حوارات

الإمام دجيمي لمنتقدي تصريحاته .. أجندتنا هي أجندة الدولة المغربية

1- ما هي الانتقادات التي توصلت بها بخصوض تصريحاتك السابقة لـ “مشاهد.أنفو”؟

لقد توصلت بعدة ردود من مجموعة لم يرقها تصريحي الأخير حول الأوضاع بالصحراء المغربية، وأن تصريحي يجانب الحقيقة ويخدم أجندة أخرى، فليعلموا أن أجندتنا هي أجندة الدولة المغربية المجمعة على سيادة المغرب على مجموع أراضيه من طنجة إلى الكويرة، وأننا منخرطون ملكا وحكومة وأحزابا وشعبا في إيجاد حل سياسي سلمي شامل وعادل يرضي جميع الأطراف لهذا النزاع المفتعل، هذا النزاع الناتج عن بقايا الحرب الباردة، ومواقف وقناعات فترة السبعينات من القرن الماضي التي كانت تحركها القوى الكبرى لخلق توازن إقليمي بالمنطقة .. وليحلم أعداء المغرب الظاهرين منهم والمخفيين وأذنابهم بوهم تأسيس دويلة على أراضي المغرب.

كما أود أن أشير من خلال تصريحي هذا أن ما ذكرته في تصريحي الأول مبني على حقائق ووقائع حقيقية، من مثيل النظام الشمولي لجبهة البوليساريو والذي لا يسمح للفعل الديموقراطي أن يظهر أو ينعكس على ساكنة المخيمات المغلوبة على أمرها، وأن سياسة القطيع هي المتحكمة في زمام الأمور، وأن تحركات شباب التغيير تتعامل معها القيادة المتحكمة بعنف لا مثيل له، وأن المخيمات لا يقطنها الآن إلا الشيوخ والنساء والأطفال، بعد أن رحل عنها أغلب الشباب والأطر المتوسطة في اتجاه اسبانيا وموريتانيا أو بعض الدول الأوربية… وأن رفض إحصاء اللاجئين يشكل كابوسا يؤرق القيادة الفاسدة التي تقتات من معاناة هؤلاء المرحلين واللاجئين، كما نجد المساعدات الدولية تباع بأسواق موريتانيا ومالي وهو أمر حقيقي يمكن التأكد منه،  وأن تشتيت الأسر الصحراوية قائم وأن العنصرية المتفشية بين ساكنة المخيمات والقيادة بارزة للعيان والشواهد عديدة في هذا الأمر.

2-  لماذا تتعنت قيادة البوليساريو ومن ورائها الجزائر في إيجاد حل عادل لقضية الصحراء؟

إن إطالة أمد الصراع المفتعل هو في صالح هذه القيادة التي لا يهمها ساكنة الإقليم ولا مستقبلها، بل ترى في إطالته حماية لمصالحها الانتهازية… كما أن مطالب مجلس الأمن في إيجاد حل سياسي متوافق عليه، والذي يقتضي نوع من المرونة والقدرة على الابتكار والإبداع قدر الإمكان، لم يلق آذانا صاغية من طرف البوليساريو والجزائر، ولم يبادروا في اقتراح أي مقاربة أخرى عكس المغرب الذي تقدم بمبادرة الحكم الذاتي والتي قدمها للأطراف وهي مقاربة قابلة للتطعيم والإثراء وتعتبر كمدخل أساسي للحل السياسي في إطار سيادة المغرب على أراضيه. وتحفظ ماء وجه البوليساريو وفرصة تاريخية لفك ارتباطها بالجزائر المتدخلة في شؤونها الداخلية والخارجية.

فكما قلت في تصريحي السابق لا يمكن للجزائر أن تخسر هذا القدر الفاحش من الأموال طيلة أربعين سنة على مشكل الصحراء فقط من أجل سواد عيون الصحراويين أو تقرير مصيرهم، بل الأمر يتعدى حدود نوايا الصحراويين، والتاريخ كفيل بفضح هذه الحقائق، ولنا كصحراويين في جنوب السودان التي انفصلت عن السودان الوطن الأم خير مثال لما سيؤول له واقع الحال لا قدر الله، فالحل والمقاربة المغربية هي الحل وتضمن للمملكة المغربية سيادتها ووحدة ترابها بشكل لا يدع مجالا للشك، ولأبناء الصحراء الاعتراف البين الواضح الحقيقي والملموس بحقوقنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحقنا الشرعي في تسيير أمورنا بأنفسنا في أرضنا، تحت سيادة المملكة المغربية، كما أن هذا الحل، هو الذي سيتيح لشعوب المغرب العربي الانطلاق من جديد في بناء هذا الصرح الذي تحلم به شعوب المنطقة.

إن هذه المبادرة التي شهد العالم أنها جدية وذات مصداقية، ولا سابقة لها، تضمن الحل السريع لهذه القضية، والخروج من هذا النزاع في أقرب الآجال. وعلى الجميع أن يقدر حق قدره هذه الفرصة التي لا يحق لأي واحد منا أن يضيعها، وخصوصا بالنسبة لأبناء الصحراء الذين مسهم الضر من الانتظارية، ومن المواعيد التي لا تتحقق، ومن المخططات غير الواقعية.

3– ماردك على من يقول إن المواطن الصحراوي يعيش التهميش والإقصاء؟

للرد على تعليقات البعض الذين يلومونني على دفاعي عن مغربيتي بدعوى أن المواطن المغربي من أصول صحراوية يعيش التهميش والإقصاء والدونية، فهو محض افتراء وتضليل للرأي العام الوطني والدولي؛ بدليل وأنا بمدينة أكادير التي عرفت عبر تاريخها المعاصر ساكنة من أصول صحراوية تقلدت العديد من المناصب سواء على مستوى التدبير الجماعي فهناك رؤساء صحراويين لمجالس جماعية وإقليمية رغم أننا نقطن بإقليم أغلبيته ذات أصول أمازيغية، كما عرف إقليم أكادير برلمانيين من أصول صحراوية، وعرف أطر أكاديمية وجامعية من أبناء أكادير ذوي أصول صحراوية، فأين هو الإقصاء والتهميش في ذلك؟!! إن المواطنين المغاربة من أصول صحراوية كغيرهم من المواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات ويناضلون داخل البلد كل من موقعه من أجل تنمية بلدهم واستقراره، وكل حسب كفاءاته وقدراته  والاسماء والامثلة كثيرة.

وبالنسبة لبعض التعاليق التي ترفض استعمال كلمة انفصالي، فمعلوم ان مسألة الانفصاليين هي حقيقة لا يستسيغها الموالون لجبهة البوليساريو ويرفضونها باعتبار المغرب ليس له علاقة بالصحراء، فهذا كلام فيه تضليل كبير وانكار للتاريخ، وليس على السائل هنا  سوى الرجوع الى البحوث التاريخية التي قام بها باحثون العرب منهم والاجانب  و الغنية عن كل تعليق.

4- ألا ترى أن بعض الوقائع التاريخية لاتزال تلقي بظلالها على الحاضر بالنسبة لبعض العائلات الصحراوية؟

أثيرت مسألة أخرى من خلال ردود بعض المعلقين وهي واقعة والدتنا المشمولة برحمته تعالى الحاجة فاطمتو منت احمد سالم ولد أباعد، والتي اعتقلت سنة 1984 بحي الخيام بأكادير وتوفيت بالمعتقل وهي من ضمن لائحة المختطفين مجهولي المصير، وكان للعائلة مطالب بالكشف عن حقيقتها وإنصافها كباقي المعتقلين السياسيين، وهو ما كان من خلال هيئة الانصاف والمصالحة، ولا زلنا نطالب برفاتها ليتم دفنها كباقي المعتقلين الذين توفوا في المعتقلات السرية أنذاك، وأتمنى أن يكون ذلك في أقرب الآجال، وأود أن أشير في هذا الصدد أن والدتنا كانت والدة الجميع فكما يعرفها أبناء الحي وأهاليها كانت امرأة كريمة وذات شخصية ومروءة، لم يسبق لها أن شاركت في تظاهرة سياسية ضد النظام أو عبرت عن وجهة نظر سياسية معادية للمغرب، بل بالعكس كانت تشارك في جميع المناسبات الوطنية، وتؤمن للمناسبات الوطنية بالحي زرابي بيتها وأوانيه كغيرها من نساء الحي، فحتى يوم اعتقالها كانت صورتي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني تؤتث جدران بيت نومها، وبدولاب البيت أعلام وطنية تحتفظ بها للمناسبات.

فعلا لقد كان خطأ  اعتقالها فادحا  وحيثياته غير واضحة، لكننا عملنا على طي صفحة هذا الماضي الأليم من خلال المبادرة الجريئة والمتميزة مبادرة هيئة الإنصاف والمصالحة بغية بناء مستقبل واعد ينعم بالاستقرار والأمن ويلغي الأحقاد ومسبباتها ونحمد الله على نعمة النسيان التي أنعم الله بها علينا، فلولا هذه النعمة لما تقدمنا في حياتنا، ولأصبحنا جيلا من الحاقدين، كما يتعين علينا وعلى أمثالنا ممن عاشوا هذه المحن المعزولة أن نستشرف المستقبل بشكل واع ومسؤول وألا نركن للماضي وسلبياته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *