عيد العمال .. رسائل سياسية ومطالب بإنصاف الطبقة العاملة

احتفل عشرات الألف من العمال والعاملات صباح الخميس فاتح ماي 2014 بعيدهم الأممي، الذي اعتادت الطبقة العاملة في إطار النقابات المنضوية تحت لوائها إحياءه كل سنة في كل المدن المغربية على غرار عمال العالم.

ورفع مشاركون في مسيرة الرباط شعارات منددة بغلاء المعيشة وتجميد الأجور وعدم استجابة بنكيران لمعظم مطالب الطبقة الشغيلة، بعد الحوار الاجتماعي الذي باشره رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مع عدد من المركزيات النقابية قبل الفاتح من ماي الجاري. وطالب المشاركون بإسقاط حكومة عبد الإله بنكيران معتبرين إياها حكومة تراجعات و”زحف على مكتسبات الشغيلة المغربية”.

بنكيران يهاجم شباط

وفي سياق متصل اختارت عدد من القيادات السياسية أذرعها النقابية لبعث رسائل للخصوم في العيد الاممي للعمال و العاملات، إذ شارك رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى جانب الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الدراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، بمدينة البيضاء، مشيرا في كلمة ألقاها بالمناسبة، إلى أن التعقيدات التي واجهته مع “العفاريت والتماسيح” لم تعد بنفس الحدة، مؤكدا أن الملك كان وراء حفظه من “شرّ العفاريت” ولو كان لوحده من يواجهها لتعذر عليه الأمر.

وهاجم عبد الإله بنكيران في كلمته الحماسية أمام نقابييه، الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، واصفا إياه بـ “الصكع لي خرج على راسو وعلى الحزب ديالو” بعد انسحابه من الحكومة. وقد وجه رئيس الحكومة انتقادات لاذعة لغريمه السياسي حميد شباط ولكريم غلاب الذي فقد رئاسة البرلمان وحزب الاستقلال. ولم يستثني عبد الإله بنكيران توجيه النقد لحزب الأصالة والمعاصرة، والترحم على الطالب الحسناوي واعتبره شهيد العدالة والتنمية.

شباط يحتفل بعيد الشغل في مكان خاص

بدوره فضل حميد شباط “الاحتجاج” عبر تجمع خطابي داخل المركبِ الرياضِي مولاي عبد الله بالرباط، والذي نظمته نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وقد وجه شباط انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، معتبرا حكومته “مفسدة وفاسدة”، موكدا خلال كلمته ” أن الحكومة عمدت إلى زيادة الأسعار دون مراعاة مصالح الشعب والوطن”، وأضاف شباط بنفس التجمع الاحتجاجي أن “حكومة عبد الإله بنكيران تعيش في غيبوبة دائمة، وتتخذ قرارات فوقية و انفرادية، مبرزا في ذات المداخلة أسباب انسحاب الاستقلال من الحكومة.

النقابات تحتج دائما !

من جهة اخرى عابت المركزيات الثلاث، الاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل في بلاغ مشترك وزّع في مسيرة فاتح ماي بالرباط، قرارات الحكومة بعد الحوار الاجتماعي الأخير واعتبرت أن إجابات الحكومة للمطالب ” لم ترقى إلى الحد الأدنى من انتظارات الطبقة العاملة وعموم الأجراء”.

واعتبرت المركزيات الثلاث أن مقترحات الحكومة هزيلة و”فاقدة لرؤية واضحة ذات نفس اجتماعي في التعاطي مع الملف المطلبي”، فيما طالب المركزيات النقابية بتحسين الدخل، وإقرار السلم المتحرك للأجور، وتنفيذ ما تبقى من اتفاق 26 أبريل 2011، والرفع من المعاشات، واحترام الحريات النقابية وكافة المطالب المادية والاجتماعية والمهنية.

وقد شارك مئات العمال والعاملات والنقابيين والنقابيات إلى جانب التوجه الديمقراطي للاتحاد المغربي للشغل بالرباط الذي انطلقت مسيرته من أمام مقر الاتحاد بالرباط والمغلق في موجههم منذ ثلاث سنوات.

وندد التوجه الديمقراطي للاتحاد في كلمة ألقتها خديجة غامري أمام البرلمان بما وصفته “استمرار الهجوم على الحريات وحقوق ومكتسبات الشغيلة، والذي تمثل، حسب المتحدثة، في الزيادة في الأثمان وغلاء المعيشة، مع تجميد الأجور والمعاشات ومع الإعداد لإجراءات خطيرة للإجهاز على مكتسبات نظام التقاعد الخاص بالموظفين المدنيين، والانتهاك السافر لمقتضيات قانون الشغل، وتعميق هشاشة الشغل حتى في قطاع الوظيفة العمومية، حسب المتحدثة.

وانتقدت غامري ما وصفته بالهجوم السافر على الحريات النقابية والسياسية، وطالبت في كلمتها بإطلاق سراح معتقلي عشرين فبراير على خلفية مشاركتهم بمسيرة النقابات في 6 أبريل.

 .. وآخرون يحتجون أيضا

هذا وقد شارك شباب حركة عشرين إلى جانب العمال بالرباط مطالبين بالرفع في الأجور وتوظيف المعطلين وإسقاط الفساد والاستبداد، وطالبوا بإطلاق سراح رفاقهم المعتقلين على خلفية المسيرة النقابية لـ 6 أبريل، وجميع المعتقلين السياسيين.

إلى ذلك شارك أساتذة سد الخصاص ومنشطي التربية غير النظامية في عيد الشغل إلى جانب العمال والعاملات مطالبين بتسوية وضعيتهم الإدارية والمالية.

وقد شارك أيضا منتمون إلى الحركة الثقافية الامازيغية حاملين لافتات وأعلام أمازيغية مطالبين بالتفعيل الرسمي والحقيقي للغة والثقافة الامازيغية وبإنصاف العمال والعاملات.

فيما علمت “مشاهد.أنفو” أن مسيرة النقابات بمدينة مراكش ومكناس عرفت مطاردات واعتقالات في صفوف الطلبة.