ثقافة وفن

الحيرش يترجم للعربية كتاب “فانسان مونتاي” عن إفني نشر سنة 1948

صدرت مؤخرا ترجمة لكتاب فانسان مونتاي الموسوم بتقييدات حول إفني وأيت باعمران عن مركز بحث بأسا، والنص في صيغته الأصلية الفرنسية قد نشر سنة 1948 بباريس.

بدأ الكاتب برسم حدود المستعمرة السابقة (شمالا: واد سالكماض؛ جنوبا: واد أساكا؛ شرقا: الجبل؛ غربا: المحيط)، ثم حدد عدد سكانها (في ذلك الوقت) في 30000 نسمة، قبل أن يفرد ثلاثة فصول قصيرة، الأول  للجانب الطبيعي والثاني للجانب الاقتصادي والثالث للجانب السياسي، دون أن ينسى الحديث عن بداية خضوعها للاحتلال مع مجيء العقيد كاباث يوم 7 ابريل 1934 من جزر الكناري وحصوله على المدد العسكري في 16 ابريل. يضيف مونتاي أن منطقة إفني قد ضُمت بشكل كامل  في 25 ابريل، حيث أقيم مركزان عسكريان في بيفرنا وإد عيسى.

في الجانب الطبيعي، سجل الكاتب أن لفظة إفني في اللسان البربري، حسب عالم اللسانيات الفرنسي إميل لاووست (ولد سنة 1876 بشمال فرنسا وتوفي سنة 1952 بالرباط)، تعني صحراء صخرية، ثم عرج على الساحل وطوله وعلو أمواجه وما يزخر به من تنوع في الأسماك، فالطقس والثروة الحيوانية والغطاء النباتي؛ في الجانب الاقتصادي، لاحظ أن سكان المنطقة (أيت باعمران) قرويون، يمارسون الزراعة وتربية الماشية، وأن أغلبهم مستقرون، ربما باستثناء فصيل اصبويا (خصوصا منهم الذين يمتلكون قطعانا كبيرة) فهُم يتنقلون خلال الصيف بين وادي أساكا ووادي درعة.

لم يفته أيضا أن يدون ملاحظة هامة بخصوص حجم الهجرة إلى مدن الشمال التي اضطرت شريحة واسعة من السكان (الطبقة العاملة إن جاز في هذا السياق استعمال المصطلح الماركسي) إليها بسبب سنوات الجفاف المتوالية: ثلث الذكور من 1919 إلى 1926، ونصف الذكور من 1926 إلى 1933. الشيء الذي لا يحتاج إلى تعليق ولا إلى تحليل سوسيولوجي أو سياسي؛ في الجانب السياسي، تطرق صاحب النص إلى التركيبة السكانية، أي إلى الاتحادية المكونة من سبع قبائل المعروفة (أيت اخلف، أيت الخمس، اصبويا، الخ)، وإلى طبيعة التحالفات التي عقدتها بعض هذه القبائل مع اتحادية تكنة المجاورة.

النص مقتضب ويحمل في ثناياه معلومات على قدر من الأهمية عن مدينة إفني وضواحيها، تعززها خرائط تختصر نوعا ما أفكار فصول الكتاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *