينتظرون بشغف كبير قدوم الأئمة والوعاظ والمرشدات خلال شهر رمضان من أجل إمامة صلاة التراويح وتأطير المسلمين داخل المساجد.

وشدد على حث الوعاظ والمرشدات القادمين من المغرب على ضرورة التركيز على النموذج المغربي في التدين والقائم على الوسطية والاعتدال، مشيرا إلى أنه ” لا يكفي أن نقول إن النموذج المغربي نموذج وسطي لكن ينبغي أن نشرح للآخر ما هي الأسس التي يقوم عليها هذا النموذج ولماذا الإسلام المغربي له خصوصيات مثل عدم تكفير وإقصاء الآخر، فهذه أمور يجب أن يناقشها الوعاظ والأئمة لذلك نحن نضع برنامجا للوعظ نختار فيه مجموعة من المواضيع التي ينبغي أن يلتزم بها الوعاظ والمرشدات “.

ويضطلع تجمع مسلمي بلجيكا بدوره في تدبير الشأن الديني في إطار احترام القوانين المؤطرة للعقائد وممارسة الشعائر الدينية في بلجيكا.

ويقول الشلاوي الذي يرأس في نفس الوقت الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا التي تعمل تحت وصاية وزارة العدل الاتحادية، والتي تعتبر الهيئة الممثلة لمسلمي بلجيكا ” تجمعنا بالسلطات البلجيكية علاقة ثقة ونتواصل معهم باستمرار على أعلى المستويات وخاصة وزارة العدل”.

وبعدما أشار إلى بعض الجهات التي ترى في الدور الذي يقوم به التجمع تدخلا في تدبير الشأن الديني داخل بلجيكا ، أكد الشلاوي أن التجمع يشرف على تدبير الأمور الدينية طبقا للقوانين والتشريعات البلجيكية في هذا المجال، مع الحفاظ على الارتباط الروحي مع المملكة المغربية ومرجعيتها الدينية.

وأبرز قائلا ” نحن كمغاربة في بلجيكا لدينا ارتباط بإمارة المؤمنين بالمغرب التي لها امتدادات تصل إلى أوروبا وإفريقيا وهناك عدد من المؤمنين الذين لديهم ارتباط بهذه المؤسسة في مختلف مناطق العالم “.

وتعتبر الجالية المغربية أول جالية مسلمة في بلجيكا ويناهز عدد المساجد المغربية في بلجيكا ال 150 مسجدا موزعة على المناطق الثلاث والوني وبروكسل والمنطقة الفلامانية.

وكان وفد يضم 67 من الأئمة والمرشدات قد حل الخميس الماضي ببروكسل لإمامة الصلوات وإلقاء محاضرات بمختلف المساجد وأماكن العبادة الإسلامية ببلجيكا خلال شهر رمضان.

ويضم هذا الوفد أئمة شباب وعلماء يحظون بتقدير كبير في صفوف المؤمنين بالنظر إلى تشبعهم بقيم الإسلام الحقيقي الذي يستمد تعاليمه من الثوابت الدينية المستلهمة من المذهب المالكي الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *