المغرب الكبير | هام

لماذا استدعت الجزائر السفير المغربي لديها؟

قال مسؤولون من الحكومة والمطار، الأحد 24 يناير 2016، إن السلطات الجزائرية اعتقلت أكثر من 200 مغربي في مطارات البلاد واستدعت السفير المغربي لشرح زيادة “غير معتادة” في أعداد المغاربة الذين يحاولون فيما يبدو عبور الحدود إلى ليبيا.

ولم توضح وزارة الخارجية أو مصادر في المطار لماذا ألقي القبض على المغاربة، لكن كثيراً ما تتوتر العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب بسبب قضايا تتعلق بنفوذهما في المنطقة وبالتعاون.

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان نشرته وكالة الأنباء الجزائرية “تم إطلاع السفير المغربي على مسألة التدفق المكثف وغير العادي لرعايا مغربيين قادمين من الدار البيضاء باتجاه ليبيا عبر الجزائر الذي لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة”.

وأضاف البيان دون الخوض في مزيد من التفاصيل “السياق الأمني الراهن بالغ الحساسية يستدعي التحلّي بيقظة كبيرة”.

ولم تذكر الوزارة الاعتقالات، لكن مصدراً أمنياً في مطار الجزائر قال إن 270 مغربياً اعتقلوا مساء أمس السبت، وقال المصدر إن المغاربة اعتبروا مشتبهاً بهم لأنهم لا يحملون إقامة قانونية في ليبيا ولكن لم يتضح ما إذا كانت لهم صلات بتنظيمات متشددة.

ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين مغاربة للتعليق على الاعتقالات.

وتشكّل ليبيا بالتحديد مصدر قلق إقليمي منذ أن أوجد تنظيم “الدولة الإسلامية” لنفسه موطئ قدم هناك، وطلب مجندين أجانب خاصة من دول شمال أفريقيا، في الوقت الذي تبني فيه تونس الواقعة بين الجزائر وليبيا جداراً أمنياً على امتداد حدودها مع ليبيا في محاولة لوقف عبور المقاتلين المتشددين.

وأصبحت الجزائر شريكاً مهما في الحرب التي يخوضها الغرب على الجهاديين في شمال أفريقيا، بعد حروبها في تسعينيات القرن الماضي التي قتل فيها أكثر من 200 ألف شخص، وساعد المغرب كذلك وكالات المخابرات الفرنسية والأوروبية بعد هجمات متشددين على باريس العام الماضي.

وتوجه أكثر من 3 آلاف تونسي ومئات المغاربة للقتال في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” وجماعات أخرى في سوريا والعراق. ولكن خبراء يقولون إن ليبيا أصبحت أكثر جذباً للجهاديين من شمال أفريقيا فيما يرجع جزئياً إلى الحدود غير المحكمة والفوضى الداخلية.

وزاد بالتدريج تواجد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ليبيا فاستولى على سرت وهاجم منشآت نفطية وشنَّ هجمات انتحارية مع انحدار البلاد في حالة من الفوضى في ظل تنافس حكومتين لكل منها جماعات مسلحة مؤيدة لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *