بتعيين بوشعاب يحضيه واليا على جهة العيون الساقية الحمراء، يكون مهندسو التعيينات الجديدة للولاة والعمال قد أخذوا بعين الاعتبار مكانة الرجل في منطقة الصحراء، إذ يعتبر من أكثر الشخصيات فهما لواقع الصحراء وتعقيداته السياسية والقبيلة.
فيحضه ابن قبيلة آيت لحسن بالمنطقة الشمالية للصحراء إحدى كبريات قبائل تكنة، سيكون الأقدر على ضبط التوازنات في المنطقة، وخصوصا بين قبيلتي الركيبات وإزركيين اللتين تعدا من أكبر القبائل اللواتي تتصارع على النفوذ بالمنطقة، وتعمل السلطات على استمالة شيوخها من أجل حشد الدعم الداخلي لقضية الصحراء المغربية أمام المحافل الدولية.
وتمكن يحضيه من خلال عمله كسفير في كل من النرويج والسويد وسابقا مستشارا لسفير المغرب بلندن، من مراكمة تجربة جيدة أهلته ليكون على رأس عاصمة الصحراء، التي تعد بؤرة التوتر الدائم بالمنطقة. كما أنه تجربته القديمة كمسؤول سلطوي بولاية العيون مكنته من إدراك الكثير من أسرار العمل بالصحراء.
واستطاع بوشعاب بفهمه الجيد لأمور الصحراء وحيثياتها الدقيقة، من وقف مشروع قانون كانت المعارضة السويدية قد قدمته السنة الماضية للبرلمان من أجل الاعتراف بجبهة البوليساريو، حيث مكنه فهمه الدقيق للوضع بالصحراء من إقناع الحكومة السويدية باستبعاد المشروع، وهو ما عد حينها نصرا دبلوماسيا للمغرب.