جهويات | مجتمع

“مشاهد” تكشف تفاصيل إصابة أفراد أسرة بتسمم خطير بورزازات

اهتز الرأي العام المحلي بورزازات بخبر مفجع لوفاة فتاة تبلغ قيد حياتها ست سنوات ونقل شقيقتها ذات العشر سنوات رفقة والدتها التي تبلغ ثلاثين سنة إلى قسم العناية المركزة بعد إصابة العائلة بتسمم غذائي خطير إثر تناولهم لوجبة الإفطار مساء يوم الأحد المنصرم .
وفي اتصال هاتفي لـ”جريدة مشاهد”  برب الأسرة الذي لم يكن بالمنزل حينها، أكد أن” الأمر يتعلق بتسمم غذائي خطير، بدأت أعراضه تظهر على أفراد أسرته الثلاثة بعد تناولهم لوجبة الإفطار، ولم يستطيعوا تناول وجبة العشاء بسبب التعب، غير أن بداية ظهور الأعراض الخطيرة ابتدأ صباح يوم الإثنين، حيث تشتكي البنتان من فقدانهما التدريجي للبصر وارتفاع الحمى والغثيان ثم التقيؤ. قرر الأب في البداية نقل زوجته إلى قسم المستعجلات بمستشفى سيدي احساين ووصف له الطبيب دواء للحد من التقيؤ بدون إجراء تشخيص دقيق، غير أنه بعد إرجاعها إلى البيت لم تتحسن، وازدادت حدة التقيؤ وظهور أعراض جديدة تنذر بالتدهور الخطير في صحتها . وبعد إعادتها للمرة الثانية إلى المستشفى قضت الزوجة ليلة كاملة في قسم المستعجلات تتألم دون انتباه الأطر الطبية إلى إصابتها بالتسمم، وتطورت الأعراض إلى الصعوبة في التنفس وعدم القدرة على الكلام أو تناول الطعام وعدم القدرة على شرب الماء، وفشلت كل محاولة الأطباء في تهدئة آلامها بعد تقديم الدواء والعلاج لها، وقرروا إدخالها قسم الإنعاش.
وأثناء انشغال الأب بالوضعية الخطرة لزوجته في الإنعاش، تلقى اتصالا هاتفيا من جيرانه يخبرونه بالتدهور المفاجيء والخطير للحالة الصحية لإبنتيه،  لينقلهما معا إلى المستشفى إثر ظهور نفس الأعراض التي عانت منها والدتهما من فقدان للبصر والتقيؤ ثم عدم القدرة على الكلام ، وقررت الأطر الطبية وضعهن جميعا في قسم الإنعاش ،ثم تحويلهن لاحقا إلى مراكش لاستكمال العلاج، ليتلقى اتصالا هاتفيا من المستشفى  تخبره بوفاة ابنته ذات ال6 سنوات. وهو في طريقه رفقة زوجته نحو مراكش بسيارة الاسعاف.

وما تزال إلى صباح اليوم الخميس الزوجة ترقد في قسم العناية المركز بالمستشفى العسكري ابن سينا مراكش وابنته (10سنوات)في قسم الإنعاش في إحدى المصحات بنفس المدينة.
كما أضاف الأب في تصريح  ل”مشاهد” أنه بمجرد اكتشاف الأطر الطبية أن الأمر يتعلق بتسمم غذائي خطير ،حلت لجنة من أربعة عناصر من مندوبية الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية بالمنزل وأخذوا الأغذية التي تناولها أفراد الأسرة والتي يشتبه في كونها السبب الرئيسي في إصابتهم بالتسمم، قصد إخضاعها للتحاليل في المختبرات، وأكد الأب أن الأطر الطبية أبلغوه أن هذا النوع من التسمم من الصنف الخطير والقاتل .

ومن جهة أخرى أصدرت كل من مندوبية الصحة بورزازات والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بلاغا مشتركا، يؤكد إصابة أفراد الأسرة الثلاثة بالتسمم الغذائي، وأضاف البلاغ أن ” الخلية الإقليمية لليقظة الصحية، قامت بوجه السرعة، وكما هو معمول به في إطار البرنامج الوطني لمحاربة التسممات الغذائية الجماعية، بتقصي وبائي للمنزل الذي تقطن به الأسرة، حيث أخذت عينات من الأطعمة التي تم العثور عليها بالمنزل وأرسلتها على الفور إلى المعهد الوطني للصحة والمختبر الجهوي للتحاليل والأبحاث التابع للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من أجل القيام بالتحاليل المخبرية الضرورية”.
وكإجراء إحترازي أمر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية مصالحه الجهوية بالقيام ببحث أولي بوحدات إنتاج المنتجات المشتبه فيها، وكذلك من أجل تعليق بيع بعض المنتجات التي تم العثور عليها بالمنزل والمعروفة المصدر”.
وفي اتصال هاتفي للجريدة بمسؤولي المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتوجات الغذائية بورزازات، رفضوا الإدلاء بأية معلومات إضافية في الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *