أكد عبد الرحيم عماني٬ رئيس المجلس الجهوي لأكادير سوس ماسة درعة٬ أن عدد السياح الألمان سجل تراجعا في السنوات الأخيرة بالنسبة لمدينة آكادير بعد أن انتقل من 250 ألف سائح سنة 1987 إلى 66 ألف و684 سنة 2012.
وأوضح عماني٬ بمناسبة مشاركة المجلس في المعرض الدولي للسياحة (إي تي بي) في دورته 47 في برلين٬ أن في ثمانينيات القرن الماضي لم تكن الطاقة الاستيعابية لأكادير تتجاوز ستة آلاف سرير٬ واليوم تضاعف العدد خمس مرات ليصل إلى 30 ألف سرير إلا أن المنطقة فقدت ثلاثة أرباع سياح السوق الألمانية.
واعتبر عماني أن هذا التراجع راجع لأسباب هيكلية وأخرى بنيوية٬ مشيرا إلى أن البنيوية تتمثل في المنتوج السياحي المغربي على العموم الذي لم يطور عبر تجديد الفنادق بالمدن المغربية٬ خاصة وأن المنافسة أصبحت قوية بعد أن كان المغرب في الثمانينيات لوحده في السوق الألمانية٬ مسجلا أن السياحة المغربية ينقصها أيضا جانب التنشيط والمرافق والمتاحف التي تستقطب اهتمام السياح.
أما الأسباب الهيكلية – يضيف عماني – فتكمن في الميزانية المرصودة للمكتب الوطني المغربي للسياحة التي لم تكن تتعدى سنة 1997 ثمانية ملايين درهم٬ معتبرا أنها “غير كافية للترويج وتسويق المنتوج المغربي في بلدان كألمانيا حيث توجد مندوبية واحدة للمكتب بديسلدورف٬ وأنه كان بدل ذلك تأسيس ممثليات في عدد من المناطق كما هو الشأن بالنسبة لتركيا وتونس”.
ويرى أن قطاع السياحة تنقصه إستراتيجية على المدى البعيد بدلا من استراتيجية سنوية وانتظار المكتب الوطني للسياحة للقانون المالي وما سيخصص له من دعم٬ مضيفا أن “الخطوط الجوية تساهم هي الأخرى في تراجع عدد السياح مؤكدا أهمية وضع خطة عمل واتفاق إطار لتنظيم رحلات سياحية إلى المغرب ترصد لها ما يناهز 500 مليون في السنة لتمكين المغرب من مداخيل تصل إلى 10 مليار درهم وتشغيل ما يفوق 50 ألف شخص إلى جانب العمل على الرفع من حجم أسطول الخطوط الملكية لأن 40 طائرة٬ بالنسبة إليه٬ غير كافية لرفع التحديات”.
وأضاف أن أسطول المغرب كان في ال20 سنة الماضية يتوفر على 27 طائرة مثل أسطول تركيا التي أصبح أسطولها اليوم يتوفر على 92 طائرة.
وخلص عماني إلى أن “المسؤولية يتحملها الجميع من حكومة ومواطنين وكذا المهنيين الذين لم يطوروا وسائل العمل التي أصبحت تعتمد أكثر على التقنيات الحديثة خاصة الانترنيت٬ مشيرا إلى أن 70 في المائة من الفاعلين السياحيين في بريطانيا يعتمدون على هذه التقنيات فيما تبلغ النسبة في ألمانيا أزيد من 50 في المائة”.