المشهد الأول

منتخبو وزبناء الأحرار يتنفسون الصعداء بعد دخول الحزب للحكومة

بعد حوالي سنتين قضاها حزب عصمان في موقع المعارضة البرلمانية، وهو الموقع الذي لايجيده ولايستسيغ البقاء فيه طويلا، لأن الحزب خلق أصلا للمشاركة في الحكومات واحتضان النخب التقنوقراطية التي لاتجد المتسع من الوقت للترقي الحزبي داخل مؤسسات حزبية أخرى، تنفس منتخبو الحزب الصعداء بدخولهم القوي إلى حكومة بنكيران، فقد كان جل البرلمانيين والمنتخبين يعتبرون موقع المعارضة بمثابة عبور في الصحراء، لأن خطاب الحزب وصورته ونوعية المنتمين إليه لا تتوافق مع ما تتطلبه ممارسة المعارضة من اجتهادات لتقديم البدائل، والحفاظ على الأتباع دون أن يكون هناك تطلع إلى منفعة أو امتياز توفره المناصب الحكومية، لأن الارتباطات التي تجمع غالبا منتخبي الأحرار بالمواطنين في الجهات والأقاليم هي المحطات الانتخابية، حيث يتم استثمار المواقع الحكومية لأعضاء الحزب لاستمالة الناخبين.

وبالرغم من وجود بعض الأطر المشهود لها بالكفاءة داخل فريق مزوار، إلا أن الحزب ظل وفيا لعادة “تبليص” الأقارب والأبناء في المناصب الحكومية، فالوزيرة فاطمة مروان هي زوجة منظر الحزب ومحرك خيوطه خلال المحطات الانتخابية، ومامون بوهدود هو ابن أخ منسق الحزب بسوس بودلال، والوزير محمد عبو ابن زعيم الأحرار بتاونات عبو الذي صرح ذات مرة أنه خسر الملايير من أمواله الخاصة على الحزب، والوزيرة امباركة بوعيدة هي الأخت الصغرى لعمر بوعيدة عضو المكتب السياسي ومؤسس الحزب، ولولا بقاء مصطفى عكاشة على قيد الحياة وهو الذي شغل مناصب هامة داخل حزب عصمان لمكن ابنه حسن عكاشة من منصب وزاري سيرا على عادة جينيرالات الحزب، كما سماهم مزوار ذات مرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *