مجتمع

أشهبون: 8 مارس مناسبة لتذكر نساء قتلن دفاعا عن حقوق المرأة

قالت الدكتورة زبيدة أشهبون أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، إن الاحتفاء بعيد المرأة كل يوم 8 مارس، ليس الغرض منه البهرجة أو الاحتفال بمعناه الابتهاجي، بل هي مناسبة من أجل تذكر النساء اللواتي سقطن صرعى دفاعا عن حقوق المرأة منذ القرن الـ 19، وخاصة مع الثورة النسائية التي انطلقت بالولاية المتحدة الأمريكية سنة 1856.

واستغلت أشهبون مناسبة إلقائها لمحاضرة علمية تحت عنوان: “المرأة القروية بين متطلبات الأسرة وإكراهات المجتمع”، من أجل التذكير بالمراحل التاريخية التي قطعتها الحركة النسائية من أجل إثبات ذاتها والدفاع عن حقوقها، حيث أوردت أن أولى بادرة من أجل انتزاع حقوق المرأة ابتدأت سنة في 1856، حين خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، غير أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات.

وأضافت أشهبون التي حلت ضيفة على جميعة المباردة الثقافية التي نظمت هذه المحاضرة، أن سنة 1856 كانت بداية أولى للحركة الاحتجاجية، تلتها في الثامن من مارس 1908 احتجاج نسائي آخر، حيث عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها، واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار “خبز وورو،”. طالبن من خلالها بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.

وعلاقة بموضوع المحاضرة أشارت المتحدثة إلى أن التنشئة الثقافية بالمجال القروي مختلف جذريا عن المجال الحضري، مؤكدة أن العنصر النسوي في القرية مغيب تماما ومازال يخضع للسيطرة المطلقة للرجل، الشيء الذي يفسر حسب المحاضرة ارتفاع نسبة الهضر المدرسي وسط الفتايات جراء النظرة الذكورية التي ترى أن تعلم الأنثى أكثر يزيد من احتمال تمردها على الأعراف والتقاليد.

كما اتهمت أشهبون الدولة بعدم إشراك النساء في أي عملية تنموية تستهدف المجال القروي، مشددة على أن أي نموذج تنموي لا يستحضر المرأة سيكون مآله الفشل، داعية في الآن ذاته إلى رد الاعتبار للعنصر النسوي في المجال القروي، باعتباره يقوم بثلثي ما يقوم به الرجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *