صدر، مؤخرا، عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، مؤلف جديد بعنوان “المسرح اليوم .. الكتابة وفن الأداء”، وهو عبارة عن تجميع لأعمال الندوة المنظمة في إطار الدورة 22 لمهرجان أكادير الدولي للمسرح الجامعي.
وأفاد بلاغ للكلية بأن هذا الكتاب الجديد يطرح، في المستوى الأول، مسألة مكانة النصوص المسرحية وتكوينها، أو بالأحرى، مسألة النصوص المنقولة إلى الخشبة في وقتنا الراهن، حيث لم يعد يتعلق الأمر بالمسرح باعتباره فنا “لزمنين”، حيث لم تعد “المواد” النصية الممسرحة مجرد نصوص درامية بالمعنى التقليدي للكلمة، بل ازدهرت صيغ إبداعية أخرى خلال القرن العشرين، ومافتئت تتكاثر اليوم، من بينها : الكتابة الجماعية، وكتابة شعراء الخشبة، والكتابة في إطار ورشات، ومختبرات الارتجال … وغيرها.
ويطرح هذا الكتاب، في مستوى ثان، مسألة تحليل هذه الممارسات المعاصرة، ذلك أن وفرة هذه التجارب خلقت تحولات في المقاربات والمفاهيم الإجرائية من أجل توصيف هذه المواد الهجينة ودراستها، وبالتالي فإن “قراءة المسرح” لم تعد مجرد عملية كشف عن العلامات وإنما أصبحت عملية معقدة لابد أن تأخذ في الاعتبار عوامل مختلفة.
ومن ضمن هذه العوامل هناك النص في حد ذاته، لكن مع صيرورة إبداعه أيضا والتي غالبا ما تجعل منه عملية في طور البناء. والعلاقة بين النص والتكنولوجيات الجديدة الأخرى الحاضرة فوق الخشبة (الفيديو، الصور، الصوت، التكنولوجيات الحديثة …). والحضور المادي الملموس للنص فوق الخشبة.
وخلص البلاغ إلى القول إن الندوة، موضوع هذا المؤلف الجديد، سعت إلى جمع باحثات وباحثين قصد القيام بدراسة ومساءلة مكانة النص في هذه الانتاجات الفرجوية المتنوعة، وذلك انطلاقا من محاور عدة تناولت “الممارسات المعاصرة للكتابة النصية من أجل المسرح”، و”ما هي أوضاع الكتابة الدرامية اليوم ؟”، و”مكانة النص المسرحي في الفرجات (الأدائية)”، و”مكانة المؤلف، الممثل والمخرج في المسرح المعاصر”، و”الكتابة الدرامية وروح الأداء” و”القراءة ونشر النصوص”.
