متابعات

بهذه الطرق يستقطب داعش الشباب المغاربة عبر الانترنيت

8000 هو عدد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) المنحدرين من المنطقة المغاربية، من بينهم 1500 مغربي، وذلك حسب أرقام تضمنها تقرير “صوفان للاستشارات الأمنية”، عام 2015، في حين سبق لمدير “المكتب المركزي للأبحاث القضائية”، عبد الحق الخيام، التأكيد في حوار مع صحيفة مصرية، أواخر السنة الماضية، أن “عدد الملتحقين المغاربة بمختلف التنظيمات هو 1609 شخص”.

وبالبحث في سبل تعرف هؤلاء على التنظيم واقتناعهم به لدرجة الانضمام إليه نجد عددا من الباحثين وحتى بعض العائدين من التنظيم ممن يؤكدون على الدور الكبير الذي يلعبه الإنترنت في استقطاب “داعش” لمقاتلين من مختلف أنحاء العالم.

ظلام الإنترنت

نور الدين حاتمي، المغربي العائد من سورية، أكد على الدور الكبير الذي يلعبه الإنترنت في “الترويج للفكر الداعشي”، إذ قال، إن “هذه الوسيلة توظف أساسا للتعريف بالفكرة والتأصيل لها، ولإيصال فكرة مفادها أن هذا المشروع هو قاب قوسين أو أدنى من التحقق” على حد تعبيره.

وعن تجربته الشخصية ودور الويب في إقناعه بالالتحاق ببؤر التوتر في سورية، قال حاتمي “من خلال الإنترنت صورت لنا الفيديوهات أن الدولة الإسلامية تحققت، قبل أن أكتشف، بمجرد وصولي سورية، واقعا مختلفا كليا عما كنت أتصوره ويُصور لي”.

من جهة أخرى شدد حاتمي، على أن قرار الالتحاق بـ”داعش” لا يأتي فقط كنتيجة للتواصل عبر الإنترنت، وكشف بهذا الخصوص أن “إقناع أشخاص بالتوجه إلى مواطن القتال وخوض مغامرة الموت لا يمكن الاكتفاء فيها بالإنترنت”.

وتابع المتحدث مؤكدا على أن الاستقطاب يتم في الغالب عبر التواصل المباشر “عن طريق العلاقات الشخصية والبين-شخصية” مشيرا في السياق إلى أن “العلاقة بين التنظيمات الإسلامية تقوم في الغالب على الروابط العائلية وروابط الصداقة أكثر من قيامها على روابط الإنترنت”.

استدراج نفسي

من جانبه، اعتبر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية وقضايا التطرف، إدريس الكنبوري، أن التواصل عبر الإنترنت “يكون كافيا في بعض الحالات ليتم الاستقطاب”، مشيرا في هذا السياق إلى أن “هناك العديد من الحالات في المغرب وبلدان أخرى تؤكد هذا الأمر”.

وتابع الكنبوري موضحا، أن تنظيم الدولة الإسلامية “يدرك جيدا أهمية الإنترنت” ولذلك “تم تحضير جيش قوي يلعب دور الصياد على الإنترنت” مشيرا إلى أن من وسائل الاستقطاب “ربط علاقات عاطفية مع الضحايا المفترضين الذين يتم استدراجهم بالحوار وربط علاقة معهم في إطار التحضير النفسي لهم قبل إقناعهم بالالتحاق”.

وأكد الكنبوري على أهمية الإنترنت بالنسبة لـ”داعش”، مبرزا أنه “يمكن القول إن تنظيم داعش هو الابن الشرعي لمواقع التواصل الاجتماعي ولتطور وسائل الاتصال الحديثة كما يمكن القول إنه وليد الثورة التكنولوجية في وسائل الاتصال”.

وقارن الكنبوري بين “القاعدة” و”داعش” مبرزا أن الأول “عرف ذروته مع الفضائيات” في حين أن الثاني “وجد تطوره في التواصل الاجتماعي وفي الإنترنت الذي دخل البيوت والذي يمكن ولوجه عبر وسائل مختلفة”.

واسترجع الكنبوري في السياق تصريحا منسوبا إلى الرجل الثاني في “القاعدة” سابقا، أيمن الظواهري إذ قال إن الأخير “حين كان رفقة بن لادن قال إن 50 في المئة من المعارك تتم على مستوى الإعلام” مؤكدا في المقابل أن “تنظيم داعش أوصل تلك النسبة إلى 100 في المئة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت”.

متشددون محتملون

الباحث المغربي في معهد “شاثام هاوس”، محمد مصباح، بدوره أكد على الدور المهم للإنترنت “سواء في الترويج أو في الاستقطاب”.

وقال مصباح إنه في أوج داعش خلال الفترة بين 2013 و2016 “كان يعتمد على الإنترنت كإحدى الوسائل الرئيسية للترويج لإيديولوجيته وللاستقطاب، كونها وسيلة تواصل فعالة وآنية وخارج السيطرة الأمنية”.

وحسب مصباح فإن “داعش تطور مع التطور التكنولوجي كما استطاع توظيف التكنولوجية الحديثة لصالحه”.

وعما إذا كانت هناك شبكات لتجنيد الشباب المغاربة عبر الإنترنت، أكد مصباح وجودها غير أنه وفي الوقت نفسه اعتبر أنها “مرتبطة بالعلاقات الأولية” موضحا بهذا الخصوص أن “مغاربة داعش حين يلتحقون بالتنظيم يتواصلون مع الزبناء المحتملين لاستقطابهم” مبرزا في السياق أن “العلاقات الشخصية والأولية تلعب دورا أساسيا بهذا الخصوص”.

ورغم أنه لا ينفي وجود حالات يمكن أن تلتحق بـ”داعش” بمجرد التواصل عبر العالم الافتراضي إلا أن المتحدث يرى أن هذه الحالات “تبقى قليلة” إذ أن “أغلب من التحقوا بالتنظيم عبر الإنترنت تكون لهم علاقات مسبقة بأشخاص هناك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *