تنظم بمدينة الصويرة من 15 إلى 18 غشت الجاري الدورة الأولى لمهرجان الحضرة تحت شعار “الحضرة الصوفية النسائية: هوية وانفتاح”، وذلك في مسعى لإبراز شكل من أشكال التعبير الفني والصوفي النسائي.
فعلى مدى أربعة أيام، سيبحر الجمهور الصويري والشغوفون بالتراث الثقافي الوطني في العالم الروحاني والعجائبي للحضارات، لأنه يتعلق من جهة بالتقليد العريق للحضرة، التي تستمد جذورها من فترة كانت فيها الزوايا الصوفية تحتل مكانة مهمة في النسيج الاجتماعي المغربي، ومن جهة ثانية بالعالم المغلق والسري للنساء، في زمن كان الاختلاط المحرم يحث على إحداث طقوس وممارسات خاصة بالمرأة.
ويتعلق الأمر بالخصوص بالنهل من معين الغناء الروحاني، الذي خرج من الدائرة الخاصة جدا للزوايا ليمتد إلى البيوت، في البداية، لممارسة العلاج عن طريق الجذبة ، ثم في ما بعد لمواكبة كل أشكال وتمظهرات الحياة الموسيقية وكل طقوس الحياة اليومية في عدة مدن مغربية (ازدياد، ختان، زفاف، وفاة).
ويهدف هذا الموعد الثقافي، الذي تنظمه جمعية حضارات الصويرة وجمعية المغرب العميق لحماية التراث، إلى إبراز مكانة الثقافة الصوفية الشعبية بالخصوص في ثقافة موسيقات الجذبة بصفة عامة وفي الثقافة الوطنية.
وفي هذا الصدد، صرح رئيس جمعية المغرب العميق مدير المهرجان ، عبد الله الشخص ، أن هذا المهرجان سيشكل مناسبة لتحسيس الجمهور بأهمية هذا التراث وبتسليط الأضواء على خصوصيات الحضرة النسائية، التي تشكل أحد التمظهرات المتعددة لمشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية والفنية والثقافية.