مجتمع

أزمة الماء تهدد زراعة الدلاح بالإفلاس بزاكورة

من المعلوم أن زراعة أغراس البطيخ الأحمر “الدلاح” تبتدء بزاكورة خلال كل موسم فلاحي،مع بداية شهر دجنبر حتى تتمكن هذه الفاكهة من النضج منتصف شهر ماي، لكن هده الزراعة تواجهها هذه السنة مجموعة من الإكراهات يأتي في مقدمتها التراجع الكبير للفرشة المائية الباطنية المورد المائي الوحيد لهذه الزراعة.

فأغلب آبار مناطق إنتاج الدلاح (الفايجة والمعدر وتازارين وميرد وو..) أصبحت لا تؤمن سقي مزروعات الضيعات إلا بنسب ضئيلة جدا نتيجة التراجع السريع للفرشة المائية رغم عمليات التعميق التي باشرها الفلاحون والتي وصلت إلى أرقام قياسية غير مسبوقة بالمنطقة دون أن يتمكنوا من الحصول على كميات المياه المطلوبة لمختلف الزراعات، حيث تجاوز عمق بعض الأبار300 متر بعدما كان لايتعدى 30 متر.

ونتيجة التكاليف الباهظة لعمليات الحفر فقد أعلن الكثير من فلاحي الدلاح عن إفلاسهم خصوصا بمناطق الفايجة والمعدر وميرد… إلى ذلك سارعت السلطات الإقليمية إلى استصدار قرار عاملي يحث على تقنين عمليات حفر وتعميق الأبار التي أصبحت خاضعة لوكالة الحوض المائي المختصة التي أطهرت صارمة كبيرة في منح رخص الحفر والتعميق.

وقد زاد من تعميق أزمة مياه بالإقليم ندرة التساقطات المطرية التي تمثل المصدر الرئيسي لتغدية الفرشة المائية إذ لم يتجاوز معدل التساقطات خلال السنوات الثلاث الأخيرة 60 ملم، وتزامن هذا اتلوضع مع تهافت ملفت للنظر للكثير من الفلاحين الكبار ورجال الأعمال من مختلف المدن والجهات المغربية والراغبين في الاستثمار في قطاع زراعة الدلاح التي أصبحت تدر على أرباحا طائلة على ممارسيهاظهرت معها ظاهرة غريبة عن الساكنة وهي: كراء الأراضي سواء كانت بورية أو متواجدة داخل الواحات.

للتذكير فقد سبق للعديد من هيئات المجتمع المدني بزاكورة أن حذرت المسئولين من النتائج السلبية (الكارثة) للاستغلال المفرط للفرشة المائية في زراعة الدلاح خاصة تلك المتواجدة بمناطق تزويد مدينة زاكورة بمياه الشرب، فقد دعت هذه الجهات إلى ضرورة القيام بدراسات هيدرولوجية لتقييم الموارد المائية بالمنطقة وعقلنه استعمال المياه والعمل على تنويع الموارد المائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *