حوادث

الذئب الفرنسي بفاس..هكذا استخدم حيله وخان ثقة العائلات ليستفرد ببناتهم

بكلمات خنَقتها الدموع، طالبت والدة إحدى الطفلات الأربع ممن مارس معهن الفرنسي الجنس، بإنزال أقصى العقوبات عليه قائلة “أثق في القضاء المغربي، وأطالب المحكمة بإعدامه”.

لوعة وحسرة لا تخفَيان، اعترت وجوه آباء الطفلات ونبرات أصواتهم، مؤكدين جميعاً أن “البيدوفيل الفرنسي” لم يُثر لديهم أدنى الشكوك، فيما كان سكان حي “الرصيف” بمدينة فاس، يعاملونه معاملة طيبة ويدعونه لتناول الطعام داخل بيوتهم والتعرف على أسرهم.

وتعود تفاصيل القصة إلى بداية يناير 2018، حين ألقت عناصر الشرطة القبضعلى فرنسي يدعى “روبيرتو مولا” يبلغ من العمر 58 سنة، داخل محل صغير للخياطة بالقرب من منزله، إذ تم ضبطه متلبساً بممارسة الجنس على الشقيقتين صابرين وهاجر اللتين تبلغان من العمر 13 و12 سنة.

استدراج بالحلويات والدراجات

قبل سنتين من الآن، حل المواطن الفرنسي المنحدر من مدينة بوردو الفرنسية، بحي “الرصيف”، مقدماً نفسه للسكان باعتباره مواطناً فرنسياً متقاعداً، فضَّل الاستقرار مؤقتاً بالمغرب، ليقوم باكتراء منزل للسكن بالإضافة إلى محل صغير يضع فيه دراجات وبعض الأغراض.

الكهل الفرنسي، وبحسب تصريحات السكان، كان على علاقة طيبة بأطفال الحي، مستغلاً امتلاكه لعدد من الدراجات الكهربائية، حيث كان يقوم رُفقتهن بجولات في أطراف المدينة، كما كان يضمن بقاء الصغيرات معه نظير هدايا بسيطة من قطع الحلوى وبعض المال.

تعلق “روبيرتو” الكبير بالطفلات الصغيرات فضلاً عن قضائه مدة من الزمان مُختلياً ببعضهن داخل المحل المذكور، أثار حفيظة بعض الشباب ممن تتبعوا تحركاته، ليقوموا بضبطه متلبساً بممارسة الجنس على الفتاتين الشقيقتين بطريقة شاذة وفق ما عاينه عدد منهم، قبل أن يُحكموا عليه الخناق ويمنعوه من الهرب، ليتم اعتقاله من طرف الشرطة التي حالت دون تعرضه للتعنيف من طرف الحاضرين.

منْبوذون من العائلة.. ولا ننظُر في عيون الناس

لم يكن “البيدوفيل” الفرنسي العجوز متسرعاً، إذ أنه ومنذ استقراره بإحدى حارات المدينة العتيقة بفاس، عمد إلى ربط علاقات طيبة مع بعض الأهالي الذين كانوا يدْعونه إلى تناول أطباق مغربية داخل بيوتهم، ومنهم والد الشقيقتين المغتصبتين صابرين وهاجر الذي قال “لم أشك في تصرفاته البتة، كما أن ابنتَيَّ لم تحكيا لي ولا لوالدتهما ما يقع لهما”.

الوالد الذي بدا محرجاً ومصدوماً، أشار إلى أن “روبيرتو” كان يُظهر اهتمامه ورعايته بابنتيه، كما كانتا تساعدانه على حمل بعض الأغراض إلى داخل المحل المكترى مقابل القليل من المال والحلوى، وهو نفس ما وقع ليلة القبض على المواطن الفرنسي، إذ أن الصبيتين كانتا داخل البيت رفقة صديقة لهما، قبل أن ينادي عليهما.

” كانتا معي، وخرجتا لحمل بعض الأغراض معه كما هي العادة، لم تمر سوى خمس دقائق، حتى قدم جاري ليعلمني بما حصل وبأن عدداً من شباب الحي شاهدوه يمارس الجنس على إحدى بناتي في مرأى من شقيقتها، فيما استبقى صديقتهما أمام الباب للمراقبة” يقول الوالد.

متأثراً، يؤكد محمد شاكر، الذي لا يملك عملاً قاراً، أنه يعيش صدمة أكبر ربما من تلك التي تعانيها ابنتاه اللتان تتلقيان دعماً نفسياً بالإضافة إلى اثنتين أخريين، متابعاً بحسرة كبيرة “ما إن تناهى الخبر إلى علم أفراد العائلة حتى قاطعونا، حتى المقربون لم يزورونا أو يسألوا عن أحوالنا”.

أما والدة الطفلة الثالثة التي لم تتجاوز العاشرة بعد والتي بقيت تراقب خارجاً، فلم تكن أفضل حالاً، مؤكدة بصوت خنقته الدموع، أنها لم تعد قادرة على النظر في عيون السكان والجيران.

كل ما تتذكره “تلعبيت بلمودن” التي تعاني إعاقة عميقة على مستوى أطرافها، مُمتهنة التسول، بعد أن هرب زوجها تاركاً بمعيَّتها طفلاً وطفلة، سؤال بعضهم عن ابنتها ودعوات بأن يرزقها الصبر، حيث اعتقدت أن الصغيرة تعرضت لحادثة سير، وفق ما أكدته قبل أن تكتشف حقيقة ما جرى.

وأكدت الأم بدورها أن ابنتها لم تحك لها يوماً ما يفعله الفرنسي بها وبصديقتيها، مفضلة أن تخبرها فقط أنه يقتني لهن الحلويات ويعلمهن كيفية الركوب على الدراجة مجاناً!

تدريب على التدخين وممارسة الجنس

الفتيات الثلاث، وبعد إلقاء القبض على من كان يستغلهن جنسياً، اعترفن أخيراً بما كان يُفعل بهن، وفق ما حَكيْنَه لناشطات بالمجتمع المدني في مجال حقوق الطفل، إذ أن “روبيرتو”، كان يتعامل معهن بشكل عادي ويعمد كلما سنحت له الفرصة إلى مَدّهن بالحلويات وقطع الشوكولا.

فترة بعد ذلك، كانت الفتيات يرافقن الفرنسي في جولة إلى أماكن معينة على الدراجة الكهربائية مقترحاً فيما بعد أن يقوم بتعليمهن كيفية قيادتها، ليتطور الأمر بعدها إلى القُبل والأحضان، ولتسهيل مقاومة الطفلات، كان يعمد إلى تدخين لُفافات من “الحشيش” طالباً منهن استنشاق الدخان بعمق.

وأكدت الطفلات القاصرات، أن المواطن الفرنسي كان يجردهن من ملابسهن ويقوم بتصوير أجسادهن ومناطقه الحساسة عبر كاميرا الهاتف، ليمارس عليهن الجنس مستعملاً عضواً ذكرياً اصطناعياً، وهي الوضعية التي شوهدوا عليها وفق تصريحات ساكنة الحي.

احتجاج ومطالب بأقصى العقوبات

الواقعة، استنفرت حقوقيين وجمعويين بالمدينة، ممن نظموا وقفة احتجاجية وتضامنية مع الضحايا الأربع أمام محكمة الاستئناف بفاس، منادين بإسقاط أقصى عقوبة على “البيدوفيل”، وهو نفس ما طالبت به خديجة حجوبي، مديرة مركز نور لمناهضة العنف ضد النساء والأطفال.

ودعت حجوبي إلى تشديد العقوبة على المتهم، مطالبة بحماية الأطفال المغاربة وداعية الأسر إلى مزيد من الانتباه والحذر، غير مستبعدة أن يكون “للبيدوفيل” ضحايا آخرون غير معلومين ممن لم تستطع أسرهم البوح.

من جانبها، طالبت أسماء قبة، رئيسة الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد، برد الاعتبار لشرف الفتيات اللواتي تم هتك عرضهن، مؤكدة أن الشواهد الطبية تؤكد أن الممارسة خلفت جراحاً وآثاراً بالإضافة إلى شكوك في إصابتهن بمرض جنسي، لافتة إلى أن الفتيات لم يتم فض بكارتهن على عكس الكلام المشاع.

ورفضت الفاعلة الجمعوية، أن يتم تنقيل المواطن الفرنسي لبلده، عملاً بالاتفاقيات القضائية بين المغرب وفرنسا، مطالبة بأن يقضي فترة محكوميته داخل السجون المغربية، خالصة إلى أن تدخل فرنسا لسحب مواطنها السجين تمنع الفعاليات المغربية من تتبع الملف، كما تجعل البيدوفليين أكثر جرأة على اغتصاب الأطفال المغاربة.

في حين دعت الدكتورة النفسية وصال المغاري إلى الاهتمام اولا بالطفلات الضحايا وتوفير المواكبة النفسية لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *