خارج الحدود

مزارعو كاليفورنيا يتضرعون الى الله لتمطر السماء‎

ترعى عائلة ناثان كارفر الماشية في كاليفورنيا منذ خمسة اجيال، لكن مساحات الاراضي هناك التي كانت مغطاة بالعشب الاخضر في مثل هذه الايام من كل سنة، باتت صحراء قاحلة.

ويقول كارلر البالغ من العمر 55 عاما “سمعت من اجدادي عن العاصفة الرملية التي ضربت المنطقة في الثلاثينات من القرن العشرين، فحولت المنطقة الى صحراء..لكن في حياتي انا لم اعاين جفافا كهذا”.

ويضيف “اذا بقي الامر على حاله، فسأكون مضطرا لاتخاذ اجراءات جذرية”.

والشهر الماضي، اعلن حاكم كاليفورنيا جيري براون حال الطوارئ بسبب الجفاف الذي يضرب الولاية، والذي قد يكون الأسوأ منذ مائة عام.

ومن عوامل القلق الكبرى، ان الوادي الخصيب الذي يمتد من شمال كاليفورنيا الى جنوبها، والذي يعد “المخزن الغذائي” للولايات المتحدة، قد تأثر بشكل كبير جراء الجفاف.

وبسبب الجفاف واختفاء العشب الاخضر، اضطر ناثان كارفر الى شراء العلف الذي ارتفعت اسعاره بما بين 20 و30 %. ويلجأ بعض المربين الى قرارات اكثر جذرية، اذ يبيعون مواشيهم ويتخلون عن هذه المهنة الصعبة في زمن الجفاف.

ويقول كارفر “كثير من المربين باعوا كل شيء، عندما لا يعود العشب متوفرا ترتفع اسعار العلف بشكل كبير”.

ويتوقع جاستن ميبان الذي يدير سوقا للماشية في وسترن ستوكمان، ان تتسارع وتيرة الامور كثيرا في حال استمر الجفاف.

ويقول “هذا ليس سوى غيض من فيض حتى الآن”.

في الاوقات العادية، يباع في هذا السوق 200 الى 300 رأس ماشية يوميا، اما اليوم فان العدد اليومي يصل الى الف، بحسب ما يقول جاك لافيرز العضو في جمعية مربي الماشية في كاليفورنيا.

وقد تخلى جاك لافيرز نفسه عن ثلث ماشيته التي تضم 400 رأس، وهو يعتزم بيع 10 الى 20 % مما تبقى منها في الاشهر المقبلة.

وهو في ذلك لا يشكل استثناء عن القاعدة، ويقول “استطيع ان اؤكد لكم ان الناس كلها تأثرت بالجفاف، الوضع يزداد سوءا منذ سنتين، لكن هذه السنة كانت الاسوأ على الاطلاق”.

واضافة الى ازمة الجفاف، يضاف عامل آخر يساهم في تفاقم الازمة، وهو حرائق الغابات.

وبات بالامكان ملاحظة انحسار المجاري المائية والبحيرات في كاليفورنيا شيئا فشيئا رأي العين.

ورث ناثان كارفير مزرعته ومهنته من اجداده الذين اسسوها في العام 1837، ورغم ازمة الجفاف الحاد، يبدو انه لا يعتزم الاستسلام بسهولة، لا بل انه يرغب في توريث المهنة لاحد ابنائه الاربعة ليتابع ما بدأه اجداده.

ويقول “كل يوم آتي الى هنا، اطعم البقر، ولكن الامر محبط وصعب”.

غير انه مصمم على الصمود، متسلحا بما ورثه من معارف عن اجداده، وبإيمان عميق بالله، كما يقول.

ويضيف “ما يجعلنا مصممين على مواصلة مهنتنا، هو الامل في ان يرسل الينا الله المطر..مربو الماشية دائما متفائلون، يحدونا الامل دوما في ان تكون السنوات المقبلة اكثر خيرا من الماضية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *