آراء

أي حماية لأطفال المغاربة المهاجرين؟

لا تكاد تبدأ نقاشك مع مهاجرين مغاربة، حتى تجد نفسك أمام وبال من المشاكل التي جعلتهم في مفترق طرق حاسم في علاقتهم بوطنهم، فهم مواطنين مغاربة ابتعدوا عن الوطن رغبة في البحث عن حياة أفضل لهم ولأسرهم ولبحث سبل الاستثمار في بلدهم الأصل، لكن الإهمال والتهميش المزدوج الذي يتعرضون له، فهم غرباء في بيئة غربية، بعيدين عن دولتهم التي تعترف بهم بشكل موسمي كقوى لجلب العملة، وليس كمواطنين لهم حقوق مدنية وسياسية واقتصادية وثقافية، ونحن كمركز وطني للتنمية والوحدة الترابية، في إطار عملنا على مشروع “نحن مغاربة في المهجر لنخدم وطننا”، ” كلما ازداد قربنا من 5 مليون مغربي، تزداد كتبنا بؤسا وخططا ارتجالا، لأن كل نهاية مشكل تشكل بداية مشاكل معقدة أصبحت مرتبطة بهوية ووجدان المواطن”.

وقد لا نستطيع جبر ضرر الجيل الأول من المغاربة المهاجرين الذين شكلوا يدا عاملة مؤهلة وخبرات علمية كبيرة للدول المستقبلة التي تعترف بكفاءة وقدرة المغاربة على الإبداع على التعايش على المسؤولية وعلى القيادة، والأجدر أن المغرب أولى بثمرات تلك الأعمال التي تقدمها الأطر المغربية للغرب.

وبالمقابل، يجب علينا أن نتدخل لحماية الأجيال الصاعدة من الانحراف وطمس الهوية المغربية، فالمعنيين بالهجرة والمهاجرين لم يقدموا حتى الآن مبادرات تجعل تلك الفئة النشيطة في قلب مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب، نعم نعدهم في الانتخابات ونتوجه لهم من مواقع ضعف من أجل كسب أصواتهم لكن ماذا بعد الانتخابات؟ نعم نرحب بهم في عطلة الصيف لكن ماذا بعد عودتهم؟ ونعم نضع رهن إشارتهم مكاتب تقوم بدوار الجماعات المحلية ولم تجرؤ على نقاش هذه الشرائح وتطلعاتهم.

الأجيال المغربية الناشئة بأوربا تحتاج لتنشئة اجتماعية مغربية موازية يشرف عليها القطاع الوصي باعتماده على المنشطين الاجتماعيين القادرين على صياغة نموذج للتربية العربية المغربية ببيئة مغايرة، نموذج للتربية كفيل بتوفير الحماية الفكرية والعقلية والاجتماعية والجنسية لأطفال المغاربة بالمهجر ويساعدهم على التموقع كمواطنين مغاربة يفتخرون بمغربيتهم، فنحن كفاعلين في المجتمع المدني نريد أن تكون الثقافة المغربية ثقافة كونية ونريد أن تكون لمغاربة بالمهجر أدوار ريادية في التصدي لأعداء الوحدة الترابية ودعم الثقافة المغربية وجلب استثمارات خارجية لعموم المغاربة.

رئيس المركز الوطني للتنمية والوحدة الترابية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *